دراسة: قوة عضلات الساق قد ترتبط بنتائج أفضل بعد الإصابة بنوبة قلبية

منذ 1 سنة 185

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنمية قوة العضلات قد تعود بفوائد عديدة على قلبك، وتساهم بنتائج أفضل بعد الإصابة بنوبة قلبية.

وتوصل بحث جديد عُرضت نتائجه الشهر الماضي في براغ، خلال المؤتمر العلمي لفشل القلب 2023، للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، إلى أنّ الحصول على مستوى أعلى من قوة عضلات الساق "مرتبط بشدة" بانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب إثر نوبة قلبية.

وقال كينسوكي أوينو والدكتور كينتارو كاميا، الباحثان في قسم إعادة التأهيل بكلية العلوم الصحية المتحالفة في جامعة كيتاساتو باليابان، ومؤلفا البحث الجديد، إنّ النتائج لم تُنشر في مجلة تمت مراجعتها من قبل الأقران، لكنّها تسلّط الضوء على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على قوة العضلات في سن الشيخوخة، حيث يمكن أن تتضاءل كتلة العضلات مع تقدم العمر، ما قد يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.

وأوضح كاميا أنه بعد النوبة القلبية، المعروفة طبيا باسم احتشاء عضلة القلب، يمكن للقلب أن يمر بعملية تُسمى إعادة تشكيل عضلة القلب أو إعادة تشكيل القلب، حيث تتراكم الأنسجة الليفية، ما يؤدي إلى تضخم القلب. لكن الأدلة المستجدة تشير إلى أن إعادة تأهيل القلب القائمة على التمارين الرياضية قد تغير مسار إعادة التشكيل بطريقة تحسن وظائف القلب.

وأضاف كاميا أن "إعادة تشكيل القلب تُعتبر السبب الرئيسي لظهور قصور القلب بعد احتشاء عضلة القلب". والميوكينات، وهي ببتيدات أو سلاسل من الأحماض الأمينية التي تطلقها ألياف العضلات، قد تلعب دورًا مهمًا، لافتًا إلى أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في التخفيف من إعادة تشكيل القلب.

وأظهرت الدراسات الحديثة أن العضلات الهيكلية نفسها تُطلق أيضًا الميوكينات والسيتوكينات التي لها تأثيرات مختلفة، مثل منع تطور تصلب الشرايين، واستقرار ضغط الدم، ومنع تطور الأمراض المرتبطة بالعمر. ويمكن أن يرتبط الحفاظ على العضلات الهيكلية ذاتها بتراجع خطر الإصابة بفشل القلب عبر هذا الميوكين، لكن الآلية التفصيلية غير واضحة.

"تدريب القوة.. يجب التوصية به"

وحلّل الباحثون قوة عضلات الفخذ، في مقدمة الفخذين، لدى 932 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 57 و74 عامًا، نُقلوا إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية بين عامي 2007 و2020. ووجدوا أن معدل حدوث قصور القلب اللاحق كان أعلى، بمعدل 22.9 لكل 1000 شخص-سنة (سنوات الشخص هي مقياس يمثل عدد الأشخاص في دراسة مضروبة بالسنوات التالية لهم)، بين المرضى الذين تم قياس عضلات الفخذ لديهم وتبين أنها ذات قوة منخفضة، مقارنة بمعدل حدوث 10.2 لكل 1000 شخص-سنة بين من كان لديهم قوة عالية في عضلات الفخذ.

وأفاد أوينو في بيان صحفي أنّ "قوة العضلة الرباعية سهلة وبسيطة للقياس بدقة في الممارسة السريرية. وتشير دراستنا إلى أن قوة عضلات الفخذ يمكن أن تساعد في تحديد المرضى المعرضين لخطر أكبر للإصابة بفشل القلب بعد احتشاء عضلة القلب، والذين يمكن أن يخضعوا بعد ذلك لمراقبة أكثر كثافة".

وتابع: "يجب تكرار النتائج في دراسات أخرى، لكنهم يقترحون أنه يجب التوصية بتدريب القوة الذي يشمل عضلات الفخذ الرباعية للمرضى الذين عانوا من نوبة قلبية لمنع الإصابة بفشل القلب".

وهذه ليست المرة الأولى التي يدرس فيها العلماء العلاقة بين قوة العضلات والتشخيص لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي عام 2016، لفت كاميا وزملاؤه في دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لأمراض القلب إلى أن الكتلة العضلية في الذراعين العلويين يمكن أن ترتبط بمعدلات النجاة من أمراض القلب.

كيفية الحد من الإصابة بنوبة قلبية أخرى

وأكدّ البحث الجديد حول قوة الساق على صحة ما هو معروف عن إدارة أمراض القلب، حيث أن قوة العضلات قد تلعب دورًا بتقليل مخاطر معينة بعد أحداث القلب. 

وقالت الدكتورة شالين راو، مديرة خدمات قصور القلب بمستشفى لانغون في جامعة نيويورك، لونغ آيلاند، غير المشاركة في الدراسة الجديدة، إنه يمكن معرفة المزيد عن سبب تأثر بعض الأشخاص بعد النوبة القلبية أكثر من غيرهم.

وأضافت أنه "ربما ما تظهره هذه الإشارة في عضلة الفخذ أن هناك اختلافات بين الأشخاص قد تساعدنا على استهداف العلاجات بشكل أفضل". لكنها رأت أنه من المفيد فهم ذلك.

وقالت: "هذه نقطة بيانات أخرى مضافة قد تساعدنا على فهم هؤلاء الأفراد بشكل أفضل، وأيضًا تقديم حجة لمن سيحصل على أفضل خدمة بتدريب القوة، بشكل عام، بعد حصول حدث ما أو دخول المستشفى". وأشارت إلى أن "هذه طرق للخلط بين الضعف وقوة العضلات والتفكير حقًا في الطريقة التي يمكن مساعدة بها كبار السن الذين يعانون من مرض مزمن أو يعانون من مرض حاد لاستهداف إعادة تأهيلهم بشكل مناسب".

وبعد النوبة القلبية، هناك العديد من الخطوات التي يمكن للأشخاص اتخاذها لتجنب المزيد من مشاكل القلب. وتوصي جمعية القلب الأمريكية بتناول الأدوية على النحو الموصوف، والقيام بزيارات متابعة لدى الطبيب، والمشاركة بإعادة تأهيل القلب، والحصول على الدعم من الأحبة والتواصل مع الناجين من النوبات القلبية، وإدارة عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري، وعدم التدخين، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة.