تحرم الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 625 ألف طالب وطالبة من التعليم في قطاع غزة. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة دمر حوالى 90٪ من المباني المدرسية بشكل كامل أو جزئي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتوضح إرادة إسماعيل، جدة عاطف وهو طفل في السادسة من عمره، يعيش في خيمة مع عائلته في دير البلح وسط قطاع غزة، حيث ينام ملتصقاً بجدته ويخشى المشي بمفرده: " أكثر شيء نفتقده هو مستقبل أطفالنا وتعليمهم يمكننا إعادة بناء المنازل والجدران، ويمكننا تعويض الأموال التي خسرناها ولكن كيف سأعوض تعليمه؟"
تم قصف منزل عاطف، وقتل معلميه، كما تحولت مدرسته في النصيرات إلى ملجأ للنازحين. ومنذ ذلك الوقت يرسم عاطف فقط الطائرات والصواريخ والخيام وفقا للجدة.
يعتبر الأطفال في غزة الأكثر تضررا من الحرب الإسرائيلية المتواصلة، فقد 19 ألف طفل ذويهم منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول كما يعاني ثلث الأطفال من سوء التغذية الحاد إضافة لآثار الحرب النفسية على الأطفال.
ويقول جيسوس ميغيل بيريز كازورلا، خبير الصحة العقلية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الافتقار إلى التعليم له آثار نفسية عميقة على الأطفال بما فيها وقف مظاهر الحياة الطبيعية مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للقلق والإكتئاب.
تحديات وصعوبة إيجاد غرفة للتعليم
تحاول مجموعات تطوعية تنظيم أنشطة ترفيهية من ضمنها ألعاب، رسم، دراما، فنون في محاولة لإدماج الأطفال في نشاطات "طبيعية".
ومن أصعب التحديات التي تواجه مجموعة المتطوعين إيجاد مكان أو غرفة فقد استغرق البحث عن مكان نحو شهرين، واضطرت المجموعة بإجراء الفعاليات في الهواء الطلق أو في أمكان مدمرة جزئيا.
وتقول المنظمات الإنسانية إن إدخال الإمدادات البسيطة مثل كرات القدم والأدوات المكتبية إلى غزة يمكن أن يستغرق شهورًا.
تخطط اليونيسف لإقامة ما لا يقل عن 50 خيمة لنحو 6000 طفل في مرحلة ما قبل المدرسة حتى الصف الثاني عشر من نشاطات قائمة على اللعب وتعلم القراءة والكتابة في رفح.
وتقول صابرين الخطيب، وهي أم نزحت من مدينة غزة إلى دير البلح، إن وضع الأطفال صعب جدا خاصة في حالة فقدانهم عائلاتهم وأصدقائهم. وتقول: "الآن يفكر الطفل بكيفية موته بدلا من المدرسة."
وتأمل العائلات أن تستأنف الدراسة بحلول سبتمبر/أيلول القادم ولكن قد تستغرق إعادة بناء المدارس وتنظيفها من الألغام المتفجرة سنوات بحسب خبراء من الأمم المتحدة.