اتهم أجيت سونغاي، المسؤول في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يوم الجمعة، الجيش الإسرائيلي بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه قد التقى برجال تم احتجازهم لفترات طويلة، وتعرضوا للضرب وتعصيب الأعين وللتعذيب.
وفي مقابلة أجراها عقب لقائه عدداً من المحتجزين الذين أُطلق سراحهم في القطاع، قال سونغاي "هؤلاء هم الرجال الذين اعتقلتهم قوات الأمن الإسرائيلية في أماكن مجهولة لفترة تتراوح بين 30 و55 يوماً، يوجد تقارير عن رجال أُطْلِق سراحهم لاحقاً، وهم يرتدون الملابس الداخلية فقط دون أي ملابس تناسب هذا الطقس البارد".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أطلق سراح عدد من المحتجزين، وهم يرتدون "الحفاظات".
كما أشار في حديثه إلى الصحفيين عبر الفيديو مباشرة من غزة، إلى أن عدد الرجال الذين تم اعتقالهم منذ أعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة غير واضح، لكنه يقدر بالآلاف.
وعن سبب إطلاق سراح البعض وهم يرتدون الحفاظات، قال سونغاي "لسنا متأكدين تماماً من سبب الإفراج عنهم وهم يرتدون الحفاظات، لكن كانت الصدمة واضحة عليهم عندما التقيتهم".
وفي أول تصريح له، عقب الإفراج عنه، قال الصحفي ضياء الكحلوت الذي قضى عدة أسابيع في سجن إسرائيلي، وانقطع الاتصال به، ورفض الجيش الإسرائيلي الكشف عن مكان وظروف اعتقاله،
وأفاد مدير مكتب "العربي الجديد" في غزة"، في مقابلة مع القناة التي يعمل لحسابها "بأن ظروف اعتقاله وفلسطينيين آخرين كانت غير إنسانية، وواجهوا أيضًا تعذيبًا غير مباشر وإهانات".
وأضاف الصحفي الذي أطلق سراحه في الـ9 من كانون الثاني/ يناير، أنه تعرّض "للضرب وللتعذيب بأسلوب (الشّبْح) مرات عدة، وتحديدًا من جهاز الشاباك".
وبثّت قنوات إسرائيلية، قبل أسابيع، مقاطع فيديو تظهر عشرات الفلسطينيين بملابسهم الداخلية، ومعصوبي الأعين، تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة، ما أثار جدلاً على شبكات التواصل الاجتماعي وقلقاً دولياً.
وكانت الولايات المتحدة أعربت علناً عن "قلقها" إزاء نشر هذه الصور، وطلبت توضيحات من السلطات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن الإسرائيليين "أوضحوا لنا أنه لم يكن ينبغي التقاط هذه الصور، ولم يكن ينبغي بثها، وأنهم لن يقوموا بهذه الممارسات في المستقبل، وحين يقومون بتفتيش معتقلين سيعيدون إليهم ملابسهم على الفور".
بدوره، علق مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عملية تجريد عشرات المدنيين الفلسطينيين من ملابسهم في قطاع غزة بطريقة ساخرة، وقال "هنا الشرق الأوسط، والجو حار للغاية".
وقال ريجيف في مقابلة أجراها مع "سكاي نيوز" البريطانية، عندما سأله المذيع عن هذه الصور التي اعتبر كثر أنها "مستفزة" وأعادت إلى الأذهان سلوك تنظيم داعش: "أولاً وقبل كل شيء، تذكر أننا هنا في الشرق الأوسط، والطقس حار جدا. قد لا يكون من الجيد أن يُطلب منك خلع قميصك، خاصة في الأيام المشمسة، ولكنها ليست نهاية العالم".