بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 04/11/2022 - 22:18
شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة على أن بلاده "تحررت" من الولايات المتحدة قبل 43 عاما، ردّا على الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تعهّد "تحرير" الجمهورية الإسلامية مع دخول الاحتجاجات أسبوعها السابع.
بدأت الاحتجاجات في إيران في 16 أيلول/سبتمبر على خلفية وفاة أميني (22 عاما) بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات التي تصفها بأنها "أعمال شغب".
وكان بايدن قال الخميس في إشارة إلى المحتجين "لا تقلقوا، سنحرر إيران. (الإيرانيون) سيحررون أنفسهم قريبا جدا".
والجمعة، ردّ رئيسي في خطابه إلى الآلاف الذين تجمعوا أمام المقر السابق للسفارة الأميركية وسط طهران لإحياء "يوم مقارعة الاستكبار العالمي"، أي ذكرى اقتحام السفارة عام 1979 من قبل طلاب مؤيدين للإمام روح الله الخميني، واحتجاز 52 رهينة أفرج عنهم بعد 444 يوما.
وقال "إيران تحررت قبل 43 عاما ولن تكون أسيرتكم". وشدد على أن "الشعب الإيراني العظيم لن يركع أمامكم".
وأضاف الرئيس الإيراني ساخرا أن تصريحات بايدن جاءت "على الأرجح بسبب شرود الذهن الذي يعاني منه".
وتابع "شبابنا وشاباتنا مصممون ولن نسمح لك أبدا بتنفيذ رغباتك الشيطانية".
استخدام وحشي وغير متناسب للقوة
تتفاقم مشاكل النظام الإيراني جراء مراسم أربعين الضحايا التي تتحول في كثير من الأحيان إلى احتجاجات.
ووقعت الخميس صدامات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن خلال أربعينية في كرج قرب طهران، أسفرت وفق وسائل الإعلام الحكومية عن مقتل أحد أفراد قوات الباسيج شبه العسكرية وشخصين آخرين لم تحدد هويتهما.
وهتف آلاف الجمعة في أصفهان، ثالث أكبر مدن إيران، بشعارات مناهضة للحكومة خلال أربعينية شيرين علي زاده (36 عاما) التي قتلت بالرصاص في سيارتها في 21 أيلول/سبتمبر أثناء تصوير احتجاج.
وقال موقع "تصوير 1500" إن قوات الأمن فتحت النار في محاولة لمنع إقامة مراسم الأربعين.
وقالت منظمة "العفو الدولية" إن شهود عيان أبلغوا أن قوات الأمن أطلقت الخرطوش والغاز المسيل للدموع لتفريق المعزين وأصيب عدد من الأقارب الثكلى.
من جهتهم، دان وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان بعد محادثات في ألمانيا "الاستخدام الوحشي وغير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين".
وبحسب حصيلة محدثة للقتلى صادرة الأربعاء عن منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النروج، قُتل 176 شخصا جراء قمع قوات الأمن للاحتجاجات التي اندلعت على خلفية وفاة أميني.
ولقي 101 شخص مصرعهم في احتجاجات منفصلة في مقاطعة سيستان بلوشستان جنوب شرق البلاد.
وقالت منظمات غير حكومية إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في بلدة خشاش جنوبي زاهدان عاصمة الإقليم في تصعيد جديد في المحافظة التي تقطنها أغلبية سنية وشهدت مقتل رجل دين شيعي هذا الأسبوع.
وقالت "منظمة العفو الدولية" إن ما يصل إلى 10 أشخاص بينهم أطفال، ربما لقوا مصرعهم في حملة القمع الجمعة فيما أصيب عشرات آخرون.
ونشرت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" مقطع فيديو لأشخاص مضرجين بالدماء وهم ينقلون بعيدا عن مسرح الأحداث.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية "إرنا" إن عددا من أفراد الشرطة أصيبوا بعدما رشقهم متظاهرون بالحجارة وأضرموا النار في مركز شرطة.
توقيفات بالجملة
شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة ووجهت حتى الآن اتهامات لألف شخص، ويقول نشطاء إن كثرا من الموقوفين يواجهون عقوبة الإعدام.
ووفق لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرّا، فقد اعتُقل 54 صحافيا خلال حملة قمع الاحتجاجات. ومنذ ذلك الحين، أفرج بكفالة عن حوالى عشرة منهم فقط.
وأفادت منظمة "هينكاو" الحقوقية التي تتخذ من النروج مقرّا، إنه جرى الأحد القبض على نزيلا مروفيان، الصحافية المقيمة في طهران والتي تتحدّر، مثل مهسا أميني، من سقز في محافظة كردستان الإيرانية.
وكانت الصحافية قد نشرت مقابلة مع والد أميني في تحد لتحذيرات السلطات، كما قالت عبر تويتر قبل اعتقالها.
وبحسب "هينكاو"، وجهت تهمة "الإفساد في الأرض" إلى المغني سامان ياسين المتحدر من مدينة كرمانشاه التي يقطنها الأكراد في غرب إيران والذي اعتقل في تشرين الأول/أكتوبر.
وكثيرا ما تُستخدم هذه التهمة ضد معارضي السلطات الإيرانية، وفق المنظمة غير الحكومية التي قالت إن ياسين دعم الاحتجاجات عبر أغاني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
في غضون ذلك، دان نشطاء شريط فيديو نشرته وسائل إعلام إيرانية حكومية لمغني الراب توماج صالحي الذي اعتقل في نهاية الأسبوع بعد دعم الاحتجاجات، ووصفوه بأنه اعتراف قسري.
ويظهر في الفيديو رجل معصوب العينين يقول إنه صالحي ويعترف بارتكاب "خطأ".
ويتزايد القلق بشأن الكاتب المساهم في صحيفة "وول ستريت جورنال" والناشط في مجال حرية التعبير حسين روناغي الذي أوقف في أيلول/سبتمبر.
وبحسب أسرته، يخوض حسين إضرابا عن الطعام بعد أن أصيب بكسر في ساقيه في الحجز.