في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، تجسد آثار الحرب المستمرة على حركة الطيران، حيث ألغت العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل، مما أدى إلى شبه خلوّ بوابات المطار. وتستقبل الصور المعلقة للرهائن المحتجزين في غزة المسافرين القادمين، الذين أصبح عددهم محدودًا.
ومع هذا، يبقى مكتب تسجيل الرحلات إلى الإمارات العربية المتحدة نشطًا، حيث تستمر شركتا "فلاي دبي" و"الاتحاد للطيران" في تسيير رحلات منتظمة إلى إسرائيل، مما يحافظ على رابط جوي حيوي للإسرائيليين إلى العالم الخارجي.
تتجاوز هذه الرحلات الجانب التجاري، إذ تُعد بمثابة دليل على التزام الإمارات باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل التي بدأت في عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسط فيها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
أشار جوشوا تايتلباوم، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، إلى أن "الإمارات تسعى من خلال هذه الرحلات إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل وإظهار التزامها بالسلام والانفتاح على الأعمال التجارية، حتى في ظل التوترات الإقليمية".
ورغم المخاوف الأمنية التي دفعت شركات طيران دولية مثل "دلتا" و"لوفتهانزا" إلى تعليق رحلاتها بعد تصاعد الحرب في 7 أكتوبر 2023، استمرت "فلاي دبي" في تسيير رحلات يومية متعددة، بينما واصلت "الاتحاد" رحلاتها بوتيرة أقل.
وقد أصبحت الإمارات شريانًا مهمًا للطيران الإسرائيلي، خاصة بعد توقف عدد من شركات الطيران الأخرى، مما عزز من عائدات "فلاي دبي"، التي قامت بتسيير أكثر من 1800 رحلة منذ أكتوبر 2023. في الوقت ذاته، حافظت "الاتحاد" على جدول رحلاتها اليومية إلى إسرائيل.
في المقابل، شهدت أسعار تذاكر الخطوط الإسرائيلية "إلعال" ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة لتوقف الرحلات الدولية ونقص المسافرين، حيث انخفض عدد الركاب عبر مطار بن غوريون إلى النصف.
ورغم الانتقادات الدولية بشأن تصرفات إسرائيل في الحرب، تواصل الإمارات العمل على تحقيق توازن في مواقفها، إذ أصدرت دعوات متكررة لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين، بينما تبقي سفارتها وقنصليتها في إسرائيل مفتوحتين.
تظل رحلات الطيران الإماراتية إلى إسرائيل خطوة استراتيجية، تُظهر التزام الإمارات بالتطبيع مع إسرائيل مع الحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في ظل التحديات الإقليمية المستمرة.