أُغلقت محطة "أجيك راديو" التركية قبل شهر من الذكرى الثلاثين لتأسيسها بعد إلغاء رخصة البث من قبل المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون بسبب خلاف حول تعليق برامجها في تواريخ محددة، مع نفي مؤسسيها أن يكون سبب الإغلاق استخدام عبارة "الإبادة الأرمنية".
أكد مؤسس الإذاعة، عمر مادرا، أن الإلغاء جاء نتيجة عدم التزام المحطة بتعليق البث في خمسة أيام محددة كانت قد أمرتهم بها الهيئة التنظيمية. وأوضح في مقابلة مع "يورونيوز" أن عدم إيقاف البث في هذه التواريخ لم يكن عن قصد، بل بسبب عدم تلقي الفريق إشعارات إلكترونية تتعلق بالتواريخ المحددة نتيجة مشكلات فنية. وأضاف أن هذه المشكلة التقنية حالت دون امتثالهم للقرار في الوقت المحدد، وهو ما أدى في النهاية إلى إلغاء رخصة البث الأرضي.
لحظات الوداع
مادرا، الذي يبلغ من العمر 79 عامًا، وصف اللحظات الأخيرة للبث بحزن واضح، حيث قال: "تبقى لنا 6 دقائق قبل إيقاف البث، ولم نتمكن من حشد 41 مذيعًا للمشاركة في البث الأخير، لذا قرر 41 شخصًا قول كلمة واحدة فقط؛ "مرحبًا". كانت تلك هي الطريقة التي أنهينا بها البث."
رغم إلغاء الرخصة، واصل فريق العمل في اليوم التالي استعداداتهم كالمعتاد، وقاموا بتجهيز المعدات وتشغيل الحواسيب كما لو أن البث سيُستأنف، إلا أنه لم يتمكنوا من البث عبر الموجات الأرضية.
عبارات خارج السياق
وفي حديثه عن الجدل حول استخدام مصطلح "الإبادة الأرمنية"، أوضح مادرا أن النقاش حول الإبادة في برنامج "أجيك غازيت" كان ضمن تقييم تاريخي لاحتفالات الذكرى المتعلقة بالأحداث التي وقعت بين عامي 1915 و1917. وقد تم نقل العبارات المستخدمة بطريقة أخذت خارج سياقها، مما أدى إلى فرض الغرامة والعقوبة المؤقتة على الإذاعة.
تضمنت تلك العبارات ذكر أن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان لم يستخدم مصطلح "الإبادة" في خطابه خلال الاحتفالات، كما تم الحديث عن الذكرى السنوية الـ109 للترحيلات والمذابح التي جرت في الأراضي العثمانية آنذاك.
استجابة للمجلس الأعلى
أشار مادرا إلى أن المحطة قامت بدفع القسط الأول من الغرامة المفروضة بعد استخدام مصطلح "الإبادة الأرمنية"، وأنهم كانوا في انتظار إشعار رسمي من المجلس الأعلى فيما يتعلق بتواريخ تعليق البث. ومع ذلك، فشل النظام الإلكتروني في إيصال هذه التواريخ إليهم، مما أدى إلى استمرارهم في البث كالمعتاد.
آمال العودة إلى البث
ورغم التحديات، لا يزال مادرا وفريقه يأملون في استعادة رخصة البث الأرضي قريباً، مشيرًا إلى أن هناك احتمالية قانونية كبيرة لإعادة الحقوق المكتسبة للإذاعة. وفي حال تعذر العودة إلى البث الأرضي، فإن الفريق مستعد للانتقال إلى البث الرقمي، وهو ما قد يحدث في غضون أيام قليلة.
"خططنا لكل شيء منذ يونيو، وقمنا بتحضيرات كثيرة"، هكذا اختتم مادرا حديثه، معبراً عن تفاؤله بمستقبل المحطة في ظل التطورات القانونية القادمة.