دراسة: الخجل ضمن مجموعة لا يشعر به فقط الأطفال الخجولين..

منذ 1 سنة 146

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تشعر بالخجل أو هل أنت شخص خجول؟ بحسب دراسة جديدة، يمكنك أن تكون الإثنين معًا.

سواء كان الخجل جزءًا من شخصية طفلك أو يشعر بالخجل عندما يكون أمام مجموعة من الغرباء، فهذه تجربة نموذجية، بحسب دراسة نُشرت في مجلة Society for Research in Child Development's Child Development، الثلاثاء.

وقالت كريستي بوول، مؤلفة الدراسة الرئيسية، وزميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة بروك بسانت كاثرينز، أونتاريو، التي تدرس التطور الاجتماعي والعاطفي: "يتميز الخجل بشعور بالخوف والعصبية في المواقف الاجتماعية الجديدةK أو عندما يكون الشخص محط اهتمام الآخرين".

وأفادت الدراسة إنه لدراسة الخجل، أحضر الباحثون 152 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7و 8 أعوام إلى المختبر، وأخبروهم بأنهم سيلقون خطابًا يتم تصويره وعرضه على الأطفال الآخرين.

أبلغ الأهل عن مستوى النزوع للخجل لدى أطفالهم المشاركين في هذه الدراسة، فيما قام الباحثون بفحص الأطفال بحثًا عن سلوك عصبي، مثل تجنب نظراتهم، استجاباتهم للمخاطر الفسيولوجية من خلال مخطّط كهربية القلب، وتأثير الاستجابة من خلال مدى توتّر الطفل، بحسب بوول.

وكشفت الدراسة أن حوالي 10٪ من الأطفال أظهروا مستوى مرتفعًا من التوتر أثناء إلقاء الخطاب، بالإضافة إلى وجود نمط من مستويات الخجل المرتفعة نسبيًا مع الوقت، بحسب أهلهم. وعلّقت بوول أنّ هذه النتيجة تقدم دليلاً على أنّ الخجل قد يكون جزءًا من طبع هؤلاء الأطفال.

وأوضحت بوول أنّ قرابة 25٪ من المشاركين في الدراسة لم يخجلوا من أهلهم، لكنّهم أظهروا مستوى أعلى من التوتر الاجتماعي التفاعلي من إلقاء الخطاب.

ولفتت بوول إلى أنه "يرجّح أن تكون تجربة.. الخجل في الاستجابة لمهمة الكلام معيارا شائعًا نسبيًا بين الأطفال في هذا العمر". وتابعت أنه "بالنسبة لمجموعة أصغر من الأطفال الخجولين بطبعهم، فأن يكونوا مركز الاهتمام قد يرهقهم مع الوقت، وفي سياقات مختلفة".

بالنسبة للباحثة كورالي بيريز-إدغار المديرة المساعدة بمعهد أبحاث العلوم الاجتماعية، وأستاذة علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا، غير المشاركة في البحث، ثمة بعض القيود لهذه الدراسة، لا سيما أن الأطفال الذين شاركوا فيها كانوا من البيض في المجمل، ومن نفس الخلفية الاجتماعية والاقتصادية.

وأوضحت بيريز-إدغار "أننا بحاجة إلى دراسات أكبر وأكثر تنوعًا يمكن أن تساعدنا على رؤية بروز ذلك من خلال مجموعات من الأطفال من مجتمعات مختلفة، وبأعداد كبيرة بما يكفي، حتى نتمكن من تتبّع أداء هؤلاء الأطفال بشكل جيد مع الوقت".

هل الخجل أمر سيء؟

قالت بيريز-إدغار إن الطبع الخجول ليس مقدّرًا اجتماعيًا دومًا إسوة بالشخصيات المنفتحة، لكن هذا لا يعني أن الطفل يعاني من خطب ما.

