دوامة الانتخابات الإسرائيلية.. هل ستنهي الانتخابات الخامسة حالة الجمود بين نتنياهو وخصومه؟

منذ 2 سنوات 215

يتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني للإدلاء بأصواتهم في انتخابات هي الخامسة في أقل من أربع سنوات. ودخلت البلاد في حلقة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2019، وسط حالة من الجمود المستمر بين رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وخصومه من اليسار واليمين والوسط، فيما يلي تسلسل زمني للانتخابات الإسرائيلية:

ديسمبر/ كانون الأول 2018

بدا أن نتنياهو، الزعيم المخضرم لحزب ليكود اليميني، في ذروة حكمه، وكان على وشك أن يصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة. لكنه حصل على أغلبية محفوفة بالمخاطر بفارق مقعد واحد في البرلمان ودعا إلى انتخابات مبكرة.

التاسع من أبريل/ نيسان 2019

 يوم الانتخابات، وبعده كافح نتنياهو- الذي يخضع لتحقيق جنائي بتهم متعلقة بالفساد- لأسابيع لتشكيل ائتلاف وفشل. بعد ذلك، وبدلا من السماح لمنافسه الرئيسي آنذاك- رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس- بالحصول على فرصة لتشكيل الحكومة، دفع نتنياهو باتجاه إجراء انتخابات أخرى في خطوة سياسية لم يسبق لها مثيل أدخلت إسرائيل في فوضى سياسية.

17 سبتمبر /أيلول 2019 انتخابات ثانية

انتهت بتعادل فعلي بين حزب ليكود بزعامة نتنياهو وحزب أزرق أبيض الوسطي بزعامة غانتس، ولم ينجح أي منهما على مدى أسابيع في تشكيل حكومة، مما أدى إلى إجراء انتخابات ثالثة.

21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019

اتُهم نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا واجه فيها مزاعم بمنح خدمات لأباطرة إعلام مقابل تغطية إيجابية وتلقى هدايا بشكل غير قانوني. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويقول إنه ضحية ملاحقة سياسية.

الثاني من مارس/ آذار 2020

 توجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، في ظل جائحة فيروس كورونا، لكن الجمود ظل مستمرا. في غضون أسابيع، وافق غانتس على الانضمام إلى "حكومة وحدة طارئة" مع نتنياهو، لاجتياز الأزمة الاقتصادية والصحية الناجمة عن الجائحة، وذلك مع بدء محاكمة نتنياهو بشأن تهم الفساد. قبل انتهاء العام، تعثرت حكومة الوحدة بالفعل بسبب نزاع على الميزانية بعد أن تراجع نتنياهو عن اتفاق تقاسم السلطة مع غانتس، وجرت الدعوة إلى انتخابات رابعة.

23 مارس/ آذار 2021 الانتخابات الرابعة

بعد أسابيع من المفاوضات، وحرب استمرت 11 يوما من الهجوم الإسرائيلي على غزة- فشل نتنياهو في تشكيل حكومة وحصل منافسه من تيار الوسط، يائير لابيد، على الفرصة التالية للمحاولة- ونجح في ذلك.

الثاني من يونيو /حزيران 2021

 أعلن لابيد أنه تمكن من تشكيل الحكومة. أدى تحالفه- الهش- من أحزاب يمينية وليبرالية وعربية اليمين القانونية بعد أقل من أسبوعين، مما أنهى 12 عاما متتالية من حكم نتنياهو.

يونيو /حزيران 2022

 بعد أقل من عام على حكمه، خسر تحالف لابيد أغلبيته الضئيلة بسبب الانشقاقات. وبدلا من انتظار تصويت المعارضة لإسقاطه، تحركت الحكومة لحل البرلمان، مما أدى إلى خامس انتخابات في إسرائيل منذ عام 2019.

أول نوفمبر/ تشرين الثاني 2022  يوم الانتخابات

بعد ظهور النتائج الرسمية، عادة ما يكون ذلك في غضون أيام، يجري الرئيس مشاورات مع الأحزاب ويختار المرشح الذي يرى أن لديه أفضل فرصة لتشكيل الحكومة. ولم يفز أي حزب مطلقا بالأغلبية في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، مما جعل الحكومات الائتلافية هي الأمر السائد. وبغض النظر عمن يتم اختياره، فمن المرجح إجراء محادثات ائتلافية طويلة، تفضي إلى تشكيل حكومة أو انتخابات سادسة.

هل ينجح غانتس رئيس الأركان السابق والملقب بالصقر الأمني؟

يتمسك بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بورقة خبرته الأمنية ليقدّم نفسه كأفضل خيار للناخبين في الانتخابات القادمة.

في الانتخابات التي ستجري الثلاثاء، يسعى غانتس الذي يلقّب بـ “الصقر الأمني”، إلى تثبيت نفسه كصوت ثالث بين يائير لبيد ونتنياهو، مؤكدا أنه قادر على جمع العدد المطلوب من ممثلي الأحزاب المنتخبين لتشكيل ائتلاف "وحدة".

يريد غانتس البالغ من العمر 63 عاما، أن يحافظ على صورته كبراغماتي ووسطي في مواجهة الأيديولوجيات اليمينية المتشددة وغريمه السابق بنيامين نتنياهو المتهم بقضايا فساد.

