دول "جوار سوريا" تتفق على إطلاق جهد استخباراتي مشترك لمحاربة "داعش"

منذ 8 ساعة 14

هديل غبون

عمّان، الأردن (CNN) -- أعلن وزراء خارجية دول جوار سوريا عن توافق أولي لإطلاق جهد عملياتي استخباراتي مشترك لمحاربة تنظيم "داعش"، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة الأردنية، عمان، الأحد، بعد ساعات من الاجتماع الأمني والسياسي المشترك الذي دعا له الأردن، لدول سوريا وتركيا ولبنان والعراق، مدعوما بإسناد استقرار سوريا في المرحلة الانتقالية التي تمر بها نحو إعادة البناء .

وخرج الوزراء الخمسة الذين تحدث كل واحد منهم لدقائق محددة، أمام وسائل الإعلام للتأكيد على أن هذا الاجتماع بنسخته الأولى هو باكورة تنسيق واسع مشترك، فيما أعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، أن المؤتمر الثاني لدول جوار سوريا ستستضيفه تركيا الشهر المقبل، سعيا لمأسسة هذه الآلية بشكل مستدام.

وبحث الاجتماع أوجه التعاون المشتركة في تعزيز الاقتصاد والاستثمار مع سوريا، والدعوة إلى رفع العقوبات عنها، والإسهام في إعادة بناء سوريا، بالتنسيق مع المجتمع الدولي.

وتمحورت مداخلات وزراء الخارجية حول ضرورة محاربة "داعش" الذي قال عنه الصفدي إنه بدأ "يعيد ترتيبات صفوفه"، مع التأكيد على أن كل الدول المجتمعة "متوافقة على محاربة الإرهاب بكل أشكاله ومهما كان مصدره".

وأكد الصفدي، الذي وصف الاجتماع بأنه "من الاجتماعات النادرة التي تشهد إجماعا حول القضايا التي طرحت فيه"، بالاتفاق على "معالجة التحديات المشتركة بشكل جماعي من إرهاب وتهريب المخدرات والسلاح، ودعم إعادة بناء سوريا".

وأضاف: "هذا الاجتماع جاء انطلاقا من موقفنا الواحد، بضرورة دعم سوريا في هذه المرحلة الانتقالية وصولا إلى إعادة بناء الوطن السوري الحر المستقل الموحد بالسيادة الكاملة والذي يحفظ حقوق كل مواطنيه".

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن الاجتماع "كان واضحا في محاوره بشأن تهديدات داعش لسوريا وللدول المحيطة بها"، وأضاف: "نرى أن هناك نموا في أعداد وقوة وسلاح داعش، ما يستدعي العمل لمحاربته ليس على مستوى سوريا فقط، بل من خلال تهيئة إقليمية وتبادل وجهات النظر والتبادل المعلوماتي الاستخباراتي ليس فقط حول نشاطات داعش الأخيرة، والتمدد على الحدود السورية العراقية والسورية الأردنية بل تمدده في الداخل السوري".

وتابع: "استقرار العراق ينبع من استقرار سوريا، وعدم استقرار سوريا يؤثر سلبيا على الوضع العراقي، لهذا جاء الاهتمام الكبير من الجانب العراقي بالوضع الأمني والاستقرار في سوريا، نحن عانينا من داعش ولازلنا نعاني منه".

وأبدى وزير خارجية العراق تقديره لما طرحه نظيره السوري أسعد الشيباني في الاجتماع استعداد دمشق لمحاربة "داعش"، وكذلك بشأن التغيرات الداخلية في سوريا، و"فتح الأبواب والنقاش أمام ممثلي المكونات المختلفة في سوريا"، بحسبه

وتضمن الاجتماع إضافة إلى وزراء خارجية دول الجوار وزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان والاستخبارات .

من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي وصف الاجتماع بـ"التاريخي"، إن على دول دول جوار سوريا "النهوض بحل مشكلات المنطقة بأنفسها، لمنع أي تدخلات".  

 ردا على استفسارات صحفية حول تصنيف الإرهاب في المنطقة من منظور الدول المشاركة في الاجتماع، قال فيدان: "مثلما لا يمثل تنظيم داعش العرب، فإن حزب العمال الكردستاني أيضا لا يمثّل الأكراد، وأن مشكلته لايخص تركيا وحدها بل العراق وسوريا وحتى إيران".

وبشأن الاشتباكات التي وقعت في الساحل السوري، قال الوزير التركي إن هناك محاولات لإخراج السياسة التي تتبعها الحكومة السورية عن مسارها منذ أسابيع دون الانجرار لأي استفزاز"، مؤكدا أهمية "ابتعاد الطوائف العلوية والمسيحية والدرزية والنصيرية في سوريا عنها".

ومن جانبه، وزير الخارجية اللبناني الجديد يوسف رجّي، بأن ما صدر عن نظيره السوري خلال الاجتماع كان "مشجعا".

 وعبر الشيباني خلال المؤتمر، عن ارتياح بلاده بشأن الاجتماع والتأكيد على "الرفض المشترك للتهديدات الإسرائيلية، والوقوف إلى جانب الحكومة السورية الجديدة واحترام استقلال ووحدة الأراضي السورية، والتأكيد على ضرورة رفع العقوبات عن سوريا".

وأبدى الشيباني استعداد بلاده الاستمرار في العمل في الاجتماعات المقبلة وتعزيز العمل المشترك

وبشأن لجنة التحقيق التي أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، في أحداث الساحل السوري، قال الشيباني إن الحكومة السورية الجديدة أكدت أنها "الضامن للسلم الأهلي منذ اليوم الأول ولازالت".

وأضاف: "القرار الذي صدر قبل قليل واضح أنه لن يتسامح مع فلول (الرئيس المخلوع بشار) الأسد ولن يسمح بزعزعة الأمن والاستقرار وكذلك لن يتسامح ويفسح المجال  لمن يريد أن يأخذ دور الدولة."

وأضاف: "نحن اليوم ضامنون لكل الشعب السوري ولكل الطوائف، نحن نجمي الجميع بشكل متساو ولا نميز بين أحد".