لا يزال المجتمع البحريني يحاول جاهداً إحياء تقاليد رمضانية قديمة أو كما هو متعارف عليها شعبياً باسم "رمضان فرجان لول"، ويعني عادات رمضانية في شوارع البحرين القديمة، التي اندثر منها كثير مع إيقاع التحضر في المدن ومرور السنين فيما لا يزال بعض منها يقاوم الزوال.
عادات رمضانية
لا تختلف عادات "رمضان فرجان لول" عن شكل "البهجة واللمة" التي تعم المدن والمحافظات البحرينية في يومنا هذا، ولكن الاختلاف الرئيس الذي غاب عنا اليوم هو بساطة الأهالي في جمعاتهم وتعبيرهم عن سعادتهم أيام الشهر الفضيل، فقديماً كان رمضان يتميز بالتكافل الأسري وتجمع العائلات والجيران بعد صلاة التراويح في مجالس المنازل ببساطة من دون تكلف، بينما تجتمع النساء في أحد المنازل في الفريج "الحي"، فيما يلعب الأطفال بين أزقة الحارات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجولت كاميرا "اندبندنت عربية" داخل بعض المحافظات البحرينية منها المحافظة الشمالية ومحافظة العاصمة، ورصدت الكاميرا مشاهد الأهالي مستمتعين بتقاليد رمضان على أمل المحافظة على القيم الاجتماعية والموروثات الشعبية الراسخة التي تمثل جزءاً من الهوية البحرينية لتنتقل من جيل إلى جيل، مؤكدين أنه مهما استجد من تغيرات فإن القيم التي يجعلها شهر رمضان تظل جزءاً من هوية المجتمع وإن اختلفت مظاهرها وأشكالها.
رمضان فرجان لول
وفي وسط الأحياء الشعبية يكاد يكون المقهى مكان الترفيه المفضل الذي يجتمع فيه رجال "الفريج" يتبادلون فيه الأحاديث ولعب الورق خلال أمسيات الشهر الكريم. يوضح عبدالله العنزي "إن المجتمع البحريني كان قديماً ولا يزال زاخراً بكثير من القيم الاجتماعية وأهمها التكافل والتراحم بين الجيران، وتبادل الزيارات التي نتوق لها بشكل دائم للاطمئنان على أحوالهم، كما اعتدنا فيه على طقوس دعوة أهالي الحي إلى الإفطار، ومراسم توصيل شيء من الأطباق الرمضانية إليهم لنعزز بذلك الروابط بشكل أمتن وأوثق".
وفي المساء عند الانتهاء من صلاة التراويح تنتعش الأسواق وتزدحم بالمارة ويجد الصغار ضالتهم في ساحات الألعاب الشعبية لممارسة الألعاب الحركية خلال ليالي رمضان، وتعج المقاهي الشعبية بالزبائن بصحبة الأصدقاء والأقارب حيث يتبارى الكبار في الألعاب الذهنية التي تستمر حتى دخول وقت السحور، كما تشهد الأسواق الشعبية البحرينية حركة نشطة وإقبالاً جماهيرياً كثيراً لشراء الحلوى والأطعمة الرمضانية والملابس والحلي استعداداً للعيد.
وأشارت شهلاء الصبي "إلى أن رمضان في البحرين كان شهر اللقاءات الاجتماعية الأول، لكنه اختلف عما كان عليه فقد تبددت التفاصيل الدقيقة في العلاقات الاجتماعية بين الأسر من خلال تلك الزيارات التي كانت تتم بين الأهل والأصحاب بعد الإفطار لنتشارك معهم تلك الأجواء والطقوس الروحانية التي استغنى عنها بعضهم واستبدلت بالزيارات القصيرة".
وهكذا نرى حرص أهالي البحرين على أن تظل طقوس وعادات رمضان حاضرة بقوة داخل المجتمع من خلال إحياء هذه التقاليد والموروث الشعبي باستمرار حتى وإن خفت بساطتها لكن تبقى القيم الاجتماعية راسخة.