رحلت اليوم الفنانة المصرية ماجدة صالح، أول "باليرينا" في تاريخ مصر ورئيسة دار الأوبرا المصرية بعد تجديدها وإعادة افتتاحها عام 1988.
وماجدة صالح هي أول راقصة باليه مصرية وكانت ضمن أولى دفعات المعهد العالي للباليه في مصر خلال فترة الخمسينيات، وبعد تخرجها حصلت مع أربع زميلات لها على منحة لدراسة الباليه في روسيا من "أكاديمية البولشوي" في موسكو عام 1963 التي تعد من أعرق أكاديميات الباليه في العالم، وعادت إلى مصر عام 1966 لتقدم مع زميلاتها أول عرض باليه في مصر والمنطقة العربية بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نالت بعده وسام الاستحقاق.
ولدت ماجدة صالح لأب مصري وأم إسكتلندية والتحقت في طفولتها بمدرسة "الكونسرفتوار" بالإسكندرية التي كانت تضم قسماً للباليه يشرف عليه معلمون من الأكاديمية الملكية البريطانية، بعدها توجهت إلى القاهرة وعملت أستاذة ثم عميدة للمعهد العالي للباليه.
وإلى جانب عروضها في مصر، قدمت صالح عروضاً على أعرق المسارح الروسية مثل مسرح "البولشوي" ومسرح قصر المؤتمرات في الكرملين وغيرها من مسارح الاتحاد السوفياتي في جولة فنية خلال سبعينيات القرن الماضي.
واعتزلت ماجدة صالح الرقص عام 1992 وتوجهت إلى الولايات المتحدة الأميركية مدرسة بإحدى الجامعات. وإلى جانب نشاطها المكثف في الباليه لماجدة صالح مشاركة وحيدة في السينما المصرية في فيلم "ابنتي العزيزة" مع رشدي أباظة ونجاة الصغيرة.
وكان الظهور العام الأخير للراحلة الشهر الماضي عندما كرمتها وزارة الثقافة المصرية خلال الحفل السنوي للمعهد العالي للباليه عرفاناً بجهودها وإنجازاتها كرائدة لفن الباليه في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الجامعة الأميركية في مصر نظمت معرضاً عام 2019 تكريماً لماجدة لصالح، يضم صوراً لها من مراحل حياتها المختلفة وصوراً من عروضها المختلفة للباليه داخل مصر وخارجها كشكل من أشكال التكريم والتوثيق لإنتاجها الفني الرائد.
ونعت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني الراحلة في بيان صحافي، قائلة "إن صالح فتحت الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف الباليه، وكانت من الأوائل الذين درسوا وأتقنوا ونافسوا غير المصريين في هذا الفن الراقي، وكانت أول باليرينا تحصل على وسام الاستحقاق، كما كانت وزميلاتها نواة لأول فرقة باليه مصرية".
وكان رئيس دار الأوبرا المصرية خالد داغر نعاها أيضاً، "ماجدة صالح هي إحدى رائدات فن الباليه المصري ولها إسهامات متعددة في هذا المجال، إضافة إلى تمثيلها الوطن في عدد من المحافل الدولية، إلى جانب مشاركاتها بفاعلية في إثراء الحياة الثقافية المحلية"، مؤكداً أن مشاركتها في أول العروض المتخصصة عام 1966 أتاح الفرصة لاستمرار وازدهار فن الباليه في مصر.
وعلى المستوى غير الرسمي شهدت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات لتلاميذ الراحلة على مداى الأعوام الذين عبروا عن أسفهم لرحيلها وأظهروا فضلها عليهم خلال سنوات الدراسة والعمل في الأوبرا.
رئيس دار الأوبرا السابق مجدي صابر قال في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" إن "ماجدة صالح رمز من الرموز المصرية، لها أجيال من التلاميذ الذين أثروا في الساحة الفنية بمصر على مدى الأعوام، ويعود لها فضل وضع مصر والمنطقة العربية كلها على الساحة الفنية في فن الباليه لأنها أول باليرينا مصرية وفتحت الباب أمام سيدات كثيرات اقتحمن مجالات كثيرة من الفنون ومن بينها الباليه".ويضيف "إلى جانب عروضها التي قدمتها على أكبر المسارح العالمية كباليرينا مصرية لا يمكننا إغفال دورها كرئيسة لدار الأوبرا استطاعت الارتقاء بها وتقديم أفضل أداء خلال فترة رئاستها ودعمها لأبناء الأوبرا من فنانين وإداريين ورؤساء على مدى سنوات حياتها حتى الرحيل".