دراسة جديدة: يجب فحص النساء السود لسرطان الثدي في وقت مبكر

منذ 1 سنة 174

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تثير دراسة جديدة حول وفيات سرطان الثدي تساؤلات عما إذا كان يجب على النساء السود إجراء الفحص في سن مبكرة.

وكتب فريق دولي من الباحثين في الدراسة، التي نُشرت الأربعاء في مجلة JAMA Network Open، أن التجارب السريرية قد يكون لها ما يبررها للتحقيق فيما إذا كانت إرشادات الفحص يجب أن توصي النساء السود بالبدء في الفحص في سن أصغر، حوالي 42 بدلاً من 50.

وتوصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية - وهي مجموعة من الخبراء الطبيين المستقلين الذين تساعد توصياتهم في توجيه قرارات الأطباء - بإجراء فحص كل سنتين للنساء بدءًا من سن الـ50 عاما.

وتؤكد العديد من المجموعات الطبية، بما في ذلك جمعية السرطان الأمريكية ومجوعة "مايو كلينك"، على أنّ النساء لديهن خيار بدء الفحص بالأشعة السينية للثدي كل عام بدءًا من سن الـ40.

ورغم أنّ معدل الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء السود أقل بنسبة 4% من النساء البيض، إلا أن معدل وفياتهن أعلى بنسبة 40%.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قال الدكتور مهدي فلاح، وهو مؤلف الدراسة الجديدة ورئيس مجموعة الوقاية من السرطان المتكيفة مع المخاطر في مركز أبحاث السرطان الألماني في هايدلبرغ، ألمانيا: "الرسالة المستفادة للأطباء وصانعي السياسات الصحية في الولايات المتحدة بسيطة. وهي أن الأطباء وأخصائيي الأشعة يجب أن ينظروا إلى الأصل العرقي عند تحديد سن البدء في فحص سرطان الثدي".

وأضاف فلاح: "يمكن لصناع السياسات الصحية أن ينظروا إلى نهج متكيف مع المخاطر في فحص سرطان الثدي للتصدي للتفاوتات العرقية في وفيات سرطان الثدي، خاصة وفيات الأشخاص قبل السن الموصى به للفحص".

ماذا تقول إرشادات الفحص

غالبًا ما يتم إجراء فحوصات سرطان الثدي باستخدام تصوير الثدي بالأشعة السينية، وهو عبارة عن صورة بالأشعة السينية يتم التقاطها للثدي يفحصها الأطباء للبحث عن علامات مبكرة على سرطان الثدي.

وقالت الدكتورة راشيل فريدمان، وهي اختصاصية أورام الثدي في معهد سرطان دانا فاربر، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "توصي التوجيهات الخاصة بالفحص بالفعل بالاستناد إلى مدى خطورة إصابة المرأة بالسرطان لبدء الفحص، رغم أن العرق والأصل الإثني لم يكنا عوامل تقليدية تدخل في هذه القرارات".

توصي الجمعية الأمريكية للسرطان حاليًا بأن تراعي جميع النساء أهمية إجراء فحوصات تصوير الثدي الشعاعية للكشف عن خطر الإصابة بسرطان الثدي اعتبارًا من سن 40 عامًا - ويوصى بإجراء فحوصات سرطان الثدي كل عام للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و 54 عامًا.

ويمكن للنساء اللواتي تتجاوز أعمارهن 55 عامًا التحول إلى إجراء الفحص كل سنتين إذا فضّلن ذلك.

من جانبه، قال روبرت سميث، النائب الأول للرئيس لفحوصات السرطان في الجمعية الأمريكية للسرطان، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "نحن بصدد تحديث إرشاداتنا الخاصة بفحص سرطان الثدي، وندرس الأدبيات العلمية لمعرفة كيف يمكن أن تختلف مبادئ التوجيهية للفحص بين النساء من مجموعات عرقية مختلفة وحسب عوامل الخطر الأخرى، بطريقة تخفض من الفوارق القائمة بناءً على الخطر والفوارق في النتائج".