ولفتت في حديثها مع CNN إلى أنه "في الغرب، نميل إلى التفكير في المثالية الاجتماعية المندفعة والحيوية". لكنها أشارت إلى أنه "علينا التراجع والتفكير في مجموعة واسعة من السمات وإسهاماتها الفريدة".

وأكدت بيريز-إدغار إن أي شخص يمكن أن يشعر بالخجل أحيانًا بحسب الظرف الموجود فيه. وأضافت أن الأشخاص الخجولين عمومًا غالبًا ما يتمتعون بحياة اجتماعية سعيدة، لكنهم ليسوا أكثر شخص مرح في غرفة مكتظة.

لكن لفتت إلى أن هناك أمور يجب الانتباه إليها، مشيرة إلى أنّ نصف الأطفال الأكثر خجلًا بشكل مستمر سيصابون باضطراب القلق.

وأضافت أنّ "المخاوف تبرز لدى الأطفال الأكثر تطرفاً، الذين لا يستطيعون التغلب على خجلهم، ويجدون صعوبة بالعمل في المدرسة، وتكوين صداقات، والانخراط في أنشطة نموذجية (النوادي، والرياضة)". وعقّبت أنه "هذا هو الوقت الذي يجب أن يفكر فيه الأهل بالتدخل".

وقالت بيريز-إدغار إنه في حين أن الخجل ليس مشكلة بحد ذاته، على الأهل الانتباه لعلامات القلق خصوصًا لدى أطفالهم الخجولين.

ولفتت بوول إلى أنّ "الأهم من ذلك، أننا نعلم أنه ليس كل الأطفال الخجولين متشابهين، وأنّ العديد من الأطفال الخجولين يكبرون كي يصبحوا بالغين يتمتعون بشخصية ناضحة ويتحكمون بمشاعرهم بشكل جيد".

كيف ندعم طفلًا خجولًا؟

لفتت الدكتورة إريكا شيابيني، اختصاصية علم نفس الأطفال والمراهقين بمركز جونز هوبكنز للأطفال في بالتيمور، إلى أنه إذا كان طفلك يتجنب المواقف المهمة أو التي يمكن أن تكون ممتعة بالنسبة له لأنه يشعر بالتوتر، فقد حان الوقت للتدخل.

وقالت لـCNN، إنّ هذا قد يعني "عدم التحدث في الصف، أو المعاناة لتكوين صداقات أو الحفاظ عليها، وعدم الانضمام إلى الأنشطة التي قد يستمتع بها".

وتنصح شيابيني بدلاً من وصم الطفل بالخجل، توصيف ما تراه (في الموقف) وحاول تطبيع مشاعره معه.

وأوصت بقول شيء مثل: "تبدو متوتراً قليلاً، أو لا تعرف الجميع، أو ماذا سيقولون، فنحن لم نلتقِ بهم من قبل وقد نشعر بعدم الارتياح نوعًا ما".

وأضافت أنه من هناك، يمكنك حثّهم على المشاركة عندما يصبحون مستعدين، مع التأكيد على وجودك بقربهم لدعمهم.

وأشارت شيابيني إلى أنه كلما تجنبنا المواقف، زاد قلقنا بشأنها مستقبلًا، ما قد يجعل القيام بها أكثر صعوبة في المرة التالية. لكن هذا لا يعني دفع طفلك إلى خوض تجربة صعبة.

وشرحت أنه "ربما علينا معالجة الموقف على نحو تدريجي. على سبيل المثال، قد تضطر إلى تشجيع طفلك على التواصل بالنظر إلى الآخرين خلال نزهة، قبل أن تتوقّع منه طرح سؤال على شخص ما".

وفي حال كنت قلقًا من أن السلوك الخجول قد يثبط من قدرة طفلك، نصحت تشيابيني بالتواصل للحصول على الدعم من طبيب الأطفال الذي يتابع طفلك أو مستشار المدرسة لمساعدتك على العثور على الموارد.

وأضافت أن ثمة علاجات مع أو من دون دعم دوائي قد تكون مفيدة بشكل خاص للأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق.