استضاف قادةَ دول غربية على أراضيه، لكن ذلك لم يمنعه من توبيخهم. ربما رأى الرئيس الأذري إلهام علييف أن هناك فرقا بين آداب احترام الضيف، واحترام الضيوف للأراضي التي وطئتها أقدامهم، ولطريقة إدارة البلد المستضيف للقطاعات المهمة. هذا ما حصل في قمة كبيرة تعنى بالمناخ وتتناول قضايا البيئة والطاقة.
دافع الرئيس الأذري عن قطاع الطاقة في باكو خلال الخطاب الرئيسي الذي ألقاه في اليوم الثاني من قمة المناخ كوب 29، واستغل ذلك ليهاجم الغرب الذي ينتقد صناعة النفط والغاز في أذربيجان، وقال إن بلاده وقعت ضحية لحملة أعدت بحنكة للتشهير والابتزاز. حسبما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
جاءت التصريحات الأذرية قبل لحظات من وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مضاعفة الوقود الأحفوري بـ"الاستراتيجية السخيفة". ويجتمع ممثلون لحوالي 200 دولة لمناقشة كيفية خفض انبعاثات الوقود الأحفوري، كل من منظوره.
ولم يتفق علييف مع العديد حسبما أظهرت تصريحاته النارية، ويعتبر موقف باكو المعارض تحديا جذريا ضمن هذه المناقشات، حيث إن الدول الغربية تضعط على منتجي الوقود الأحفوري للتخلي عنه، وليكونوا أصدقاء للبيئة، ولكنها في الوقت ذاته تعتمد على هذا النوع من أنواع الوقود. الأمر الذي ركز عليه رئيس أذربيجان، منتقدا إياه بلغة مباشرة وصريحة.
"يجب أن نكون واقعيين".. "المعايير مزدوجة"
وصف علييف موارد النفط والغاز في بلاده بأنها "هدية من الله"، وقال: "بما أننا نرأس المؤتمر، سنكون بالطبع مناصرين للتحول الأخضر بقوة، ونحن نفعل ذلك. ولكن في الوقت نفسه، يجب أن نكون واقعيين".
وأضاف أنه "لا ينبغي إلقاء اللوم على البلدان لامتلاكها (موارد النفط والغاز)، ولا ينبغي إلقاء اللوم على البلاد التي تجلب هذه الموارد إلى السوق، لأن السوق تحتاج إليها، والناس كذلك".
انتقد الرئيس الأذري الولايات المتحدة على وجه الخصوص -وهي أكبر مصدر تاريخي للكربون في العالم-. ولم يسلم الاتحاد الأوروبي أيضا من انتقاده.
وقال "أصبحت المعايير المزدوجة لسوء الحظ، والعادة في إلقاء المحاضرات على البلدان الأخرى، والنفاق السياسي من طرق عمل بعض السياسيين والمنظمات غير الحكومية التي تسيطر عليها الدولة ووسائل الإعلام الإخبارية المزيفة في بعض الدول الغربية".
من جهته، رفض مستشار المناخ الوطني الأمريكي علي زيدي تصريحات باكو، قائلاً إنه إذا أزالت كل دولة الكربون كما فعلت الولايات المتحدة، فإن العالم سيحقق أهدافه المناخية. ورفض الاتحاد الأوروبي التعليق أيضا.
إنه قطاع هام في أذربيجان التي شكلت عائدات النفط والغاز 35% من اقتصادها في العام 2023، لتنخفض إلى النصف مقارنة بالحال قبل عامين. وتقول الحكومة إن هذه العائدات ستنخفض إلى 22% بحلول عام 2028.