بعد مسيرة إبداعية حافلة، رحل عن عالمنا الأديب والقاص والكاتب اللبناني الكبير، إلياس خوري، الذي ارتبط اسم كثيراً بالقضية الفلسطينية.
توفي الأديب اللبناني الكبير، إلياس خوري، الأحد، عن عمر ناهز 76 عاماً، في العاصمة بيروت، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الإبداعي من الكتابة الصحفية إلى الروايات والمسرحيات، ولعل أبرزها "باب الشمس" التي تحولت إلى فيلم سينمائي.
وظل خوري يكتب حتى الأسابيع الأخيرة من حياته، وكان آخر مقال منشور له في صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن بتاريخ 19 آب/ أغسطس الماضي.
وجاء المقال بعنوان "تروما" أي الصدمة، وانتقد فيه شحن البعض لأنفس أبنائهم، معتبراً أن ذلك يزيد من خطر تجدد الحروب الأهلية كما في لبنان.
ونعت الصحيفة اللندنية خوري، وقالت في بيان: "كانت القضية الفلسطينية هي شاغل الراحل من خلال كتاباته سواء الإبداعية أو النقدية، وكذا مقالات الرأي".
المولد والنشأة
ولد إلياس خوري في 12 تموز/ يوليو 1948 في منطقة الأشرفية ببيروت، وحصل على الثانوية العامة في عام 1966.
ودرس التاريخ في الجامعة اللبنانية، ثم سافر إلى باريس حيث نال الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس في السبعينيات.
الارتباط بالقضية الفلسطينية
رغم أنه لبناني المولد، إلا أن إلياس خوري كان فلسطيني الهوى والعمل.
انضم إلى حركة فتح الفلسطينية بعدما سافر إلى الأردن عام 1976، وغادره بعد أحداث أيلول الأسود. وترأس تحرير مجلة "شؤون فلسطينية" بين عامي 1975 و1979، بالتعاون مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، كما عمل مديرا لتحرير مجلة "الكرمل" التي رأس تحريرها درويش بين عامي 1981و1982.
وتولى منذ عام 2011 رئاسة تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية.
وتجسد ارتباط خوري الشديد بالقضية الفلسطينية برواية "باب الشمس" التي صدرت عام 1998، وصارت فيلماً سينمائياً عام 2002، وتدور القصة حول النكبة الفلسطينية عام 1948 متجسدة في شخصية "يونس الأسدي" الذي ينزح إلى لبنان، وبينما بقيت زوجته في فلسطين، وهكذا فرّقت إسرائيل بين الاثنين.
وظل الكاتب الراحل مرتبطاً بالأمر الذي آمن به قبل 50 عاماً حتى آخر أيام حياته، وهو الإيمان بالقضية الفلسطينية.
أبرز أعماله
أصدر الراحل 13 رواية بين عامي 1975 و2016، وكانت أولى رواياته بعنوان "عن علاقات الدائرة"، وآخرها "أولاد الغيتو- اسمي آدم"، وترجمت غالبيتها إلى لغات عدة، وإلى جانب الإنتاج الروائي، أصدر خوري مؤلفات كثيرة مثل المجموعة القصصية كـ "المبتدأ والخبر"، والمقالات مثل " زمن الاحتلال" ، والدراسات النقدية من قبيل "الذاكرة المفقودة".
جوائز وأوسمة
حاز إلياس خوري في العام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندو.
ونال جائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديرا للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية.
وفي عام 2016، حصلت روايته "أولا الغيتو.. اسمي آدم" على جائزة "كتارا" للرواية العربية.