دراسة: إنجاب الأطفال بطرق بديلة لا يؤثر على علافتهم بأهلهم ورفاهيتهم

منذ 1 سنة 201

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على الأهل التوقف عن القلق من أنّ أطفالهم سيواجهون صعوبات لدى معرفتهم بأنّ الحمل بهم تمّ من خلال اللجوء إلى وسائل مساعدة على الإنجاب.. ذلك أن دراسة امتدت لعقدير ونشرت هذا الأسبوع توصلت إلى أن "الأطفال بخير".

وقالت سوزان غولومبوك، المؤلفة الرئيسية، والأستاذة الفخرية لأبحاث الأسرة، والمديرة السابقة لمركز أبحاث الأسرة في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة: "عندما بدأنا هذه الدراسة منذ أكثر من 20 عامًا، كان هناك قلق من أن عدم وجود صلة بيولوجية بين الطفل والوالدين قد يكون له تأثير ضار على علاقتهم ورفاهية الطفل".

وتوصّلت الدراسة إلى أنّ الأطفال المولودين من طريق البويضات، أو التبرّع بالحيوانات المنوية، واستئجار الأرحام، يكونون متكيّفون نفسيًا مع هذا الواقع عند بلوغهم العشرين من عمرهم، خصوصًا إذا أطلعهم الأهل عن حيثيات ولادتهم قبل بلوغهم السابعة من عمرهم.

وأوضحت غولومبوك أنّ "ما توصّل إليه هذا البحث مفاده أنّ إنجاب الأطفال بطرق مختلفة أو جديدة لا يتعارض في الواقع مع وظيفة العائلات. يبدو أن الرغبة الحقيقية بالأطفال تتفوق على كل شيء، وهذا أمر مهم".

وعلّقت ماري ريدل، عالمة النفس السريري، والأستاذة المساعدة بعلم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا، بأنّ الدراسة "مهمة، لجهة أنها تمثل بحثًا أُجرِيَ لفترة طويلة".

لكن ريدل، غير المشاركة في الدراسة، أردفت أنّ النتائج لا تنطبق تمامًا على الولايات المتحدة لأنه يمكن ممارسة تأجير الأرحام بشكل مختلف في المملكة المتحدة، وبطرق عدة.

قد تصبح الأمهات البديلات في المملكة المتحدة، جزءًا من العائلة، ويشاركن في تربية الطفل الذي ساعدن بإنجابه، بحسب كتاب غولومبوك المعنون "نحن عائلة: التحول الحديث للأهل والأبناء"، الصادر عام 2020.

وأشارت ريدل إلى أنه "في المملكة المتحدة، غالبًا ما يتعرف الوالدان المعنيان على الأم البديلة قبل الحمل، فيما هذا الأمر لا ينسحب على الولايات المتحدة، حيث مطابقة الأمهات البدائل تجارية، وتتم عبر وكالات، وليس لديهنّ علاقات سابقة مع العائلات التي يحملن بأطفال من أجلها".

وأضافت ريدل إنه من الشائع أيضًا في المملكة المتحدة استخدام تأجير الأرحام "الجزئي"، حيث يتم تلقيح الأمهات البدائل بالحيوانات المنوية للأب المعني، فتمسي بالتالي الأم البيولوجية للطفل.

وأضافت: "في الولايات المتحدة، يعتبر تأجير الأرحام للحمل، الأكثر شيوعًا ألا يكون من صلة وراثية تربط الأم البديلة بالطفل الذي تحمله، ويُعتقد أنه بذلك سيكون الطفل أقل عرضة للمخاطر النفسية والقانونية".

.. قبل بلوغه السابعة من عمره

وتابعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Developmental Psychology الأربعاء، 65 طفلاً، 22 مولودًا من خلال تأجير الأرحام، و17 من طريق التبرع بالبويضات، و26 من طريق التبرع بالحيوانات المنوية، من سن الرضاعة حتى بلوغهم 20 عامًا. تحدّث الباحثون إلى العائلات عندما كان الأطفال في عمر سنة، وسنتين، وثلاث وسبع وعشر سنوات، و14 سنة.

ووجدت الدراسة أن الشباب الذين عرفوا عن أصولهم البيولوجية قبل سن السابعة، بلّغوا عن علاقات أفضل مع أمهاتهم، وكانت أمهاتهم لديهنّ مستويات أقل من القلق والاكتئاب.

ومع ذلك قالت غولومبوك، فإنّ الأطفال الذين ولدوا من خلال تأجير الأرحام لديهم بعض المشاكل في العلاقة قرابة سن السابعة، "التي يبدو أنها مرتبطة بفهمهم المتزايد لتأجير الأرحام في ذلك العمر".

