رئيس الوزراء الهندي يزور الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات في مجالَي الدفاع والتكنولوجيا

منذ 1 سنة 123

يتوجّه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الثلاثاء إلى الولايات المتحدة في زيارة يخاطب خلالها الكونغرس ويلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة العلاقات في مجالَي الدفاع والتكنولوجيا، في محاولة لمواجهة العملاق الصيني.

وسيحضر زعيم أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان مأدبة عشاء رسمي في البيت الأبيض الخميس هي الثالثة فقط لبايدن منذ تنصيبه.

وتأتي هذه الزيارة، التي اعتبرتها نيودلهي فرصة "تاريخية... لتوسيع وتعزيز" العلاقات، في وقت تتزايد المخاوف بشأن حقوق الإنسان وتراجع الديمقراطية في ظلّ حكم الزعيم الهندوسي القومي.

لكن واشنطن تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع حليف إقليمي محتمل لمواجهة تزايد النفوذ الصيني.

يتوقع محللون صدور إعلانات بارزة في مجال الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الاستراتيجية، بما في ذلك الإعلان عن صفقة لإنتاج مشترك لمحركات نفاثة.

"البراغماتية والتوافق العميق"

في زيارة أجراها مطلع هذا الشهر لنيودلهي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وضع "خارطة طريق جديدة طموحة للتعاون الصناعي الدفاعي" مع الهند.

وربط محللون هذا الإعلان بإعلان متوقع هذا الأسبوع حول خطة نوقشت منذ فترة طويلة بمليارات الدولارات للإنتاج المشترك للمحركات النفاثة في الهند.

تحاول نيودلهي تخفيف اعتمادها على المعدات العسكرية الروسية من خلال تنويع وارداتها ودعم إنتاجها المحلي.

وتحاول عدة دول التقرب من مودي، فيما تأمل واشنطن أن تساعد عروضها في التكنولوجيا والإنتاج المشترك في ضمان تأمين سوق رئيسية.

وقال مدير الفرع الهندي في شركة "مجموعة آسيا" للاستشارات آشوك مالك إن العلاقات الأمريكية الهندية تحددها "البراغماتية والتوافق العميق على المستوى الحكومي" مع روابط اقتصادية وتجارية "قوية جدًا".

وأضاف مالك لوكالة فرانس برس أن الهند مهمة "كقوة متنامية" في المنطقة "حيث يزداد حزم الصين بشكل غير عادي".

وتوترت العلاقات بين الهند والصين منذ اشتباك حدودي في جبال الهيمالايا في حزيران/يونيو 2020 قتل فيه 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين على الأقل.

تسعى الهند مذاك إلى إقامة علاقات وثيقة مع الدول الغربية وخصوصًا أعضاء التحالف الرباعي الذي يجمع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.

"شخصيتان متناقضتان"

تُعدّ الهند، بسوقها الضخمة وإمكانياتها كبديل لسلاسل التوريد المعتمدة على الصين، جذابة لواشنطن، لكن علاقاتها مع موسكو تشكّل مصدر إزعاج لواشنطن.

لم تدن نيودلهي الغزو الروسي لأوكرانيا وزادت وارداتها النفطية من روسيا.

ورأى دونالد كامب من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن رغم دفع واشنطن الهند نحو "اتخاذ مزيد من التدابير" حيال روسيا، "لا يبدو أن العلاقة مع موسكو قد شكّلت عائقًا كبيرًا في تطور العلاقات (الأمريكية الهندية) خلال العام الماضي".

وسيلتقي مودي أيضًا وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن الذي زار بكين يومَي الأحد والاثنين. وكان بلينكن أعلى مسؤول أمريكي يزور الصين منذ خمسة أعوام تقريبًا.

وسيبدأ مودي جولته الأمريكية الأربعاء بعرض اليوغا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وسيلتقي رؤساء كبرى الشركات الأمريكية لتقديم عرض استثماري جديد قبل الانتخابات الوطنية الهندية العام المقبل.

وتوقع رئيس معهد "ذا أوبزرفر فاونديشن" في نيودلهي سمير ساران تعزيز العلاقات بين البلدين خلال القمة بين بايدن ومودي "على الرغم من الشخصيتين المتناقضتين للزعيمَين".

وقال ساران لوكالة فرانس برس إن المبادرة حول التكنولوجيا الناشئة التي أعلنتها واشنطن ونيودلهي العام الماضي "لديها القدرة على تحديد ملامح المشهدين الجيوسياسي والتكنولوجي لهذا القرن".

ولفت إلى أنه يتوقع "أن تتعاون الديمقراطيتان في ضمان البنية التحتية التكنولوجية العالمية ووضع معايير للحوكمة ومكافحة الاستبداد التكنولوجي" في مجالات مثل الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي والروبوتات.