بعث خمسة وزراء خارجية عرب، إلى جانب مسؤول فلسطيني رفيع، رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، يعبرون فيها عن رفضهم القاطع لمقترح تهجير الفلسطينيين من غزة، ويشددون على ضرورة إشراكهم في عملية إعادة الإعمار.
وقد حصل موقع "أكسيوس" على نسخة من الرسالة، التي تمثل جزءا من تحرك دبلوماسي عربي لإقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتراجع عن طرحه المتكرر لنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الأردن أو دول أخرى.
ووقع الرسالة وزراء خارجية مصر، بدر عبد العاطي، والأردن، أيمن الصفدي، والسعودية، فيصل بن فرحان، وقطر، محمد بن عبد الرحمن، والإمارات، عبد الله بن زايد، إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، عقب اجتماع وزاري عقد في القاهرة يوم السبت الماضي.
وأثارت تصريحات ترامب المتكررة بشأن ترحيل الفلسطينيين من غزة مخاوف في العواصم العربية، إذ تخشى الدول المعنية من أن تؤدي مثل هذه الخطط إلى زعزعة استقرار مصر والأردن والمنطقة ككل.
من جانبها، بررت واشنطن هذه الطروحات بحجم الدمار الهائل الذي لحق بغزة، معتبرة أن إعادة إعمارها تتطلب جهودا طويلة الأمد قد تمتد بين 10 و15 عاما، وفقا لما أكده مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لموقع "أكسيوس".
وخلال الأسبوع الماضي، كرر ترامب علنا ثلاث مرات اقتراحه بشأن نقل سكان غزة، وأجرى يوم السبت مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة هذه الفكرة، ما دفع الوزراء العرب إلى الاجتماع في القاهرة واتخاذ قرار بإرسال رسالة مباشرة إلى روبيو، والتي تم تسليمها رسميا إلى الخارجية الأمريكية يوم الاثنين عبر سفراء الدول الموقعة.
في رسالتهم، شدد الوزراء العرب على أن الشرق الأوسط مثقل بالفعل من أكبر أزمة نزوح ولاجئين في العالم، مؤكدين أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش في المنطقة لا يحتمل مزيدا من عدم الاستقرار.
وجاء في نص الرسالة: "يجب أن نكون حذرين من زيادة خطر زعزعة الاستقرار الإقليمي عبر عمليات نزوح جديدة، حتى وإن كانت مؤقتة، لأنها قد تؤدي إلى تفاقم التطرف والاضطرابات في المنطقة".
كما شدد الوزراء على أن عملية إعادة إعمار غزة يجب أن تتم بمشاركة السكان الفلسطينيين أنفسهم، مؤكدين أن "الفلسطينيين سيبقون في أرضهم، وسيشاركون في إعادة بنائها، ولن يتم تهميشهم في هذه العملية التي يجب أن تكون بقيادتهم وبدعم المجتمع الدولي".
كما حذرت الرسالة من أي خطوة إسرائيلية لفرض تهجير قسري للفلسطينيين، وجاء فيها: "الفلسطينيون لا يريدون مغادرة أرضهم، ونحن ندعم موقفهم بشكل واضح لا لبس فيه. مثل هذه الخطوة ستضيف بعدا خطيرا جديدا للصراع".
دعم لحل الدولتين
وفي الوقت ذاته، أكد الوزراء أن دولهم مستعدة للعمل مع "رؤية السلام" التي يطرحها ترامب للشرق الأوسط، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي لديه الفرصة لإنجاز ما لم يستطع الرؤساء السابقون تحقيقه.
وشددوا على أن "السبيل الأمثل لتحقيق ذلك هو حل الدولتين، ونحن مستعدون لتهيئة الظروف الإقليمية التي تضمن أمن إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء".