دحض 4 خرافات شائعة حول أمراض القلب

منذ 1 سنة 321

شكوك في جدوى المكملات الغذائية... والسلوكيات الصحية تقلل المخاطر الوراثية

فيما يلي نستعرض الخلفية التاريخية وراء 4 من الخرافات الشائعة حول صحة القلب والأوعية الدموية، وما تكشف عنه الأبحاث الحالية. الملاحظ أن كثيراً من النصائح الأساسية المتعلقة بكيفية الحفاظ على المرء في وضع صحي جيد، أثبتت وجاهتها رغم مرور الوقت: الامتناع عن التدخين، وممارسة تدريبات رياضية، وتناول الخضراوات. إلا إنه على مدار عقود، تطور بعض التوصيات المرتبطة بتجنب أمراض القلب، بفضل التدفق المستمر لأدلة جديدة من أبحاث طبية.


- معتقدات وخرافات
ثمة عادات ومعتقدات قائمة منذ أمد طويل غالباً ما يكون من الصعب التخلص منها. ومع ذلك؛ فإن الاطلاع على أحدث الأدلة العلمية ربما يعينك على اتخاذ خيارات أفضل للوقاية من أمراض القلب ورصدها ومراقبتها.
وفيما يلي سنلقي نظرة على الأفكار الخاطئة الـ4 المرتبطة بأمراض القلب، مع إضافة نصائح من الدكتور ديباك إل. بهات؛ رئيس تحرير «رسالة هارفارد للقلب».
> الخرافة الأولى: تناول مكمل غذائي من زيت السمك يومياً يمكنه الإسهام في وقايتك من أمراض القلب. في السبعينات؛ لاحظ علماء أن الأشخاص الذين تتضمن أنظمتهم الغذائية كثيراً من الأسماك الدهنية يعانون من معدلات منخفضة من أمراض القلب. ويُذكر أن الأسماك الدهنية غنية بحمضي «أوميغا3» الدهنيين: «إيكوسابنتاينويك» ويشار إليه اختصاراً بـ«إي بي إيه (EPA)»، و«دوكوساهكساينويك» المعروف اختصاراً باسم «دي إتش إيه (DHA)»، اللذان لهما آثار بيولوجية يمكن أن تعود بالنفع على القلب والأوعية الدموية، مثل تهدئة الالتهابات والحيلولة دون حدوث تجلطات دموية. وبحلول الثمانينات، بدأت مكملات زيت السمك «أوميغا3» في الظهور داخل المتاجر. واليوم؛ تعدّ هذه الكبسولات من بين المكملات الأكثر شعبية المبيعة داخل الولايات المتحدة.
ومع ذلك؛ فإنه على مدار العقدين الماضيين، قارن العديد من التجارب مكملات «أوميغا3» في مواجهة الأدوية الوهمية «بلاسيبو»، ولم تخلص لأي دليل على أن هذه الكبسولات قادرة على الوقاية من النوبات القلبية أو المشكلات المرتبطة بمثل هذه النوبات لدى الأفراد الأصحاء. في هذا الصدد؛ قال الدكتور بهات: «لا تهدر أموالك على مكملات (أوميغا3) التي تباع بالصيدليات من دون وصفة طبية». تجدر الإشارة هنا إلى أنه مثلما الحال مع جميع المكملات، فإن مكملات «أوميغا3» لا تخضع لتنظيم «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، ويحتوي بعضها دهوناً مشبعة أو مؤكسدة غير صحية أو ملوثات صناعية أو زئبقاً، وفق ما أضاف الدكتور بهات.
> الخرافة الثانية: لا بأس في أن يكون لديك ضغط مرتفع عندما تكون فوق الـ65 عاماً. مع تقدم الأفراد في العمر؛ تزداد جدران الشرايين تيبساً وصلابة، مما يجبر القلب على الضخ بقوة أكبر. وعليه؛ يميل ضغط الدم نحو الارتفاع. وكان يشار إلى هذه الظاهرة في الأصل باسم «فرط ضغط الدم الأساسي (essential hypertension)»، وذلك لاعتقاد الأطباء أنه فيما يخص كبار السن، فإن ارتفاع ضغط الدم ضروري لتوصيل الدم الكافي إلى الدماغ. وعليه؛ افترض بعض الأطباء أنه بعد سن نحو 65 عاماً، يمكن أن يصل ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأول في القراءة) إلى 150 ملم زئبق.
ومع ذلك؛ تنصح الإرشادات الحالية البالغين بالسعي إلى تحقيق قراءة ضغط انقباضية تبلغ 130 ملم زئبق أو أقل. وغالباً ما يتطلب إنجاز هذا الهدف من الأشخاص تناول عقارين أو أكثر من أدوية ضغط الدم. وبينما قد يترك هذا كبار السن عرضة للآثار الجانبية؛ مثل الشعور بالدوار ونوبات وحوادث سقوط، فإن مثل هذه المخاوف تبدو غير مبررة في معظم الحالات.
وكشفت أبحاث حديثة عن معدلات آثار جانبية بين كبار السن الذين يستهدفون خفض ضغط الدم (نحو 120 - 130 انقباضياً) مماثلة للأخرى المرتبطة بأهداف ضغط دم أعلى (130 - 150 انقباضياً). الأهم من ذلك؛ أدت الأهداف المنخفضة إلى تراجع معدلات السكتات الدماغية والنوبات القلبية وغيرهما من المشكلات الخطيرة في القلب والأوعية الدموية.
أما نصيحة الدكتور بهات، فهي أنه «مهما كان عمرك؛ فاعمل مع طبيبك للوصول إلى ضغط دم أقل من 130/ 80، بافتراض أنك لا تعاني من أي آثار جانبية».


