دعا رئيس البرلمان الإسرائيلي أمير أوحانا خلال زيارة رسمية إلى الرباط الخميس حكومة بلاده إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو، معلنا أن هناك "محادثات جدية" بين الحكومتين بهذا الخصوص.
وقال أوحانا في مؤتمر صحافي عقب مباحثات مع نظيره المغربي رشيد طالبي علمي في مجلس النواب، "قلت وأقول بكل وضوح، بصفتي رئيساً للكنيست، على إسرائيل أن تسير باتجاه الاعتراف بمغربية الصحراء، تماما كما فعلت ذلك الولايات المتحدة بتوقيعها اتفاقات أبراهام".
وأضاف "هناك حالياً محادثات جدية بين حكومتينا حول هذا الموضوع، وأظن أن رئيس الحكومة (بنيامين) نتنياهو سيعلن قراره في المستقبل القريب".
ينتظر المغرب من إسرائيل اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه منذ تطبيع البلدين علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020 من خلال اتفاق ثلاثي، تضمن أيضاً اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الإقليم المتنازع عليه مع جبهة بوليساريو مدعومة من الجزائر.
يدور هذا النزاع منذ قرابة خمسين عاماً. ويقترح المغرب، الذي يسيطر على حوالى 80% من أراضي المنطقة، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته حلاً وحيداً لإنهائه، في حين تطالب بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.
"فتح سفارتين"
وتدعو الأخيرة أطراف النزاع إلى التفاوض "بدون شروط مسبقة"، بهدف التوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول" بغية "تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
في موازاة دعوته رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تأييد موقف المغرب رسمياً إزاء هذا النزاع، قال إوحنا إن هناك الكثير مما لا يزال واجبا القيام به لتقوية روابط البلدين.
وخص بالذكر "فتح سفارتين" في الرباط وتل أبيب، حيث يرتبط البلدان حالياً من خلال مكتبي اتصال.
تأتي زيارة أوحنا إلى الرباط غداة مباحثات بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في الرباط.
وخلال هذا المباحثات "استعرض الجانبان سلسلة من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المغربية.
كذلك يشارك جنود إسرائيليون للمرة الأولى في تدريبات الأسد الإفريقي العسكرية السنوية، التي ينظمها المغرب والولايات المتحدة بين 6 و16 حزيران/يونيو.
تأتي هذه الدينامية في علاقات البلدين بعدما خيّم عليها مؤخراً صعود تيارات يمينية متطرفة إلى الحكم في إسرائيل والعنف اليومي في الأراضي المحتلة.
ودان المغرب "بشدّة" مطلع نيسان/أبريل اقتحام القوات الإسرائيلية لباحة المسجد الأقصى، عقب صدامات عنيفة بين مصلّين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وتؤكّد الرباط بشكل منتظم التزامها القضية الفلسطينية التي ما زالت تحظى بتأييد شعبي واسع في المملكة.
الأربعاء تظاهر بضع عشرات من النشطاء المناهضين للتطبيع مع إسرائيل قبالة مقر البرلمان المغربي بالرباط، احتجاجاً على استضافة رئيس الكنيست.