دراسة: تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالخرف

منذ 1 سنة 163

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تشهد مستويات عالية من تلوث الهواء بالولايات المتحدة، أكثر عرضة للإصابة بالخرف.

ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Internal Medicine الاثنين، في بيانات 27,857 مشاركًا باستطلاع بين العامين 1998 و2016.

ولاحظت أن حوالي 15%، أو 4,105 أشخاص، أُصيبوا بالخرف خلال فترة الدراسة.

ووجد الباحثون أن جميعهم يعيشون في مناطق ذات مستويات عالية من تلوث الجسيمات، مقارنة مع من لم يصابوا بالخرف.

وقال مؤلفو الدراسة إنّ هذه أول دراسة تمثيلية على الصعيد الوطني لآثار تلوث الجسيمات المحتملة على الخرف في الولايات المتحدة.

وكانت نسبة الإصابة بالخرف أعلى في المناطق التي تشهد تلوثًا من الزراعة وحرائق الغابات.

ويُعد تلوث الجسيمات، والمعروف أيضًا باسم PM2.5، وهو مزيج من القطرات الصلبة والسائلة التي تطفو في الهواء، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية.

ويمكن أن يأتي على هيئة تراب أو غبار أو دخان.

وتأتي الجسيمات من المصانع التي تعمل بالفحم، والغاز الطبيعي، والسيارات، والزراعة، والطرق غير المعبّدة، ومواقع البناء، وحرائق الغابات.

ونظرت معظم الأبحاث السابقة بتلوث الجسيمات من الوقود الأحفوري.

ولكن، في الدراسة الجديدة، بدت العلاقة بين الخرف أقوى مع التلوث المرتبط بالزراعة وحرائق الغابات، رغم أنه قد يأتي أيضًا من مصادر أخرى مثل حركة المرور واحتراق الفحم.

وقالت الدكتورة سارة دوبوسكي أدار، الرئيسة المشاركة لعلم الأوبئة بكلية الصحة العامة في جامعة ميشيغان، التي عملت على الدراسة مع فريق شمل الدكتورة بويا زانج، الزميلة البحثية في القسم: "في البداية، عندما اندلعت حرائق الغابات والزراعة، تفاجأت أنا وبويا".

وأضافت أدار: "يبدو الأمر منطقيًا للغاية، ويرجع ذلك في الغالب إلى حقيقة أننا ننظر في التأثيرات على الدماغ، والزراعة التي نعرفها تستخدم الكثير من المبيدات الحشرية".

وأوضحت أن المبيدات الحشرية هي سموم عصبية للحيوانات، لذلك قد تؤثر تلك الجزيئات في التلوث الزراعي على أدمغة الإنسان أيضًا.

وبالنسبة إلى حرائق الغابات، فالدخان لا يأتي فقط من حرق الأشجار. لكن، تحترق المنازل ومحطات الوقود أيضًا، لتُشكّل التلوث الجزيئي الذي يتنفسه الناس.

ويعتبر تلوث الجسيمات مميتًا بشكل خاص لأن PM2.5 صغير جدًا، بحيث يمكنه تجاوز دفاعات الجسم المعتادة.

ويمكن أن يعلق في أعماق رئتيك أو يذهب إلى مجرى الدم.

وتسبب الجزيئات تهيجًا والتهابًا، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي.

ووجدت الأبحاث أن التعرض طويل الأمد لتلوث الجسيمات قد يتسبّب أيضًا بمرض السرطان، والاكتئاب، ومشاكل التنفس، ومجموعة متنوعة من مشاكل القلب.

وقال الدكتور كالب فينش، الأستاذ ورئيس ARCO / William F. Kieschnick في علم الأحياء العصبية للشيخوخة بجامعة كاليفورنيا الجنوبية، غير المشارك في الدراسة: "تقريبًا كل ما يفعله تلوث الهواء، يفعله دخان السجائر أيضًا".

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الخرف، و10 ملايين آخرين يصابون به سنويًا.

وبسبب شيخوخة السكان والقضايا الصحية الأخرى، مثل السمنة والتدخين وارتفاع ضغط الدم، يتوقّع أن ينمو هذا الرقم بشكل كبير.

ففي العام 2021، قالت جمعية مرض الزهايمر إنه يجب التعامل مع زيادة مستويات تلوث الهواء وزيادة حالات الخرف في جميع أنحاء العالم على أنها أزمات صحيّة عامة خطيرة.

ولا تستطيع الدراسة الجديدة تحديد الآلية الدقيقة للربط بين تلوث الجسيمات والخرف، لكن العلماء لديهم بعض النظريات.

ويمكن أن تدخل جزيئات التلوث الصغيرة هذه إلى الدماغ عبر الأنف. وقد تتسبّب بموت الخلايا العصبية المرتبطة بالخرف.

وفي وسع تلوث الجسيمات أن يؤدي أيضًا إلى تعديل البروتينات الالتهابية التي تعمل على الدماغ.

وتكهّن الدكتور ماساشي كيتازاوا، الأستاذ المشارك في الصحة البيئية والمهنية في جامعة كاليفورنيا، بأن التلوث قد يكون له تأثير غير مباشر.

ويعلم العلماء أن التعرض للتلوث الجزيئي يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، على سبيل المثال، وكليهما قد يزيدا من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف.

ويشير هذا البحث إلى وجود علاقة متبادلة، بحسب ما أوضحه كيتازاوا، لكنه لا يظهر أن تلوث الهواء يسبب الخرف بشكل مباشر.

وقال كيتازاوا: "لا أريد أن يصاب عامة الناس بالذعر". عوض ذلك، ثمة حاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال.