رأس السنة الإثيوبية 3 أعياد فعلى أيها تعلق الأمنيات؟

منذ 1 سنة 130

احتفل الإثيوبيون الأرثوذكس الثلاثاء الـ13 من سبتمبر (أيلول) الحالي بعيد رأس السنة الإثيوبية الجديدة، وكبداية لعام جديد محفوف بالأمل يفرح الناس عادة بينما يتطلعون إلى المستقبل، ولكن على رغم هذا ونتيجة لتعدد الأعياد ورؤوس السنة بتعدد الثقافات والأديان في البلاد، يتوه البعض في رسم تطلعاتهم، فأية بداية سنة يعتمدون، وأية نهاية يودعون؟

 سنة واعدة

وعيد رأس السنة في إثيوبيا على خلاف الدول الأخرى، مناسبة تتعدد تواريخها وأزمانها في العام الواحد لأكثر من مناسبة نظراً إلى تعدد الثقافات، فهناك السنة الهجرية، والسنة الميلادية، والسنة الإثيوبية التقليدية.

وإثيوبيا تجمع أدياناً مختلفة، ويمثل الوجود الأجنبي هو الآخر من هنود وصينيين وأتراك وغيرهم تبايناً واضحاً، فلكل طائفة وجنسية حياتها وثقافتها المرتبطة بمناسبات دينية أو حضارية تتعدد في مواقيتها وأحلام أهلها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والسنة الإثيوبية الجديدة من أهم المناسبات الخاصة بالديانة المسيحية (الأرثوذكسية) الغالبة، فهي عيد جامع لكل الإثيوبيين بحكم التقاليد الدينية التي ظلت سائدة لآلاف السنين، ويحتفل الناس ويتشاركون الأفراح والتهاني على الطرقات وفي البيوت والساحات والمقاهي.

ومقدم السنة الإثيوبية الجديدة مناسبة تجمع بين القومية والوطنية، فما إن يقترب أوانها حتى يحدث تغيير واضح لحركة الناس ونشاطهم استعداداً لاستقبال عامهم الجديد، وتسود حركة نشطة في الشوارع، وحيوية في الأسواق والمراكز التجارية، ويجوب رعاة الخراف الساحات لجذب المشترين من الأثرياء والمقتدرين، وتمتلئ الشاحنات بأقفاص الدجاج لزبائن آخرين يتشاركون المناسبة كغيرهم، وتتزين الحياة بأزهار "انقطاطاش" الصفراء.

يقول أحد أصحاب المحلات التجارية إن شجرة "انقطاطاش" تتفتح أزهارها عادة مع بداية العام الإثيوبي الجديد وكأنها على موعد مع توقف الأمطار، لذلك يربط الناس تفاؤلهم بنضوج الثمار وحصاد المحاصيل، ومن ثم فهذه الزهرة تمثل عادة رمزاً لسنة واعدة، فتتزين بها الطرقات وملابس الأطفال والكبار وتضعها الفتيات في شعورهن كزينة تعبيراً عن مواكبة السنة الجديدة."

فنجان البركة

وكل سنة جديدة في إثيوبيا لها طابعها في الملابس الشعبية التي يرتديها الناس بخاصة الفتيات، فالملابس التقليدية التي تصنع يدوياً من القطن هي العامل المشترك بين الرجال والنساء، لكن تختلف تقليعات كل عام بألوان جديدة جذابة، وهذه السنة يغلب اللونان الأخضر والأحمر على ملابس الرجال والنساء. 

الأطفال أيضاً لديهم برامجهم منذ الصباح الباكر، إذ يخرجون في كل حي يطرقون الأبواب ليقدموا رسوماتهم الملونة التي أنجزوها خلال عامهم الدراسي فيجود عليهم الأهل والأقربون والجيران ببضع نقود يكملون بها فرحتهم.