وقالت: "زرنا العائلات عندما كان الأطفال في العاشرة من العمر، وكانت هذه الصعوبات تبدّدت". وأشارت إلى أنه "من المثير للاهتمام، أنه تم العثور على نفس الظاهرة بين الأطفال المتبنين دوليًا. قد يتعلق الأمر بمواجهة مشاكل الهوية في سن أصغر من الأطفال الآخرين".

وأوضحت ريبيكا بيري، عالمة النفس السريري، وعضو هيئة التدريس المساعد في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين بكلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك، أنه من الناحية التنموية، يبدأ الأطفال بملاحظة وطرح أسئلة حول الحمل بين سن 3 و4 سنوات.

وتابعت بيري، غير المشاركة في الدراسة أنه "لإرضاء فضولهم، سيبدأون بطرح أسئلة حول الأطفال ومن أين أتوا كطريقة لمحاولة فهم سبب وجودهم هنا".

من جهتها قالت لوري باش، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، المتخصصة بالعقم وبناء الأسرة، إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات سيكون لديهم بالفعل فهم أساسي لعلم الوراثة، ويمكن أن يتفاجأوا عندما يعلمون أنهم غير مرتبطين وراثيًا بأحد الوالدين أو كليهما.

وترى باش، غير المشاركة في الدراسة "أنّ توجهنا الحالي بالتفكير هو أنه من الأفضل للوالدين مشاركة قصة المتبرّع مع أطفالهم في سن مبكرة جدًا، حتى إذا سألت طفلهم عندما يصبح بالغًا عندما علموا أنهم نتيجة تبرّع، سيجيبون بأنهم ’لطالما عرفوا ذلك‘". وأضافت: "يتيح ذلك للطفل أن يكبر مع المعلومة، بدلاً من تعلمها لاحقًا في الحياة، فيتفاجأ أو يصدم، ما قد يضر بثقته في والديه ونمو هويته".

بعض الاختلافات

عندما يتعلق الأمر بقلق واكتئاب الأمهات، لم يكن هناك فرق بين العائلات التي تشكلت من طريق تأجير الأرحام والتبرع بالبويضات، أو الحيوانات المنوية، والعائلات التي لديها أطفال ولدوا من دون مساعدة في الحمل. ووجدت الدراسة عدم وجود أي اختلافات في علاقات الأمهات مع شركائهن في المنزل.

ورغم ذلك، فإن الأمهات اللواتي أنجبن أطفالًا من خلال بويضات متبرعة أفدن بعلاقات أسرية أقل إيجابية، مقارنة مع الأمهات اللواتي استخدمن التبرع بالحيوانات المنوية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى عدم الأمان بشأن عدم وجود صلة جينية بأطفالهن، وفق غولومبوك.

ووجدت الدراسة أن الشباب الذين حُمِل بهم من طريق التبرع بالحيوانات المنوية أفادوا بأن التواصل الأسري ضعيف مقارنة مع الذين حُمل بهم من طريق التبرع بالبويضات. وعلقت غولومبوك أن ذلك ربما يرجع إلى تردد أكبر من جانب الآباء للكشف عن أنهم ليسوا الأب البيولوجي لهم.

وكشف 42٪ فقط من الأهل الذين حملوا من طريق متبرع بالحيوانات المنوية عن كيفية ولادة الطفل بحلول الوقت الذي بلغ فيه أطفالهم 20 عامًا، مقارنة مع 88٪ من الأهل الذين تبرعوا بالبويضات و100٪ من الأهل الذين استخدموا الأم البديلة.

لدى سؤالهم، قال العديد من الأطفال إنهم غير قلقين بشأن كيفية إنجابهم.

وبحسب غولومبوك أنّ "الكثير من الأطفال قالوا" إن "هذا الأمر ليس مهمًا كثيرًا. فأنا لدي أمورًا أكثر إثارة للاهتمام تحدث في حياتي"، فيما قال آخرون "في الواقع إنه أمر يميزني". وأشارت غولومبوك إلى أنها تحب "التحدث عن ذلك".  وتابعت"أعتقد أنه من الجيد حقًا أن أسمع من الأطفال أنفسهم ولا أعتقد أن أي دراسة أخرى فعلت ذلك".

وأشارت غولومبوك إلى انه بمجرد إخباره بذلك، يحتاج الطفل إلى إعادة النظر بالظروف التي أدت إلى ولادته من وقت لآخر، لذلك يجب على الوالدين التأكد من أن أي محادثة، هي في الواقع مستمرة.

وأضافت غولومبوك: "يستخدم العديد من الأهل في دراستنا كتبًا للأطفال صُممت خصيصًا لهذا الغرض". "ثم يمكنهم إدخال قصة الطفل في السرد."