ديزني تلغي مشروع بناء موقع بقيمة 900 مليون دولار في فلوريدا إثر خلافات مع الولاية

منذ 1 سنة 109

يأتي القرار على وقع توترات سياسية قوية مع السلطات المحلية التي تصف ديزني بأنها تقدمية للغاية منذ أن ندد مديروها علنا في 2022 بمشروع قانون يحد من الحق في تدريس المواد المرتبطة بالميول الجنسية والهوية الجندرية في المدارس الابتدائية في فلوريدا.

أعلنت مجموعة ديزني الترفيهية العملاقة الخميس، في خضم معركتها السياسية مع حاكم فلوريدا، تخليها عن بناء موقع جديد لها تقرب قيمته من 900 مليون دولار قرب مجمعها الشهير في الولاية، في مشروع أثار توترا كبيرا مع السلطات المحلية.

وبررت المجموعة الأميركية العملاقة التي أجرت أخيراً عمليات عصر نفقات كبيرة، قرارها هذا بتغير بيئة الأعمال منذ الإعلان عن مشروعها سنة 2021، خصوصاً مع تسمية مدير عام جديد و"تطور الإطار الاقتصادي"، وفق مذكرة موجهة إلى الموظفين اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

وكتب المسؤول عن متنزهات الترفيه في المجموعة جوش دامارو إن ديزني قررت لهذه الأسباب "عدم مواصلة بناء المجمع".

ويأتي القرار على وقع توترات سياسية قوية مع السلطات المحلية التي تصف ديزني بأنها تقدمية للغاية منذ أن ندد مديروها علنا في 2022 بمشروع قانون يحد من الحق في تدريس المواد المرتبطة بالميول الجنسية والهوية الجندرية في المدارس الابتدائية في فلوريدا.

وكان حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، النجم الصاعد لليمين الأميركي والذي يخوض معركة ضد ما يصف بثقافة "الصحوة"، أنهى في شباط/فبراير الوضع الخاص الذي كانت تتمتع به ديزني في الولاية منذ ستينات القرن العشرين.

"انتقام موجه"

كما ندد الحاكم علناً بتشييد سجن قرب مجمع "ديزني وورلد" أو بفرض ضرائب جديدة على الفنادق الموجودة في الموقع الذي يعمل فيه 75 ألف شخص ويستقطب 50 مليون زائر سنوياً.

وردّت "ديزني" من خلال تقديم شكوى اعتبرت فيها أن ما يحصل ينمّ عن "انتقام موجه" ضدها لمعاقبتها على ممارستها "حرية التعبير".

ويُنظر إلى رون ديسانتيس، وهو أحد رموز اليمين الشعبوي، على نطاق واسع على أنه المنافس الأكثر جدية لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية التي يجريها الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، قد يعلن حاكم فلوريدا قريباً ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وفي مؤشر غلى البعد السياسي في الخلاف مع ديزني، أعاد دونالد ترامب الخميس انتقاده ديسانتيس، متهماً إياه في بيان بأنه خسر "بمفرده" استثمار المجموعة، لأن الحاكم "أضعف من أن يكافح من أجل ولايته".

وأضاف الرئيس الأميركي السابق أن "نزاع ديسانتيس الخاسر مع ديزني لم يساعد حقاً حملته الوهمية والضعيفة".

"مؤسف"

وبدأت تظهر انتقادات بشأن هذه المنازعة الكلامية من أوساط اليمين، إذ اعتبر بعض الجمهوريين أنها تعكس معركة مناهضة للشركات تتعارض مع تقاليد الحزب.

وعلى الجانب الديموقراطي، وصف المسؤول في مقاطعة أورنج التي تتبع لها مدينة لايك نونا حيث كان مقرراً إقامة المجمع الجديد، جيري ديمينغز قرار ديزني بأنه "مؤسف".

لكنّ ديمينغز رأى أن ما حصل يشكل "نتيجة متوقعة عندما تكون بيئة العمل بين ولاية فلوريدا وأوساط الأعمال قائمة على الإقصاء وعدم التعاون".

وكانت ديزني تفيد منذ ستينات القرن العشرين من وضع خاص يوفر لها ميزات عدة، بينها تسهيلات إدارية وإدارة ذاتية للموقع وقروض ميسّرة.

وأعلنت المجموعة في تموز/يوليو 2021 عزمها الطلب من أكثر من ألفي موظف الانتقال للعمل في فلوريدا.

وقد حظي المشروع بدعم المدير العام السابق للمجموعة بوب تشابك الذي استُبدل في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 ببوب إيغر، بعدما انعكس الأداء الضعيف لمنصة "ديزني بلاس" للبث التدفقي، سلباً على نتائج المجموعة.

وكانت كلفة المجمع الجديد، وفق معلومات صحافية، مقدّرة سنة 2021 بـ864 مليون دولار. وقال جوش دامارو في المذكرة المرسلة الخميس إن قرار التخلي عن هذا المشروع "لم يكن سهلا، لكني أعتقد أنه القرار الصائب".