دراسة: الرجال أصبحوا أطول وأثقل وزنًا بمرتين أكثر من النساء خلال القرن الماضي

منذ 2 أشهر 30

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أنّ مقاس البشر قد زاد خلال القرن الماضي بفضل تحسّن الصحة والتغذية، لكن هذا التغيير لم يشمل بالتساوي الرجال والنساء معُا.

وبحسب دراسة نُشرت في مجلة "Biology Letters" ، أصبح الرجال أطول وأثقل وزنًا بمعدل يزيد عن ضعف معدل النساء.

وحلّل باحثون من إيطاليا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، البيانات التي قدّمتها منظمة الصحة العالمية في عام 2003، حول طول ووزن أكثر من 100 ألف شخص في 69 دولة. كما استخدم مؤلفو الدراسة بيانات من مؤشر التنمية البشرية (HDI)، الذي يقيس المستويات الوطنية لرفاهية الإنسان.

ووجد الفريق أن كل زيادة قدرها 0.2 في مؤشر التنمية البشرية شهدت زيادة في الطول بنحو 1.68 سنتيمتر  للنساء و4.03 سنتيمتر للرجال، بالإضافة إلى زيادة بالوزن ​​قدرها في المتوسط 2.70 كيلوغرام للنساء، و6.48 كيلوغرام للرجال. 

كما تأكد هذا الاتجاه من خلال تقييم بيانات مستقاة من مؤشر جيني للبنك الدولي، الذي يقيس مستويات التفاوت في الدخل على المستوى الوطني، لـ58 دولة بين عامي 2000 و2006.

بحسب الدراسة، ارتبطت كل وحدة زيادة في مؤشر جيني بانخفاض متوسط ​​الطول بنحو 0.14 سنتيمتر لدى النساء و0.31 سنتيمتر لدى الرجال، وانخفاض متوسط ​​الوزن بنحو 0.13 كيلوغرام لدى النساء و0.39 كيلوغرام لدى الرجال.

بينما يعتقد البعض أنّ الدول الأكثر تقدّمًا قد يكون لديها أيضًا مجموعات عرقية أطول قامة وراثيًا، قال المؤلف المشارك في الدراسة وعالم وظائف الأعضاء البيئية، والأستاذ ورئيس مختبر السلوك والطاقة في جامعة روهامبتون بلندن، لويس هالسي: "نعتقد أن الحال ليست كذلك".

ووجد الباحثون اتجاهًا مشابهًا عند النظر في تجميع بيانات طول البالغين من دولة واحدة فقط، أي المملكة المتحدة.

من خلال تحليل طول 49180 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 23 و26 عامًا في  العديد من الدراسات البريطانية المنشورة بين عامي 1905 و1958، وجد الخبراء أن متوسط ​​طول النساء زاد بمقدار 0.25 سنتيمتر كل خمس سنوات، بينما زاد طول الرجال بمقدار 0.69 سنتيمتر.

ما سبب هذا التفاوت؟

قال هالسي لـCNN: "هذه واحدة من الدراسات الأولى التي تربط بين تطور البشرية من خلال الاختيار الجنسي مع تأثيرات البيئة على النمط الظاهري لدينا في نهاية المطاف".

الحجم مهم عند اختيار الشريك

يُرجع هالسي الفرق في معدل زيادة طول الرجال مقارنة بالنساء إلى الانتقاء الجنسي، إذ أوضح أنه في الماضي، كان الرجال الأطول والأثقل وزنًا يميلون كي يكونوا أقوى، ما يمكّنهم من التفوق على الرجال الآخرين، وزيادة فرص الوصول إلى النساء ونقل جينات الطول لديهم. 

في المقابل، رأى هالسي أن طول المرأة ليس مهمًا للغاية بالنسبة لتفضيلات الرجال.

وقال البروفيسور بوغوسلاف باولوسكي، وهو رئيس قسم علم الأحياء البشرية في جامعة فروتسواف ببولندا، غير المشارك في الدراسة، لـCNN إنها "دراسة جيدة عابرة للدولة تؤكد بشكل أساسي قاعدة معروفة بالفعل، حول الاختلافات بين الجنسين في الحساسية البيئية".

وأضاف باولوسكي أنه "مع تحسن الوضعين البيئي أو الاقتصادي، وتحسن الوصول إلى الموارد، يكتسب الذكور فوائد بيولوجية أكثر من الإناث. والعكس صحيح تمامًا عندما تكون الموارد شحيحة (يعاني الذكور أكثر من الإناث)".

مراقبة العوامل الصحية

وجد الباحثون أن التباين في الطول بين الأفراد من الجنس ذاته كان أقل في البلدان ذات الظروف المعيشية الأفضل. وكما هو الحال في المملكة المتحدة، فإن الفوارق في الطول بين الرجال والنساء داخل تعداد سكان بلد معين كانت أصغر مع تحسن ظروف المعيشة بمرور الوقت.

وأوضح هالسي أن ذلك مرّده أن الرجال كونهم أكبر حجماً من النساء "يحتاجون إلى المزيد من الطاقة، ويتطورون لفترة أطول"، خاصة مع وجود المزيد من العضلات، حيث تُصبح أنسجتهم أكثر نشاطاً من الناحية الأيضية.

وأضاف: "هذا يعني أن النمو يستغرق وقتاً أطول ويكون أكثر تكلفة، لكن هذا يجعل جسم الذكر أكثر عرضة للاضطرابات والمشاكل والتأثيرات البيئية، مثل المرض".

لذا، عندما تكون هناك بيئة مرهقة مع عبء مرضي أكبر، فإن مقاس الرجال يتأثر بشكل أكبر مقارنة بمقاس النساء.

نظراً لأن حجم الرجال أكثر حساسية لظروف المعيشة مقارنة بالنساء، فقد خلص مؤلفو الدراسة إلى أن طول الرجال والاختلافات في الطول بين الجنسين قد تكون بمثابة مؤشرات حيوية مفيدة بشكل خاص لتتبع التغيرات السكانية في الصحة.

وخلص هالسي إلى أن الدراسة تظهر أن أي سمة أكثر بروزًا في جنس واحد مقارنة بجنس آخر يمكن أن تتأثر ببيئة أكثر تطلبًا.