يبدو أن توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان تتماشى مع النتائج الواردة في الدراسة الجديدة، حيث يسلط البحث الضوء على أن إرشادات الفحص لا ينبغي أن تكون "سياسة مقاس واحد يناسب الجميع"، بل تساعد في توجيه المحادثات بين المرضى وأطبائهم معًا .

وقال الدكتور عارف كمال، كبير مسؤولي المرضى في الجمعية الأمريكية للسرطان، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "نحن هنا في الجمعية الأمريكية للسرطان، نوصي بشدة أن تفكر جميع النساء في إجراء فحص الماموغرام اعتبارًا من سن الأربعين فصاعدًا، وهذا يعني إجراء نقاش مع الطبيب".

وفيما يتعلق بنتائج الدراسة حول متى يجب بدأ الكشف عن سرطان الثدي، قال كمال: "يؤكد مؤلفو الدراسة أن سن الخمسين قد يكون متأخرًا قليلاً. نحن نتفق مع ذلك، لا سيما بالنسبة للنساء اللواتي قد يكن عرضة لمخاطر أعلى قليلاً".

خطر الإصابة بسرطان الثدي حسب العمر والعرق

قام الباحثون - من الصين وألمانيا والسويد وسويسرا والنرويج - بتحليل بيانات تخص 415،277 امرأة في الولايات المتحدة توفيت بسرطان الثدي في الفترة من عام 2011 إلى عام 2020.

جاءت هذه البيانات حول معدلات وفيات سرطان الثدي الغزوي من المركز الوطني للإحصاءات الصحية وتم تحليلها باستخدام برنامج الإحصاءات SEER التابع للمعهد الوطني للسرطان.

عندما فحص الباحثون البيانات حسب الأصل العرقي والعمر، وجدوا أن معدل وفيات سرطان الثدي بين النساء في الأربعينيات من العمر كان 27 حالة وفاة لكل 100,000 شخص سنوياً لدى النساء السود مقارنة بـ 15 حالة وفاة لكل 100,000 في النساء البيض و11 حالة وفاة لكل 100,000 لدى النساء الأمريكيات الهنديات، أو من سكان ألاسكا الأصليين، أو الهسبان، أو الآسيويات، أو من جزر المحيط الهادئ.

وقال فلاح: "ومع ذلك، الوصول إلى هذا المستوى من الخطر يحدث خلال أعمار مختلفة بالنسبة للنساء من مجموعات عرقية / إثنية مختلفة".

والنساء السود في الولايات المتحدة يملن إلى الوصول إلى هذا المستوى من الخطر في وقت مبكر بنسبة 0.329%، أي في سن 42 عاما.

أما النساء البيض، فيملن إلى الوصول إليه في سن 51 عاما.

بينما النساء الأمريكيات الأصليات والنساء الهسبان يصلن إليه في سن 57 عامًا، والنساء الآسيويات أو من جزر المحيط الهادئ في سن 61 عاما".

وأوضح الباحثون أنه يجب أن يبدأ فحص سرطان الثدي لدى النساء السود عند سن 42 عامًا، وليس بعد السنة 50، وهو ما يختلف عن توصيات المركز الأمريكي للسرطان الذي ينصح ببدء الفحص في سن 50 عامًا.

ومع ذلك، لم يكن لدى مؤلفي الدراسة أي معلومات حول ما إذا كانت النساء المشمولات في هذه الدراسة قد خضعن بالفعل للفحص الشعاعي للثدي وفي أي عمر.

وعلى سبيل المثال، من الممكن أن تكون العديد من النساء في هذه الدراسة قد خضعن بالفعل للفحص خلال سن 40 إلى 49 عاما، حسبما ذكرته فريدمان، من معهد دانا فاربر للسرطان، عبر البريد الإلكتروني.

وقالت فريدمان: "تؤكد هذه الدراسة أن عمر وفيات سرطان الثدي أصغر بالنسبة للنساء السود، ولكنها لا تؤكد السبب وما إذا كان الفحص هو السبب الرئيسي. وليس لدينا أي معلومات عن أنواع السرطان التي طورتها النساء وما هي العلاجات التي خضعن لها، وكلاهما يؤثر على الوفيات من سرطان الثدي".