بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 08/11/2022 - 13:31
امرأة وفي حضنها طفل تقف بالقرب من ياروسلاف كاتشينسكي، زعيم حزب القانون والعدالة المحافظ في بولندا في وارسو. 2010/05/07 - حقوق النشر جانيك سكارزينسكي/أ ف ب
حثت مجموعة حقوقية النساء في بولندا الناس على التظاهر، بعد أن ادعى زعيم الحزب الحاكم في البلاد (القانون والعدالة) ياروسلاف كاتشينسكي أن انخفاض نسبة الولادات في البلاد، يعود إلى شرب الشابات للكحول بصفة كبيرة. وصدرت تعليقات كاتشينسكي يوم السبت خلال حشده التأييد لحزبه قبل عام من الانتخابات التشريعية.
وقد اتهمت المعارضة السياسية ونشطاء ومشاهير كاتشينسكي البالغ من العمر 73 عاما، بأن الاتصال به لم يكن متاحا، قائلين إن كاتشينسكي أقوى رجل سياسي في بولندا منذ 2015، مسؤول شخصيا على انخفاض نسبة الولادات في البلاد ذات 38 مليون نسمة.
وتشير الانتقادات خاصة إلى القيود المتزايدة على الإجهاض، الذي لم يشجع بعض النساء على السعي وراء الحمل. ويشير آخرون إلى الصعوبة التي يواججهها الشباب في تكوين أسرة وسط ارتفاع للتضخم الذي بلغ حوالي 18%.
وأعربت مجموعة نسائية حقوقية عن غضبها من تعليق كاتشينسكي، داعية الناس إلى التظاهر أمام منزله في وارسو يوم 28 من الشهر الحالي، الذي يصادف الذكرى 104 لحصول المرأة على حق التصويت في بولندا.
وغردت مجموعة "ومنز سترايك" على فيسبوك قائلة: "إن الكلمات الفظة لرجل عجوز بشأن النساء كونهن لا يلدن الأطفال بسبب شرب الكحول، (وليس لأن بولندا جحيم)، لا يعدو سوى أن يكون جزءا من واقعنا".
وقالت المجموعة إنه هناك أسباب عدة لانخفاض نسبة الولادات من بينها منع الإجهاض، وصعوبة التمكن من التربية الجنسية، والتضخم ونقص المساكن إضافة إلى نقص مراكز الرعاية.
"خطاب شعبوي"
ودون الاستناد إلى إثباتات طبية، قال كاتشينسكي إن الوضع سيبقى على ما هو عليه، إذا استمرت الشابات في شرب الخمر حتى سن 25 مثل بقية الأقران، وإن الإدمان على الكحول يعني إفراط الرجل للشرب طيلة 20 عاما، ولكن بالنسبة للمرأة هما سنتان فقط. وأضاف كاتشينسكي القول: "لست مؤيدا لأن تكون المرأة رجلا، ولا أن يكون الرجل امرأة".
وتعد قوانين منع الإجهاض في بولندا، هذا البلد ذو التقاليد الكاثوليكية، من القوانين الأكثر تشددا في أوروبا، حيث لا يسمح بالإجهاض إلا في حالات قليلة جدا، قبل عام 2020.
ثم نص حكم جديد على أن النساء لا يمكنهن إتمام فترة الحمل، إذا تعرض الجنين لتشوهات، ولن يستطيع العيش بعد الولادة. وقد أثارت تلك النصوص احتجاجات واسعة قادتها "ومنزسترايك" خلال عقود في بولندا.
ووفقا للبنك الدولي، فقد انخفض عدد الولادات بالنسبة لكل امرأة في بولندا من 3 أطفال لكل امرأة سنة 1960، إلى 1.2 سنة 2003. ثم بدأ العدد يرتفع بعد 2003، عندما قدمت حكومة كاتشنسكي سنة 2015 منحا مالية بقيمة 108 يورو عن كل مولود، تشجيعا للعلائلات كبيرة العدد.
ولكن معدل الولادات تراجع مرة أخرى، وأقر كاتشنسكي الشهر الماضي أن البرنامج لا يعمل مثلما كان مخططا له. وبحسب إحصاءات الدولة البولندية فإن معدل الولادات بلغ 1.32 لكل امرأة سنة 2021.