هل سينتهي الذكاء الاصطناعي بإفراز أفضل أنواع البشر؟ الحقيقة أن الأمر غير معروف، رغم تأكيد بعض الأخصائيين منذ أسابيع قليلة أن البشرية في خطر. ومهما يكن، فلئن لم يكن الذكاء الاصطناعي ليقتلنا، فإنه قد يحولنا تدريجيا إلى خرق بشرية بالية.
أشارت داسة حديثة نشرتها مجلة "أبلايد سيكولوجي" العلمية، إلى أن اللجوء المتنامي إلى الذكاء الاصطناعي في عالم الشغل، قد يكون له وقع كبير على الحالة العاطفية للعملة، إذ ينبه العلماء من الانزلاق بأعداد كبيرة نحو حالة من عدم الاستقرار الذهني.
وتشير الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يميل نحو تعزيز شعورنا بالوحدة، بما أنه يساهم في تقليص تفاعلات البشر فيما بينهم. وبما أن الموظفين يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي كعنصر مكمل لجهودهم أو حتى تعويضهم، فإنهم لن يعودوا محتاجين إلى التحدث مع زملائهم.
ومن ناحية أخرى، فإن هذه الحالة من الانفصال الحاد، لا تتجسد فقط من خلال انطباع بالوحدة، إذ سجل الباحثون ميلا نحو الأرق، ورغبة أكبر في استهلاك الكحول، وتلك خلاصة توصلت إليها دراسة أجريت في الآن نفسه في الولايات المتحدة وماليزيا وإندونيسيا وتايوان.
إن التطور السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي يتجه بنا نحو ثورة صناعية جديدة، ستعيد تشكيل مفهوم عالم الشغل بصفة إيجابية عموما، لكن مع وجود بعض المخاطر التي نجهلها، وقد تشمل تلك المخاطر الضرر النفسي والجسدي للموظفين بحسب ما يراه الباحثون.
ومن المفارقات أن الدراسة تظهر أن الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام في عملهم، كانوا أكثر إصغاءا لزملائهم وأكثر قدرة على مد يد العون لهم وقت الحاجة. ولكن روح الانفتاح والتعاون هذه نابعة في الحقيقة من الشعور بالوحدة الحادة، والحاجة الملحّة للتفاعل مع المحيط البشري.