داء شاغاس.. ما هو وكيف ينتقل وكيف تسعى الولايات المتحدة لمكافحته؟

منذ 1 سنة 154

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يتطوّر داء شاغاس بصمت لعقود قبل أن تظهر أعراضه.

وداء شاغاس، المعروف أيضاً باسم داء المثقبيات الأمريكي، مرض قد يهدّد الحياة ويسببه الطفيلي المعروف باسم المِثْقَبِيَّة الكروزيَّة.

وينتقل الطفيلي من خلال حشرة تسمى بق الترياتومين (ناقل الداء)، ويُعرف هذا البق باسم البق المُقَبِّل، نظرًا لأنه غالبًا ما يلدغ قرب الشفاه.

ويؤثر ذلك على الأشخاص بشكل أساسي في أمريكا اللاتينية، حيث تنتقل طفيليات المِثْقَبِيَّة الكروزيَّة أساساً بواسطة ملامسة براز/بول بق "الترياتومين" الماص للدم والمصاب بالعدوى. ويعيش هذا البق عادةً في شقوق جدران المنازل أو أسقفها والهياكل المجاورة لها، مثل أقفاص الدجاج والحظائر والمخازن، في المناطق الريفية أو ضواحي المناطق الحضرية.

وتتغوّط هذه الحشرات على الجلد، وقد يحتوي برازها على الطفيلي الذي يمكن أن يدخل إلى جسم الإنسان من طريق العينين، أو الأنف، أو الفم، أو الجروح في الجلد  أو من طريق الجرح الناتج عن لدغة الحشرة.

ولا ينتقل المرض من شخص إلى آخر، إلا من خلال الأم التي تنقله إلى مولودها الجديد، أو جرّاء الخضوع لعملية نقل دم أو زرع عضو من شخص مصاب بالطفيلي.

ومع ذلك، فإنّ انتشاره يزداد في الولايات المتحدة، حيث يمرّ غالبًا من دون التعرف عليه. وتشير تقديرات مراكز مكافحة الأمراض إلى أن أكثر من 300 ألف شخص مصابون بداء شاغاس في البلاد، إلا أن نقص الوعي والفحص يعني أنه تم التعرف فقط على نسبة 1% من الحالات.

ويقول الأطباء والباحثون إنّ الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل المزيد لمكافحة داء شاغاس، الذي يسبب أمراض القلب الخطيرة لدى ما يقدر بنحو 30% من المصابين، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل تضخم المريء والقولون.

ويسعى الأطباء والباحثون بالولايات المتحدة لرفع إمكانية الوصول إلى الاختبارات والعلاج، وهم متفائلون بشأن عقار جديد من المقرر أن تتم تجربته على البشر في العام المقبل.

وتشير راشيل ماركوس، طبيبة القلب والمديرة الطبية لجمعية أمريكا اللاتينية لداء شاغاس، إلى أن العديد من الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بداء شاغاس يستخدمون المراكز الصحية المجتمعية التي يمكن أن تكون مواقع اختبار، لكنّها ذات موارد محدودة، ويميلون إلى التركيز على الحالات الأكثر شيوعًا مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

وينتج داء شاغاس بداية أعراضًا شبيهة بالأنفلونزا، لكن يمكن أن يمر من دون أن يلاحظه أحد لعقود من الزمن أثناء تكاثره في الجسم.

ويمكن للعلاجات الدوائية في بعض الأحيان القضاء على الطفيلي، خصوصًا في مراحله الأولى، لكن فرصة الاكتشاف المبكر قليلة: فهو لا يبقى في مجرى الدم لفترة طويلة، وبدلاً من ذلك يهاجر إلى الأنسجة والأعضاء حيث يصعب اكتشافه.

في كثير من الأحيان، بحلول الوقت الذي يزور فيها المريض الطبيب، يكون هذا الشخص قد أصيب بالفعل بمضاعفات خطيرة، تشمل اضطرابات ضربات القلب، أو اعتلال عضلة القلب التوسعي الذي يعيق قدرة القلب على ضخ الدم بشكل جيد. وقد يحتاج المرضى بالنهاية إلى أجهزة تنظيم ضربات القلب أو عمليات زرع القلب.

تشير التقديرات إلى أن ما بين 6 و7 ملايين شخص تقريباً في العالم مصابون بعدوى طفيلي المِثْقَبِيَّة الكروزيَّة.

وفي الولايات المتحدة، حصل عقاران قديمان على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، هما "بنزنيدازول" و"نيفورتيموكس"، يمكنهما التغلب على الطفيلي لكن لا يقضيان عليه دومًا، وقد يكون لهما آثار جانبية خطيرة، وتلقيهما في وقت باكر تكون فعاليته أكبر.

وعلى سبيل المثال، الأطفال الذين يولدون بداء شاغاس لديهم معدّل شفاء يصل إلى نسبة 90%، إذا عولجوا خلال السنة الأولى من حياتهم.

ولمكافحة المرض، يوصي الأطباء المطّلعون على داء شاغاس باختبار النساء الحوامل من المجتمعات المعرضة للخطر وحثّهنّ على تلقّي العلاج باكرًا، كما يؤيدون فحص جميع الأعضاء المزروعة.

وفي عام 2018، توفي رجل من ولاية كونيتيكت بعدما زرع قلبًا مصابًا بالطفيلي المسبب لداء شاغاس، ما أدى إلى رفع دعوى قضائية ودعوات لإجراء فحص إلزامي للأعضاء المزروعة. لقد صوتت المنظمة التي تحكم سياسات زرع الأعضاء في الولايات المتحدة أخيرًا لصالح طلب مثل هذا الاختبار.

ومع وجود عدد قليل من المرافق في البلاد لكشف داء شاغاس، يقول الأطباء والباحثون إنه مع زيادة الوعي، يمكن للعديد من مقدمي الرعاية الصحية إجراء فحوص أولية، وإذا كانت إيجابية، إرسال النتائج إلى مراكز مكافحة الأمراض لتأكيدها.