32J66JQ-preview.jpg

وتبدأ السنة الإثيوبية بشعائر دينية يحرص المتدينون على أدائها في الليلة الأخيرة للسنة المنتهية، ومع طلوع فجر أول يوم من السنة الجديدة تذبح الذبائح، وتكون الأسر المقتدرة قد اشترت قبل حلول المناسبة بوقت كاف خرافها لتستقبل يومها بالذبح، ويتحلق الأطفال وينشط الكبار وتجهز النساء الأطعمة المختلفة (التبس، والكتفو، والكيوت) كوجبات لأهل البيت والزائرين من الأهل والأصدقاء، وبعد تناول الطعام تجهز ربة البيت بنفسها أو عن طريق خادمتها المتزينة بالملابس التقليدية، معدات القهوة وفق طقوس وترتيبات محددة، ويتناول الجميع الفنجان الأول ويسمى "أبول" والثاني "تونا" والثالث الأخير يطلق عليه "بركة"، بما يعني أن اليوم اكتمل بفنجان البركة.

عام سلام

تقول الإعلامية الإثيوبية نازريت كاندش ألمو "تأتي مناسبة العام الجديد هذه السنة بتفاؤل نحو تحقيق السلام الذي قطعت فيه إثيوبيا شوطاً معقولاً، ويأمل الجميع أن تكتمل حلقاته خلال هذا العام."

وتوضح، "معروف أن السنة الإثيوبية تتكون من 13 شهراً، كل شهر 30 يوماً، لكن الشهر الأخير (الثالث عشر) ويسمى شهر شروق الشمس أو أيام شروق الشمس (باغمي) يكون عادة خمسة أيام في السنة البسيطة أو ستة في السنة الكبيسة". مضيفة "الأشهر في إثيوبيا ذات أسماء خاصة فهي مسكرم، وطقمت، وهدار، وتاهساس، وطر، ويكاتيت، ومغابيت، وميازيا، وغنبوت، وسني، وهملي، ونهاسي، وباغمي".

32J66JH-preview.jpg

وتتابع "تلتزم الدولة وحتى معظم شركات القطاع الخاص التقويم الإثيوبي التقليدي، وقد نجد أحياناً أن بعض الوزارات مثل الخارجية تعمل بالتقويمين الميلادي والإثيوبي، ويعتبر الإثيوبيون تقويمهم الخاص تعبيراً عن الهوية، ورمزاً لشخصيتهم الإثيوبية، بالتالي يفخرون به، وكثير منهم لا يعتمد التقويم الميلادي في معاملاتهم اليومية، بل إن أهل القرى ومعظم المناطق خارج أديس أبابا لا يتذكرون أصلاً التقويم الميلادي ولا يعرفونه ولا علاقة لهم به في تعاملاتهم."

بدايات ضائعة

المواطن الإثيوبي عبدالعزيز محمد العربي يقول "في إثيوبيا تضيع علينا بدايات السنة، فلا ندري أي خيط نمسكه، فنحن كمسلمين نحتفل بالسنة الهجرية كل عام، والآخرون من أهلنا وأبناء وطننا يستقبلون هذه الأيام العام الجديد التقليدي (2016)، أما الأجانب فسيحتفلون بعد ثلاثة أشهر وبضعة أيام بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، وحينها تتبدل حركة الناس وتنشط الأسواق وتتزين المحلات التجارية والمطاعم بشجرة رأس السنة."

ويضيف العربي "ثلاث مناسبات رئيسة نستقبلها في السنة الواحدة ونحتفل بها في إثيوبيا، ولا ندري أي مناسبة نحدد بها سنتنا الجديدة لنعد برامجنا ونجهز لتطلعاتنا، والسنة الهجرية بالطبع هي المقدسة لنا كمسلمين، لكن ثقافة العام الميلادي هي الغالبة بحكم الانتشار والمصالح المرتبطة بالعالم من حولنا وعليها نبرمج أحلامنا، وعلى رغم ذلك الكل يحلم وفق مزاجه ومعتقده، فإلى جانب تعدد الأديان يوجد في إثيوبيا مواطنون من جنسيات مختلفة لهم طقوسهم وأوقاتهم، والكل يحتفل بالعام الإثيوبي الجديد كما يقدس أعياده، وتعم البهجة والتطلعات كل أيام السنة، وهذه فائدة نرجعها إلى تضارب أزماننا التي تتعدد فيها الأعياد والأفراح".