دراسة تكشف: التدهور المعرفي يتسارع بعد الإصابة بنوبة قلبية

منذ 1 سنة 157

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن الإصابة بنوبة قلبية قد تُعرضك لخطر تسارع التدهور المعرفي في السنوات اللاحقة، بما يتجاوز ما يُعتبر مناسبًا لدماغ الشخص المتقدم في السن.

وتتقدّم أعمار أدمغة الجميع مع مرور السنوات، وبعضها يتقدم أكثر من البعض الآخر.

وما يُعتبر طبيعيًا عادة ما يكون غير ملحوظ بشكل كبير، أي تباطؤ سرعة المعالجة، وتراجع القدرة على التركيز، ويمكن أن يكون من الشائع وجود صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة.

ومع ذلك، يقول الخبراء إن التدهور المعرفي المرتبط بالعمر يختلف تمامًا عن مرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى، ويجب ألا يتم الخلط بينهما.

وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت الثلاثاء في المجلة الطبية "JAMA Neurology"، حللّ الباحثون بيانات من ست دراسات رئيسية حول أمراض القلب والإدراك، أجريت بين عامي 1971 و2019 في الولايات المتحدة.

ولم يكن أي من المشاركين، وعددهم 30،465 شخصًا، مصابًا بالخرف أو قد تعرّض لأزمة قلبية أو سكتة دماغية قبل بدء الدراسة، وخضعوا جميعًا لتقييم معرفي واحد على الأقل.

ومع ذلك، خلال فترة البحث، أصيب أكثر من ألف من المشاركين باحتشاء عضلة القلب، أو ما يعرف بالنوبة القلبية.

ولم يُلاحظ عليهم أي تغيير فوري في الإدراك، ولكن النتائج المعرفية لأولئك الذين تعرضوا لنوبة قلبية تسارعت خلال السنوات الست التالية بمعدل أكبر حدة مما هو عليه لدى أقرانهم الذين لم يتعرضوا لنوبة قلبية.

وكتب الدكتور إريك سميث والدكتورة ليزا سيلبرت في مقال افتتاحي أن الزيادة في معدل التراجع المعرفي السنوي للأشخاص الذين أصيبوا بنوبات قلبية كانت طفيفة.

ويعمل سميث كمدير طبي في عيادة العلوم العصبية المعرفية في جامعة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، وسيلبرت هي أستاذة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة أوريغون للصحة والعلوم في مدينة بورتلاند الأمريكية.

وأشار سميث وسيلبيرت إلى أنه "من الممكن أن يؤدي التدهور المتراكم على مدار سنوات أو عقود إلى إضعاف الوظيفة أو تقليل الاحتياطي المعرفي، ما يجعل الشخص أكثر عرضة لتأثيرات الأمراض العصبية التنكسية المرتبطة بالعمر".

وتوصلت الدراسة إلى أن أعلى معدل سنوي للتراجع بعد النوبة القلبية يظهر لدى الأفراد من أصحاب البشرة البيضاء مقارنة بالأفراد من البشرة السوداء، ولدى الرجال مقارنة بالنساء، ولا يمكن تفسير ذلك بالسكتة الدماغية أو الرجفان الأذيني الجديد، وهو اضطراب في نبضات القلب غالباً ما يكون غير منتظم وسريع، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث جلطات دموية في القلب.

الدراسات السابقة توصلت إلى وجود رابط

وأوضح سميث وسيلبيرت أن هذه ليست أول دراسة تجد ارتباطًا بين التدهور المعرفي المتسارع والسكتات القلبية، وأضافا أنه "لوحظ أيضًا تسارع في المعدل السنوي للتدهور المعرفي بعد احتشاء عضلة القلب لدى 7،888 مشاركًا في الدراسة الإنجليزية الطولية للشيخوخة، من بينهم 254 مصابًا باحتشاء عضلة القلب، و286 مصابًا بالذبحة الصدرية خلال فترة 12 عامًا من المتابعة".

ولفت سميث وسيلبيرت إلى أنّه وفقًا للدراسة الجديدة، كانت معدلات التراجع الإدراكي السنوية لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبات قلبية أو ذبحة صدرية (ألم في الصدر) مشابهة لتلك لدى الأشخاص الذين لم يعانوا من نوبة قلبية، ولكنهم عانوا بعد ذلك من تدهور إدراكي متسارع.

ومع ذلك، فإن الآليات الدقيقة التي قد تؤدي إلى تراجع الإدراك لم تتضح بعد برأيهما، إذ أكدا أنه "تم استبعاد السكتة الدماغية كسبب للتدهور المعرفي"، وأضافا أن إصابة أنسجة القلب بعد النوبة تبدو غير مرجحة.

وتابعا أن "الافتقار إلى انخفاض فوري في الإدراك والانخفاض الحاد في السنوات اللاحقة يشير إلى أن النوبة القلبية كانت مرتبطة بعملية تقدّمية أبطأ تُسرّع التدهور المعرفي".

وقد تشمل التفسيرات المحتملة الاكتئاب بعد الإصابة بنوبة قلبية، والذي يرتبط بالخرف.

ولفتا أيضًا إلى أن الالتهاب المزمن واضطرابات ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية الصغيرة، التي ترتبط أيضًا بالخرف، قد تكون أسبابًا مساهمة أخرى.

وكتب سميث وسيلبرت: "رغم من أن آلية التدهور المعرفي بعد النوبة القلبية غير واضحة، فإن الخطر يبدو حقيقيًا".

وأكدا على ضرورة "سؤال المرضى الذين لديهم تاريخ من احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) عن الأعراض المعرفية بشكل دوري، مع متابعة الفحص الإدراكي"، حيث أشارا إلى أن إحالة المرضى إلى اختصاصي معرفي أو نفسي عصبي مبررًا في حالات محددة.