استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 12/6/2024 ميلادي - 5/12/1445 هجري
الزيارات: 25
♦ الملخص:
رجل يشكو حبَّه ارتداء ملابس النساء، ومحادثاته مع الرجال وسماع مغازلاتهم، وقد رأت زوجته صورًا له وهو في هذه الحالة، فصُدمت، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا رجل متزوج، مشكلتي أنني أحبُّ ارتداء الملابس النسائية، وأتحدَّث مع رجال متزوجين على مواقع التواصل؛ لأستمع لمغازلاتهم، ونتبادل الصور، وقد حاولت الإقلاع عن هذا الأمر، لكني لم أستَطِعْ، والمشكلة الكبرى أن زوجتي رأت صورًا لي وأنا في هذه الحالة، فما كان منها إلا الصمت، دون أن تُحدِث مشكلة، أو تطلب الطلاق، لكنها لم تعُد تتحدث معي، فهل هذا مرض؟ وكيف أتخلص منه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن النفس تحتاج إلى ضبط وكبحٍ لجِماح الشهوات، ومتى ما تُرِك لها العِنان صالت وجالت في مراتع الفِسْقِ والرذيلة، وأوردت الإنسانَ مواطنَ الهلاك؛ ولذلك لا بد من تهذيب هذه النفس وتقويمها، وليس أنفع للنفس من علاجها بالقرآن والسُّنَّة؛ فبهما تحصل الهداية، ويستبصر الإنسان طريقَ الفلاح، ويجتنب الوقوع في مهاوي الرَّدَى.
أخي الكريم: جميلٌ أن يشعر المرء بوجود المشكلة، فهذه أولى خطوات العلاج؛ فإن من لا يشعر بمشكلته فلن يسعى إلى حلِّها.
ولكن لا بد من بيان حجم المشكلة حتى تتولد العزيمة على تجاوزها، وتحمُّل مرارة الدواء، والتسلُّح لجهاد النفس على التغيير؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لِبْسَةَ المرأة، والمرأة تلبس لِبْسَةَ الرجل))؛ [رواه أحمد والنسائي].
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ))؛ [رواه البخاري].
وكل هذا الوعيد هو لحماية الفرد المسلم من الانحراف وسلوك المسالك الشاذة عن الفطرة.
أخي الكريم: لا بد من التوبة والإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة لمثل هذه السبيل، وحتى تتحقق هذه الأمور، لا بد من وقفة جادة، ومراجعة النفس ومحاسبتها عند كل خطوة.
وأنت الآن قد وقعت في فخِّ الاعتياد، وارتباط السعادة وحصول اللذة بهذه الأفعال؛ ولذلك عليك الانتباه فقط لتصحيح أفكارك تجاه ذاتك، أنت رجل مثل سائر الرجال، ما الذي غيَّر طبعك وجعلك تتخلى عن الشعور بالقوة والفُتُوَّة، وعزم الرجال، إلى البحث عن استدرار العاطفة من الرجال؟ وما الذي حوَّل رغبتك التي توافق الفطرة، وجعلها تنحرف عن مسارها الصحيح؛ فبدلًا من الميل إلى ملاطفة زوجتك، وأن تكون أنت مصدرًا لإطرائها ومدح صفاتها وجمال خِلْقَتِها، أصبحتَ ترتدي لباسها، وتبحث أنت عما تبحث هي عنه لديك؟!
هل هو تأثير الصحبة، أو عوامل التنشئة، أو هي نماذج لشخصيات منحرفة أردت محاكاتها؟!
حافِظْ - أخي الكريم - على رجولتك، وعُد إلى فطرتك، وانظر إلى صفات الرجال، وتشبَّث بها؛ حتى تحافظ على دينك ونفسك وحياتك الزوجية.
ولِمَ الاستغراب من ذبول مشاعر زوجتك، وشعورها بخيبة الأمل حال صدمتها برؤية ما يَفْجَعُها فيك؟ فأي شيء أشد من انتكاس الفطرة؟ وكيف ستكون نظرتها إليك، والقِوامة بيدك، وهذه حالك؟! أم كيف ستكون قدوةً لأبنائكما في المستقبل، وهذا صنيعك وتلك فِعالُك؟!
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.