رأيت أختي مع رجل غريب

منذ 1 سنة 237

رأيت أختي مع رجل غريب


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/7/2023 ميلادي - 9/1/1445 هجري

الزيارات: 39



السؤال:

الملخص:

سائل اكتشف دخول رجل غريب إلى بيت أخته ليلًا بعلم زوجها، وخروجه في الصباح، عدة مرات، ثم رأى أخته مع هذا الرجل في فيديو إباحي، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

اكتشفت أن زوج أختي ديوث؛ حيث لاحظت دخول رجل أسمر بيته في وقت متأخر من الليل، ولا يخرج منه إلا في الصباح، وتكرر الأمر عدة مرات، حتى وقعت الطامة الكبرى؛ إذ رأيت أختي مع هذا الرجل في فيديو إباحي، والداي لا يعلمان الأمر، فماذا أفعل؟

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فلا شكَّ أن الانحرافات الأخلاقية لها آثارها على الأفراد والمجتمعات، فكيف إذا كان هذا الانحراف قد طال من تربطنا به صلة؟ وكيف الحال هي حينما يمس هذا الانحراف عِرضَ الإنسان وشرفه؟! لا شك أن الأمر عظيم.

وإنكار المنكر هو أمان وحماية للمجتمعات من تفشِّي الخبث، والتساهل في اقتراف المنكرات.

ولإنكار المنكر درجات ثلاث؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من رأى منكم منكرًا، فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان »؛ [رواه مسلم].

وموضوعك له بُعْدٌ آخر كذلك غير إنكار المنكر، فهو اعتداء على العِرْض، وإخلال بالشرف.

ولم توضح - أخي الكريم - ملابسات الموضوع بشكل دقيق، وكيف شاهدت هذا الرجل على الواقع، وكذلك كيف وصل إليك هذا المقطع المصور، وكيف تيقنت من صحته.

وهناك فرق بين الشك واليقين، وكذلك هناك فرق بين رؤية الأمور بشكل عفوي، وبين تتبُّع تصرفات الآخرين والبحث خلفهم.

وموضوعكم هذا فيه حق لله تعالى؛ يتمثل في ارتكاب ما نهى عنه وزجر، وكذلك حق لكم؛ وهو الاعتداء على العِرض.

ومثل هذه الأمور بالغة الخطورة، ويجب التعامل معها بحذر شديد؛ فهي تَمَسُّ الشرف، والفضيحة فيها تتعدى الأشخاص أنفسهم إلى أقاربهم وأرحامهم.

ومعلوم أن إثبات حد الزنا له شروط، قد فصَّل فيها أهل العلم الشرعي، وأن اتهام الشخص دون اكتمال شروط إثبات حد الزنا، يعتبر في شرع الله قذفًا، يترتب عليه إقامة الحد على القاذف؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4].

وبالنسبة لما ذكرت في سؤالك من اتهام زوجها بالدياثة دون تثبت من معرفته وإقراره لهذا التصرف، فهذا أمر يجب عليك اجتنابه.

وأوصيك - أخي الكريم - ألَّا تخطوَ أيَّ خطوة في هذا الموضوع تعرِّضك للأذى، فعليك حماية نفسك أولًا من الخطر، والتفكير في انتشال أختك من هذا الطريق، لو ثبت لك حصول الانحراف، واحرص على الستر وأنت تعالج هذا الأمر، مع البعد كل البعد عن الفضيحة؛ ذلك أن الفضيحة في بعض الأحيان تكسر حاجز الخوف والحياء لدى الشخص تجاه من حوله، وتعينه على استمراء الذنب، وربما المجاهرة به.

أسأل الله أن يعصمنا جميعًا من الزَّلَلِ، وأن يُقِيل عثرة مَن زلَّت به القدم، وأن يحفظ أبناءنا وذرارينا ومَن له حقٌّ علينا من مسالك السوء والرذيلة.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.