خطيبتي لم تكمل تعليمها

منذ 1 سنة 272

خطيبتي لم تكمل تعليمها


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/3/2023 ميلادي - 28/8/1444 هجري

الزيارات: 17



السؤال:

الملخص:

شاب خطب فتاة لم تكمِلْ تعليمها، ولديها شعور بالنقص في هذا الأمر، فهي لا تعترف بالشهادات أو بالتعليم في شيء، وتجادله كثيرًا في هذا الأمر، وهو يحاول أن يفهَمها بأن إكمال تعليمها أمرٌ مفيد للجميع، لكنها ترفض، ويسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

خطبتُ فتاة لم تُكْمِل تعليمها؛ لظروف ألمَّت بها، لكنها تستطيع أن تقرأ وتكتب ليس بصورة كاملة، بل كما يُقال "مقطَّع"، وقبل أن أتقدَّم إليها، سألتها إذا ما كان لديها رغبةٌ في إكمال تعليمِها، فأخبرتني أن نَعَم، وبعد الخِطبة تغير الأمر، وأصبحت تقول إنها لن تكمل تعليمها، وبيننا شدٌّ وجذب في الأمر، وشعرت من طريقة كلامها أنها ترى نفسها صاحبة الحق الأوحد، وأنها تفهم كل شيء بسبب التجارب التي مرَّت بها، وأنني لا أعرف شيئًا عن الحياة بسبب أن تعليمي عالٍ، وكان ردُّها عليَّ كلمتها المعتادة في أي أمر نختلف فيه: فكِّرْ، إذا تريدني زوجة فأنا موجودة، وإذا لم ترغب فيَّ فسأترك محاورتك، وقد حاولت إفهامها أن إكمال تعليمها سيفيدها ويفيد أولادنا، ولو سافرنا، فإن ثمة بلادًا تطلب شهادة "الأيلتس"، فلا بد أن تتعلم الإنجليزية، فما يكون منها إلا أن تقول: إنها لا تعترف بالشهادات أو التعليم، وأن ثمة أناسًا غير متعلمين ويعملون، ودخلهم المادي كبير، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتك:

١- خطبت امرأة لم تُكمل تعليمها، ولكنها تعرف تكتب وتقرأ.

٢- وافقت في البداية على شرطك - إكمالِ تعليمها - ثم رفضت ذلك.

٣- إذا تناقشتما تُظهر لك أنها هي التي تفهم كل شيء في الحياة أكثر منك، وأنك لا تفهم شيئًا.

٤- وتقول: إنها ليست معترفة بالشهادات العلمية.

٥- وأخيرًا قالت لك: إذا تريدني زوجة فأنا موجودة، وإذا لم ترغب فيَّ فسأترك محاورتك.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: عدم استكمال التعليم ليس عيبًا في ذاته إذا كانت خطيبتك مرضية دينًا وخُلُقًا، فكم من متعلمة ذات خلق سيئ وتعالٍ على الزوج.

ثانيًا: لكن إن كان كل ما ذكرته عنها صحيحًا، فيبدو أن لديها اعتزازًا وثقة زائدة بالنفس، أو أنها تريد التغطية على النقص التعليمي الذي عندها، وهي تشعر به حقًّا؛ لذا فخُذْ هذه الملحوظات عليها في حسابك، وأنت تريدها زوجة لك.

ثالثًا: هذه المشاعر التي وضحت من خلال النقاش معها قد تستمر معها بعد الزواج، أعني شعورها بالدونية، لعدم استكمالها التعليم، ثم التغطية عليها بتصرفات أخرى.

رابعًا: وأنت أيضًا قد يستمر معك الشعور بالنقص في زوجتك، أو تستمر المجادلات بينكما؛ بسبب اختلاف التفكير، فلابد أن تحسب لذلك حسابات.

خامسًا: يظهر من تخييرها لك إما بالرغبة فيها أو إقفال النقاش معك بأن فيها شيئًا من الحِدَّة والغضب والاعتزاز الزائد بالنفس.

سادسًا: ويظهر أيضًا أنك تُناقشها بحدة وتستثير غضبها، لذا أنصحك بأن تعيد دراسة موضوعك معها على ضوء الملحوظات عليها، ثم تعيد الاستخارة، والخير ما يختاره الله لكما.

وأسأل الله أن يدلَّكما على أرشد أمركما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.