خيارات قاسية يواجهها مبتورو الأعضاء من بين آلاف الجرحى الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي

منذ 10 أشهر 118

يذكر طبيب من منظمة أطباء بلا حدود أن طفلة فلسطينية تقطعت أوصال من ساقيها بسبب القصف الإسرائيلي وكانت تحتاح إلى بترهما على الفور، ولكن لم يستطع الأطباء في غزة إخضاعها لعملية جراحية أمام العدد الهائل من الإصابات الخطيرة الأخرى، فماتت تلك الليلة بسبب تلوث الدم الذي تسمم بفعل البكتيريا.

ما بين بتر طرف الساق اليسرى للفتاة الفلسطينية شيماء ذات 22 ربيعًا أو الموت، خياران أحلاهما مر: هكذا سألها الأطباء للاختيار، عندما أدخلت مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح مدة أسبوع تقريبًا، إثر تعرض كاحلها لإصابة جراء غارة إسرائيلية، استهدفت الحي الذي تقيم فيه في حي البريج وسط القطاع في 13 من الشهر الماضي. 

وحتى تعطي لنفسها فرصة في الحياة، وافقت شيماء على بتر ساقها لمسافة 15 سنتمترًا أسفل الركبة، بعد أن أعلم الأطباء الشابة بأنها تعاني من تسمم في الدم بسبب وجود شظية، بقيت عالقة أسفل الساق. لقد نجحت عملية البتر، ولكن شيماء ظلت تعاني من ألم حاد ولم تكن تستطيع النوم دون مسكنات.

قلب القرار حياة الطالبة الجامعية الطموحة رأسًا على عقب، مثلما قلب حياة نحو 55 ألف جريح فلسطيني آخر واجهوا في هذه الظروف قرارات مؤلمة، خلال 12 أسبوعًا من القصف الإسرائيلي الدامي بحق المدنيين.

وقال الطبيب الأخصائي في تقويم الاعضاء جوردال فرانسوا من منظمة "أطباء بلا حدود"، والذي عمل في مستشفى ناصر في خان يونس الشهر الماضي، إن مخاطر العدوى والإصابة بالتهابات بعد العمليات الجراحية عالية جدًا، بسبب نقص المياه وحالة الفوضى التي عمت المستشفيات، أمام تدفق آلاف النازحين المدنيين إليها.

وأوضح الخبراء أن الأطراف المصابة يمكن إنقاذها في بعض الحالات باعتماد علاج خاص، ولكن بعد أسابيع طويلة من القصف الإسرائيلي على القطاع، وقد أتى على الاخضر واليابس، فإن 9 مستشفيات فقط من أصل 36 بقيت تعمل إلى غاية الآن، وهي مكتظة وتقدم خدمات محدودة بسبب نقص في جراحة الأوعية الدموية.