دراسة تكشف: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مياه الشرب أصغر من الحد الذي اعتمده الاتحاد الأوروبي

منذ 1 يوم 15

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

كشف العلماء أن معظم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في مياه الشرب هي أصغر من الحد الذي أقرّه الاتحاد الأوروبي للكشف عنها، مما يثير القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على صحة الإنسان.

أجرى العلماء تجارب على 10 علامات تجارية مختلفة للمياه المعبأة في زجاجات ومصدر واحد لمياه الصنبور في مدينة تولوز الفرنسية. واستخدموا طريقة جديدة للكشف عن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي يقل حجمها عن 20 ميكرون، وهو الحجم الذي لم يتم قياسه في العديد من الدراسات السابقة بسبب القيود التكنولوجية.

في مارس 2024، أصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا بشأن منهجية قياس الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مياه الشرب، والذي يقصر القياس على الجسيمات التي تتراوح أحجامها بين 20 ميكرون و5 مم. إلا أن الدراسة الجديدة أظهرت أن الجسيمات الأصغر من 20 ميكرون، والتي لم يتم تضمينها سابقًا، قد تكون الأكثر خطرًا على الصحة.

من جانبه، أوضح أوسكار هاغلسكاير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة (Microplastic Solution) والمؤلف الرئيس للدراسة، أن هدف البحث هو إثبات إمكانية تحليل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة جدًا ومحاولة إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة تحديث حدّ الكشف. وأضاف أن الجسيمات التي يقل حجمها عن 20 ميكرون هي الأكثر خطورة بالنسبة لصحة الإنسان.

كما أكدت بيثاني كارني ألمروث، أستاذة علم السموم البيئية في جامعة غوتنبرغ السويدية، التي لم تشارك في الدراسة، أن المنهجية كانت دقيقة للغاية، حيث أخذ الباحثون في اعتبارهم تأثيرات معالجة العينات وتأكدوا من دقة القياسات.

وجد العلماء عددًا كبيرًا من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في عينات المياه، تراوحت بين 19 و1154 جسيمًا في اللتر الواحد. كانت مياه الصنبور في تولوز تحتوي على 413 جسيمًا لكل لتر، وهو ما يفوق معظم عينات المياه المعبأة في زجاجات. ومع ذلك، يحذر هاغلسكاير من استخلاص استنتاجات قطعية بناءً على عينة واحدة.

وأشارت النتائج إلى أن المياه المعبأة في زجاجات والمياه السطحية المعالجة تحتوي على مستويات مشابهة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، بينما قد تكون مياه الشرب المأخوذة من المياه الجوفية أقل تلوثًا. وأشار الباحثون إلى أن التركيزات في هذا النوع من المياه الجوفية في الدنمارك كانت أقل بحوالي 10 مرات.

من المثير للدهشة أن المواد البلاستيكية الدقيقة التي تم العثور عليها في المياه المعبأة في زجاجات كانت تحتوي على أنواع بلاستيكية أخرى غير البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، مما يثير تساؤلات حول مصدر التلوث البلاستيكي في المياه.

وبالرغم من أن التأثيرات الصحية لهذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة ما زالت غير مؤكدة، إلا أن هناك دلائل متزايدة على وجودها في أجسام البشر، ما يثير القلق بشأن تأثيراتها المستقبلية على الصحة.