رضع ونساء بين الضحايا.. ارتفاع حصيلة أكبر "مذبحة" في تاريخ هايتي

منذ 1 شهر 36

ارتفعت حصيلة قتلى هجوم شنته عصابة منظمة على إحدى بلدات هايتي إلى 115 شخصا، بينهم أطفال رضع ونساء ومسنون، في حدث بات يشكل أكبر مذبحة في تاريخ هايتي الحديث.

ووقع الهجوم الأسبوع الماضي في بلدة بونت سوندي، الواقعة في وسط هايتي، التي تقع على البحر الكاريبي.

وقالت ميريام فييفر، وهي رئيسة بلدية مجاورة لمكان المذبحة: إن من المرجح أن تستمر حصيلة قتلى الهجوم في الارتفاع، لأن السلطات لا تزال تبحث عن جثث ولم تتمكن حتى الآن من الوصول مناطق معينة من البلدة.

وأضافت قائلة: "نحن نعمل من أجل ضمان أمن السكان وحمايتهم".

وكانت الأمم المتحدة ذكرت في وقت سابق أن 70 شخصاً على الأقل قتلوا الأسبوع الماضي، عندما اجتاحت عصابة "غران غريف" تلك البلدة التي تقع في مقاطعة أرتيبونيت، وسط البلاد.

وتضم قائمة القتلى: رضعاً، وأمهات شابات، ومسنين.

ومن أجل مفاجأة السكان، وصل عناصر العصابة إلى البلدة عبر القوارب، بحسب ما أفادت منظمة حقوق إنسان محلية.

"السلطات لم تفعل شيئا"

وتساءل الناجون عن سبب عدم قيام السلطات بفعل أي شيء لوقف الهجوم، رغم وجود مؤشرات على أنه كان وشيكا.

وكانت العصابة هددت في مقطع فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي بأنها تخطط لاستهداف "بونت سوندي".

وبعد يوم من وقوع الهجوم، جرى استبدال مفوض الشرطة الذي يشرف على مقاطعة أرتيبونيت، التي شهدت موجة من عنف العصابات في السنوات الأخيرة، علماً بأن الأمم المتحدة تقدر وجود ما لا يقل عن 20 عصابة إجرامية تعمل في المنطقة.

وإثر ارتكاب "المجزرة"، فر أكثر من 6200 من سكان بونت سوندي إلى مدينة سان مارك الساحلية والمناطق المحيطة بها، حيث يقيم أغلبهم مع أقاربهم.

لكن أكثر من 750 آخرين ليس لديهم مكان يذهبون إليه وينامون على أرضيات كنيسة ومدرسة وساحة عامة في المدينة، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

الأمر لم ينته

ولا يبدو أن هجمات العصابة ستتوقف عند بونت سوندي، وفقا لتوقعات المسؤولة المحلية.

وحذرت ميريام فييفر من أن العصابة تتسلل إلى المجتمعات المجاورة للبدة المنكوبة.

وفي تفسير للهجوم، قالت شبكة الدفاع عن حقوق الإنساني هايتي إن العصابة كانت غاضبة من محاولة مجموعة محلية للدفاع عن النفس الحد من نشاط العصابات في بونت سوندي ومنعها من الاستفادة من إتاوات الطرق التي فرضتها أخيراً.

وتفيد التقديرات بأن العصابة تضم حوالى 100 عضو متهمين بارتكاب جرائم القتل والاغتصاب والسطو والاختطاف.

وتأسست العصابة بعد أن بدأ البرلماني السابق بروفان فيكتور في تسليح الشباب منذ ما يقرب من عقد من الزمان لتأمين انتخابه والسيطرة على المنطقة، وفقاً للأمم المتحدة.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على فيكتور وزعيم العصابة، لوكسون إيلان، الشهر الماضي.

كما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على إيلان، الذي أشار إلى أن "غران غريف": "هي أكبر وأقوى عصابة في أرتيبونيت، حيث ارتكبت تسع عمليات اختطاف جماعية بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وكانون الثاني/ يناير 2024.

نفوذ متزايد

وخلال السنوات الأخيرة، توسع نفوذ العصابات في هايتي في ظل تراجع مؤسسات الدولة بسبب الأزمات السياسية والمالية.

وتسيطر العصابات حاليًا على مناطق يقطنها 2.7 مليون شخص، بينهم نصف مليون طفل.

ومع هذا النمو، تضاعف تجنيد الأطفال في صفوف العصابات، وفقًا لما ذكرته هيومن رايتس ووتش.