- قلوب العائلة والنساء
> الخرافة الثالثة: التاريخ العائلي لمرض القلب يعني أنك ستصاب به حتماً. صحيح أن إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بأمراض القلب تزيد خطر إصابتك بهذه الحالة الشائعة، خصوصاً إذا عانى هذا القريب من «مرض قلبي مبكر»؛ الذي يجري تعريفه بأنه «نوبة قلبية تحدث قبل سن 55 عاماً لدى الرجال وقبل سن 65 لدى النساء». ويعدّ مرض الشريان التاجي، الذي يحدث عندما تتسبب الترسبات الدهنية في تضييق الشرايين المغذية للقلب، أكثر صور أمراض القلب شيوعاً. وربما ترتبط عوامل، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبالجينات الموجودة بين أبناء عائلة واحدة. ومع ذلك؛ فإن السلوكيات غير الصحية، مثل التدخين وسوء التغذية، تميل كذلك إلى الانتشار بين أبناء الأسرة الواحدة، وربما تساهم في زيادة المخاطر.
عن ذلك، أوضح الدكتور بهات: «فيما يتعلق بمعظم الناس، تحمل عوامل نمط الحياة ثقلاً - في حدوث مشكلات القلب - أكبر من العوامل الوراثية، ولذا يمكن للعادات الصحية المساعدة في مواجهة المخاطر الموروثة».
إذا كان مرض القلب المبكر منتشراً بين أفراد عائلتك، فربما تعاني من اضطراب دهني وراثي، مثل «فرط كوليسترول الدم العائلي (familial hypercholesterolemia)» ارتفاع الكوليسترول الضار على نحو غير طبيعي) أو «ارتفاع البروتين الدهني (إيه) - elevated lipoprotein (a)». ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات بخصوص الاختبارات والعلاجات عبر موقع «جمعية القلب الأميركية».
(www.familyheart.org).
> الخرافة الرابعة: فقط النساء يصبن بأعراض نوبة قلبية غير عادية. منذ نحو 20 عاماً، أطلقت «جمعية القلب الأميركية» حملة «الأحمر من أجل النساء (غو ريد فور ويمين - Go Red for Women» للمساعدة في تعزيز الوعي بأمراض القلب لدى النساء. ودارت الرسالة الرئيسية حول التعريف بأعراض النوبة القلبية، وأبرزت بعض الأعراض الأقل شيوعاً، مثل الغثيان والقيء والشعور بالدوار وآلام الفك.
وأشار بعض الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الأعراض من الرجال. ومع ذلك؛ تبقى الاختلافات بين النوعين محدودة، مع إمكانية حدوث أعراض أقل شيوعاً لدى الرجال أيضاً.
في هذا السياق؛ نصح الدكتور بهات بأنه: «كنَّ على علم بكل هذه الأعراض، واتصلن برقم الطوارئ إذا ساورتكن الشكوك في أنكن تعانين نوبة قلبية».


- أعراض النوبة القلبية الشائعة وأخرى أقل شيوعاً
> تتشابه أعراض النوبات القلبية الأكثر شيوعاً بين الرجال والنساء. ومع أن النساء أكثر احتمالاً إلى حد ما للشعور بالغثيان وضيق التنفس، فإن كثيراً من الرجال يمرون بهذه الأعراض. وتتضمن الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً: الشعور بالإرهاق، والألم بين لوحي الكتف، والدوار، وآلام الرقبة والفك، والخفقان، والإغماء، وألم المعدة، وعسر الهضم، والألم في الذراع اليمنى أو الكتف.


* «رسالة هارفارد للقلب»
- خدمات «تريبيون ميديا»