♦ الملخص:
رجل يبحث عن إعفافِ نفسه، فخطب فتاة منتقبة، لكنه لاحظ منها بعض المخالفات للضوابط الشرعية؛ منها: تمسكها بعمل المرأة، محادثتها الرجال على مواقع التوظيف، أنها تهوى الرسم كثيرًا، وقد أثَّر ذلك على العلاقة بينهما، فلم تَعُد تُظهر أي اهتمام به، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا العبد الفقير إلى الله، ملتزم ولله الحمد، أسعي لأعفَّ نفسي وأتزوج، فتقدمت لفتاة تصغرني بثلاث سنوات، منتقبة، ومتخرجة في مدارس أزهرية، وقد تمت خِطبتنا منذ أربعة أشهر ونصف، وكانت علاقتنا جيدة، لكن ثمة توترًا أصاب العلاقة منذ شهر؛ لمَّا علمتُ أنها تراسل رجالًا من موقع التوظيف، وتضيف بعضهم، وقد تحدثت معها عن ضوابط عمل المرأة، أحيانًا – بسبب ما هي عليه من عناد – تقول لي: لا فرقَ بين الرجل والمرأة، لكن إذا ما تكلمت معها بالشرع والعقل، فإنها تخضع بالتدريج، ومن خلال كلامي معها عن عمل المرأة، رأيت منها شعورًا بأنني سوف أسيطر عليها بعد الزواج، فقد ذرفت الدموع وأنا أحدثها عن عمل المرأة من الكتاب والسنة، وراعني أمر آخر؛ وهو إدمانها مواقع التواصل الاجتماعي، وأخشى أن يكون هذا الإدمان قد أثَّر على معتقداتها؛ فقد رأيت منها سلوكيات فيها مخالفة؛ مثل أن لها حسابًا وهميَّا على أحد مواقع التواصل؛ بحجة الحاجة لنشر رسومات لها بين العامة، ومعرفة آرائهم تجاهها، ومن أجل أنها تهوى الرسم، فقد تأتي بالحجج التي تخالف بها ضوابط الدين في ذلك، وتزعم أن ما تفعله ضرورة، المهم أنني منذ تحدثت معها في أمر عمل المرأة، لم تعد تُظهِر أي اهتمام بي، واختفت علامات السعادة بي في وجهها، ولا تسأل عن أحوالي، وهذا أثَّر سلبًا على مشاعري تجاهها، وأخبرتني أنه من الأفضل أن نُوقِف إعدادات منزل الزوجية؛ لأنه يسبب الضيق لها، وأصبحت تتهرب من الحديث في أمور الزواج، وتخبرني أنها مترددة في أمر الزواج، وأنها لم تكن تفكر في الأمر قبل أن أتقدم إليها، وأنها تخشى ألَّا تكون مستعدة، فأخبرتها أن بإمكاني أن أفسخ الخِطبة؛ كي يزول الحرج عنها، لكنها تراجعت عما قالت، وقد تحدثت مع والدتها في هذا الأمر، وأخبرتني أن أفكارها تجاه العمل ستزول مع إتمام الزواج، وأنها ستكون زوجة جيدة، هذا غير أني رأيت منها قليلًا من الغضب، أنا أسعى لرضا الله، وأطلب العلم الشرعي، ولا أريد سوى زوجة صالحة ذات دينٍ تعينني على السعي في مرضاة الله، وتكون سكنًا لي، وتحل الرحمة والمودة بيننا، فبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
١-فيبدو واضحًا من مشكلتك أن خطيبتك تتلقى الكلام منك، فتقتنع، ثم تتلقى كلامًا آخر من غيرك، فيتغير رأيها.
٢-ويبدو أنها مثل الإسفنجة تتلقى وتشرب كل ما يُلقى إليها.
٣-ثم إن طلبها التوقفَ عن تأثيث الشقة، وتضايقها من الكلام عن هذا الأمر - يحمل علاماتِ استفهام وتعجب كثيرة.
٤-فهل هي اقتنعت بكلام غيرك، وشوَّش على قناعتها فيك، أم هي مترددة وعاجزة عن اتخاذ قرار حاسم، أم لا ترغب في إتمام زواجكما؟!
5- ولذا أقول: هذا أمر مهم جدًّا، وهو زواج، وليس شراءَ بضاعة يمكن استبدالها بسهولة؛ ولذا لا بد أن تتأكد بنفسك من وضعها بكلام صريح، لا غبش فيه.
6- فلا تكتب كتاب الزواج إلا إذا تأكدت لك رغبتها في إتمام الزواج.
7- وما ذكرته من تغير تعاملها معك مؤشر على شيء ما، فلا بد من معرفة سببه.
8- فإن كان نفرة واضحة منها، فلعل فسخ الخطوبة هو الحل الصحيح؛ حتى لا يحصل لكما ما لا تُحمد عُقْباه.
9- وينبغي نصيحتها في عدم التلقي من الغير سواء أكانوا أفرادًا أو مواقع إنترنت؛ فهؤلاء الذين يفسدون ولا يصلحون.
10- ولا تنسَ كثرة الدعاء والاستخارة.
حفظك الله، ودلكما على أرشد أمركما.