رغم استمرار الاحتجاجات.. نتنياهو متفائل بإجماع على إصلاحات القضاء

منذ 1 سنة 112

للأسبوع الخامس عشر على التوالي، تستمر المظاهرات الإسرائيلية ضد مشروع الحكومة المتعلق بالإصلاح القضائي، على الرغم من قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف التعديلات القانونية المثيرة للجدل.

وبعد اشتداد الاحتجاج، وبدء إضراب عام، وظهور توترات داخل الائتلاف الحاكم، أعلن نتنياهو في 27 آذار/ مارس "تجميد" تنفيذ الإصلاح حتى الدورة الصيفية للكنيست، التي تبدأ في 30 أبريل/ نيسان الجاري، لإعطاء "فرصة للحوار وتجنب الحرب الأهلية".

وتحدّ الخطة المثيرة للجدل من سلطات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، وتمنح الائتلاف الحكومي السيطرة على لجنة تعيين القضاة. أي أنها ستمنح نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد، وحلفائه في الحكومة الإسرائيلية الأكثر تشدداً، الكلمة الفصل في تعيين قضاة الأمة. كما تمنح البرلمان، الذي يسيطر عليه حلفاؤه، سلطة إلغاء قرارات المحكمة العليا والحد من قدرة المحكمة على مراجعة القوانين.

ويرى المعارضون أن هذه الاصلاحات استهداف للديموقراطية، لأنها تركّز السلطة في يد نتنياهو وحلفائه في البرلمان. وفي حال تبنيها، يمكن استخدامها لإلغاء إدانة محتملة لنتنياهو الذي يُحاكَم بتهمة الفساد في سلسلة من القضايا.

لكن نتنياهو رفض هذه الاتهامات يوم الأحد في مقابلة مع برنامج "لقاء مع الصحافة" (Meet the Press) على قناة "إن بي سي" الأمريكية، وقال إنه يعمل من أجل التوصل إلى توازن حقيقي بين البرلمان المُنتخب والسلطة القضائية، وأوضح قوله: "لا أريد أن يطغى أو يسيطر أحدهما على الآخر،  لذلك قررت أن أستقطع بعض الوقت، وأحاول تحقيق توازن بين وجهات النظر المتعارضة في مجتمعنا، وآمل أن أصل إلى هذا الهدف، بإجماع كل الأطراف ".

وأكد  نتنياهو أيضاً أن الإصلاح القضائي المقترح لن يكون له أي تأثير على قضية الفساد المرفوعة ضده، وقال: "لقد تم اختيار القضاة في قضيتي منذ زمن طويل، وسبق وأوضحت بشكل قاطع بأن الإصلاح لن يؤثر على أي قاض يتعين عليه اليوم أو غدًا التعامل مع قضيتي، إنها مستقلة تماماً".

"أفضل حليف" رغم تسريبات البنتاغون

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد انتقد مشروع إصلاح القضاء وقال إنه "يأمل" في أن تتخلى السلطات الإسرائيلية عنه، لكن انتقادات بايدن لم تؤثر في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب نتنياهو الذي قال إن "أمريكا لا غنى عنها بالنسبة لإسرائيل وهي أفضل حليف لها على الاطلاق"، موضحاً أنه "يمكن للأصدقاء أن يختلفوا أحياناً".

وذلك رغم التسريب المحرج لوثائق أمريكية سرية تتعلق بمعلومات عن تشجيع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" الاحتجاجات ضد إصلاحات القضاء التي تدفع بها حكومته وأثارت احتجاجات واسعة.

واعتبر نتنياهو في حديثه لقناة "إن بي سي" أن كل هذا ناتج عن "سوء فهم"، لافتاً إلى أن "الحقيقة هي أن مستشار جهاز الموساد القانوني قال إن أعضاء الموساد غير القياديين يمكنهم بموجب القانون الإسرائيلي المشاركة في الاحتجاجات ولكن ليس كبار المسؤولين"، وهو ما يفسر برأيه مضمون الوثيقة الأمريكية.

وذكر نتنياهو أن جهاز الاستخبارات لا يعاديه وعلى العكس يعمل معه "يداً بيد".