دراسة: وقف التنفس أثناء النوم مرتبط بحجم دماغ أصغر

منذ 1 سنة 196

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بيّنت دراسة جديدة أنّ جزءًا من الدماغ مرتبط بالذاكرة ينكمش لدى من يعانون من اضطراب شديد في التنفس أثناء النوم، قد يشمل الشخير الشديد، وانقطاع النفس أثناء النوم. يتوقف الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة عن التنفس لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر في كل مرة أثناء النوم، ومرات عدّة في الليلة الواحدة.

وقالت جيرالدين روش، مؤلفة الدراسة الرئيسية، ومسؤولة أبحاث ما بعد الدكتوراه بالمعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في كان الفرنسية، "إنه يتم الاعتراف أكثر بأنّ اضطراب النوم هذا، إذا لم يتم علاجه، سيزيد من خطر الإصابة بالخرف. هنا، نقدم دليلًا أساسيًا جديدًا يركز على الفص الصدغي الإنسي، وهو منطقة دماغية تأثرت باكرًا بمرض الزهايمر".

الفص الصدغي الإنسي، هو منطقة من الدماغ أساسية للذاكرة وتذكر الحقائق والأحداث. والحُصين موجود في عمق تلك المنطقة، وهو بنية معقدة مهمة للتعلم، وترميز الذاكرة، ودمجها، والتنقل المكاني.

ووجدت الدراسة أن تراجع حجم الدماغ يتم فقط عندما يكون لدى الشخص أيضًا علامات على لويحات بيتا أميلويد، التي تميّز مرض الزهايمر.

ولفتت روش إلى "أنّنا وجدنا أنّ انقطاع النفس النومي الشديد كان مرتبطًا بحجم حُصين أصغر وفي مناطق فرعية مختلفة من الفص الصدغي الإنسي". وتابعت أنّ "الأشخاص الذين ليس لديهم لويحات أميلويد لم يكن لديهم هذا الحجم الأصغر من الدماغ، حتى لو كانوا يعانون من انقطاع النفس النومي الشديد".

ورأى الخبراء أنّ تراكم الأميلويد في الدماغ قد يبدأ قبل عقود من ظهور أي علامات سريرية للتدهور المعرفي، في وقت مبكر من الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.

وبحسب دراسة أجريت في فبراير/ شباط 2022، بعد سن السبعين، تتراكم مادة الأميلويد في أنسجة دماغ ثلث الأشخاص الطبيعيين معرفيًا. ومن المثير للاهتمام أن الرواسب لا تؤدي بالضرورة إلى الإصابة بمرض الزهايمر، فالكثير من كبار السن لديهم دليلًا على انتشار الأميلويد في أدمغتهم ولا يتطور لديهم مرض الزهايمر.

لكن رودي تانزي، أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن، غير المشارك في الدراسة، رأى أن الدماغ أثناء النوم، لا سيما مرحلة النوم العميق بطيء الموجة، يزيل الكثير من تراكم الأميلويد في الدماغ.

من أجل الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق لتجديد نشاط الدماغ، يحتاج البالغون إلى سبع ساعات من النوم المتواصل في الحد الأدنى. ومع ذلك، يمكن للأشخاص الذين يشخرون بغزارة أو يعانون من توقف التنفس أثناء النوم الاستيقاظ مئات المرات ولفترات قصيرة كل ليلة، رغم أنهم لا يدركون ذلك.

وقال تانزي لـCNN: "من المنطقي أن يكون توقف التنفس أثناء النوم مرتبطًا بتقلّص حجم الدماغ لدى الأفراد الأكبر سنًا، خصوصًا لدى من يعانون من ترسبات الأميلويد".

وأضاف تانزي الذي يشغل أيضًا منصب مدير وحدة أبحاث الوراثة والشيخوخة في مستشفى ماساتشوستس العام ببوسطن: "إذا لم تتم إزالة الأميلويد بشكل صحيح، فإنه سيبدأ سلسلة من أعراض مرض الزهايمر التي تؤدي في النهاية إلى الخرف".

توقف التنفس النومي واللويحات

حللت الدراسة المنشورة في مجلة Neurology الأربعاء، البيانات التي تم جمعها عن 128 شخصًا تفوق أعمارهم 65 عامًا ويشاركون في تجربة سريرية عشوائية مستمرة معنونة Age Well، في مدينة كان (Caen) الفرنسية. تم وضع تصور التجربة لاختبار التدخلات المتعلقة بالشيخوخة المعرفية.

في بداية الدراسة لم يكن جميع المشاركين يعانون من أمراض معرفية أو نفسية أو مزمنة. لم يكن أي منهم مصابًا بانقطاع التنفس أثناء النوم في بداية الدراسة، وتم استبعاد من طوروا اضطرابات التنفس أثناء النوم وعولجوا بضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، المعروف أيضًا باسم CPA، من نتائج الدراسة.

خضعت مجموعة الدراسة لمسح للدماغ، واختبارات ذاكرة تكررت مدى 21 شهرًا تقريبًا، ودراسة نوم ليلية أجريت في منازلهم. أظهر اختبار النوم أن 91 من أصل 122 مشاركًا في الدراسة يعانون من انقطاع النفس النومي المعتدل إلى الشديد، لكن معظمهم لم تظهر عليه أعراض كثيرة واضحة، فقد عانى 11 شخصًا فقط من النعاس المفرط أثناء النهار.

26 من المشاركين لديهم لويحات أميلويد في أنسجة المخ. لدى هؤلاء، تمّ ربط التنفس المضطرب الشديد أثناء النوم بحجم أصغر الفص الصدغي الإنسي. ووجدت الدراسة أنه كلما زادت حدة انقطاع النفس، تقلّص الحجم أكثر.

إلى ذلك، أشارت روش أن "الأحجام المنخفضة (للدماغ) ارتبطت في بعض مناطق الفص الصدغي الإنسي بأداء ذاكرة أسوأ تم تقييمها بعد 18 شهرًا".

ومع ذلك، لم يتم العثور على انكماش في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم والذين ليس لديهم لويحات أميلويد. وأوضحت روش أن هذه النتيجة تشير إلى أن بعض الأفراد قد يكونون أكثر عرضة لآثار اضطرابات النوم السلبية التي تؤثر على التنفس وتقاطع مراحل النوم.

ولفتت روش إلى أنّه "تبيّن أنّ الأشخاص الذين هم في المراحل المبكرة جدًا من السلسلة المتصلة بمرض الزهايمر لديهم ضعفًا محددًا في الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم". وتابعت أن "المزيد من الدراسات يجب أن تبحث في ما إذا كان علاج اضطرابات التنفس أثناء النوم يمكن أن يحسن الإدراك ويمنع أو يؤخر التنكس العصبي".

وتشير التقديرات إلى أن 936 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عامًا قد يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، مع وجود عدد أكبر من الأشخاص غير المشخّصين. إذا كان انقطاع النفس النومي شديدًا ولم يتم علاجه، فإن الأشخاص معرّضون لخطر الوفاة بثلاثة أضعاف لأي سبب، بحسب الأبحاث.