نافس غانتس نتنياهو في أربع معارك انتخابية خلال السنوات الأربع الماضية دون أن ينتصر عليه، ويعود هذا العام لجولة خامسة على رأس ائتلاف يسمى “حزب الوحدة الوطنية". كان غانتس من مؤسسي التحالف الوسطي “أزرق أبيض” الذي تشكّل من ثلاثة احزاب في انتخابات نيسان/أبريل 2019 وتقاربت النتائج التي حصل عليها بينه وبين منافسه حزب الليكود، ثم تقدّم قليلا على الليكود في انتخابات أيلول/سبتمبر بعد أشهر.

ولم يتمكن أي من الطرفين من حصد الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة جديدة، (61 مقعدا من أصل 120).

وحصل غانتس، في انتخابات آذار/مارس 2020 على دعم القوى المناهضة لنتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة، على الرغم من الانقسامات العميقة بينها. وفي خطوة غير متوقعة، انتخب غانتس رئيسا للكنيست، وقال إنه سيسعى إلى اتفاق وحدة مع نتنياهو.

وأحدث تحالفه مع نتنياهو في أيار/مايو 2020 انقساما كبيرا داخل “أزرق أبيض” واتهمه حلفاؤه بالخيانة ثم انضم غانتس إلى ائتلاف يائير لبيد 2021.

يائير لبيد من صحفي إلى رئاسة حكومة إسرائيل

نجح يائير لابيد النجم التلفزيوني السابق الذي لم يأخذه الإسرائيليون على محمل الجد عند دخوله معترك السياسة، في اكتساب مصداقية بعد عشر سنوات على انخراطه في السياسة الإسرائيلية خاصة بعدما نجح في إقصاء رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم بنيامين نتنياهو من الحكم، بعد أن جمع أحزابا من كل التيارات في حكومة واحدة. اعتزل الصحفي السابق العمل التلفزيوني في 2012 لتأسيس حزبه “يش عتيد” (هناك مستقبل)، اتّهمه منتقدوه باستغلال شعبيته كمقدّم برامج ناجح لجذب الطبقة الوسطى.

وبدأ لبيد رحلته السياسية كوزير للمالية في عهد نتنياهو وفي عام 2015 أن انضم إلى المعارضة وأصبح أحد أهم الزعماء الراغبين في الإطاحة بنتنياهو.

في الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 آذار/مارس 2021، حلّ حزبه في المرتبة الثانية وراء الليكود بزعامة نتنياهو وعلى إثر إخفاق رئيس الوزراء السابق بتشكيل الحكومة، أوكلت المهمة للبيد.

وقّع لبيد في الثاني من حزيران/يونيو العام الماضي اتفاقا على تشكيل ائتلاف الحكومي بالتحالف مع ثلاثة أحزاب يمينية بينها حزب “يمينا” القومي المتطرف، وحزبين يساريين واثنين من الوسط وحزب عربي هو الحركة الإسلامية.

ولد لبيد في تشرين الثاني/نوفمبر 1963 في تل أبيب حيث تتركز شعبيته.

بدأ العمل في صحيفة “معاريف”، ثم انتقل الى صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأوسع انتشاراً بين الصحف الإسرائيلية، وبات اسمه معروفاً في إسرائيل فقد كان كاتب عمود. ونشر عشرات الكتب وألّف وأدّى أغنيات، ولعب حتى أدواراً في أفلام.

وتمكّن لبيد الذي يقدّم نفسه على أنّه وطني وليبرالي وعلماني، من رصّ صفوف الوسط، فيما يتعرض لانتقادات في أوساط اليهود المتشددين.

هل يعود نتنياهو إلى السلطة بعد فشله في الحصول على أغلبية في 4 انتخابات متتالية؟

ترجّح استطلاعات الرأي احتمال أن يشكّل نتنياهو الذي يبلغ من العمر 73 عاما أكثر حكومة يمينية ومتشددة في تاريخ إسرائيل، إن فاز في الانتخابات، وهو أمر وصفه أحد المحللين بأنه "كارثة" على ديمقراطية البلاد.

توحّد ائتلاف متنوع من أحزاب منقسمة أيديولوجيا للإطاحة بنتنياهو في حزيران/يونيو 2021، الذي مكث في منصبه لخمسة عشر عاما، وهي أطول فترة حكم لشخص واحد في تاريخ إسرائيل الممتد على 74 عاما. لكن السياسي المخضرم لم يتراجع رغم محاكمته بتهم تتعلق بالفساد وفشله في حشد أغلبية في أربع انتخابات متتالية، عن محاولات العودة إلى الحكومة.

وعمل نتنياهو بصفته زعيما للمعارضة وزعيم حزب الليكود اليميني، وهو أكبر حزب في البرلمان، على استغلال الانقسام في الائتلاف الحديث العهد، الذي يضم قوميين دينيين ووسطيين ويساريين وحزبا عربيا إسلاميا للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية.

ويبدو أن حكومة بقيادة نتنياهو لن تكون واقعا دون دعم تحالف يميني متشدد يتمثل بحزب "الصهيونية الدينية". ويضم الحزب إيتمار بن غفير المعروف بخطاب يحرّض على العرب، وهو يستلهم أفكاره من الحاخام المتشدد مئير كاهانا، زعيم حركة "كاخ" التي سعت لطرد العرب من إسرائيل. ورحّب بن غفير أيضا بقتل 29 مصلياً فلسطينياً في الخليل في العام 1994 على يد باروخ غولدشتاين.

بموجب نظام التمثيل النسبي في إسرائيل، يجب أن تتجاوز كل قائمة مرشحة الى الانتخابات عتبة 3,25 في المئة من أصوات الناخبين للحصول على الحد الأدنى من المقاعد والبالغ أربعة. وتؤثر الأحزاب التي لا تحصل على هذا العدد من المقاعد على حسابات الائتلاف.