تحولت خشبة المسرح مركزاً للمساعدة الاجتماعية في انطلاق الدورة 77 لمهرجان أفينيون، واستُهل العرض الافتتاحي لهذا الحدث الذي يُعدّ من الأكبر في العالم في مجال الفن الدرامي، بالوقوف دقيقة صمت عن روح المراهق نائل الذي أدى مقتله برصاص شرطي إلى اندلاع اعمال عنف هي الأسوأ منذ سنوا في فرنسا.
ونُفذت دقيقة الصمت هذه بطلب من مخرجة المسرحية الافتتاحية "ويلفير" جولي ديليكيه، التي تدير أيضاً مسرحاً يقع في ضاحية سين-سان-دوني الباريسية، أفقر منطقة في فرنسا القارية.
واختار المدير الجديد للمهرجان البرتغالي تياغو رودريغيز أن تنطلق الدورة الأولى التي تقام بإشرافه، بمسرحية "ويلفير" وهو عرض ذو طبيعة اجتماعية من تأليف جولي ديليكيه، مقتبس من الفيلم الوثائقي للأميركي فريدريك وايزمان عن "15 بطلاً مجهولاً خلال يوم واحد في مركز مساعدة اجتماعية في نيويورك"، على ما قال مدير المهرجان لوكالة فرانس برس.
وأضاف: هذا الفيلم الوثائقي، الذي صُوّر قبل 50 عاماً، "يحكي قصصاً لا تزال للأسف تشبه واقعنا الحالي حول العلاقة بين مَن هُم أكثر ضعفاً والدولة، لكنه يجسد في الوقت نفسه القدرة على إيجاد الغنى في الكوميديا الإنسانية".
ولهذا الغرض، حوّلت باحة الشرف في قصر الباباوات، حيث أقيمت المسرحية، مركزاً للمساعدة الاجتماعية، يتوسطه ملعب لكرة السلة ومقاعد وخزائن تحوطها مراتب للنوم، على ما لاحظت وكالة فرانس برس.
وتقام عروض مهرجان أفينيون في حوالي أربعين موقعاً (لـ44 عرضاً)، في المدينة ولكن أيضاً خارجها، بينما تقام عروض "أوف أفينيون"، أكبر سوق لعروض الأداء الحي في فرنسا، في 140 موقعاً وتستضيف ما يقرب من 1200 فرقة مسرحية.
واتُخذت بمناسبة المهرجان تدابير أمنية مشددة نظراً إلى انطلاقه بعد أعمال العنف التي شهدتها مدن فرنسية طوال أيام، تمثلت في نشر وحدات سيّارة وأخرى مخصصة لمناطق المشاة، وتنفيذ عمليات عشوائية للتحقق من الهويات في الأماكن العامة، وتسيير دوريات راجلة وبالدراجات الجبلية.