بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 29/12/2022 - 12:00
المخرجة المغربية مريم توزاني في مهرجان الفيلم الدولي الثاني والسبعين، كان، جنوب فرنسا، الاثنين 20 مايو 2019 - حقوق النشر Arthur Mola/2019 Invision
تعتبر المخرجة المغربية مريم التوزاني أن فيلمها "أزرق القفطان"، الذي تأهل للقائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم أجنبي ضمن جوائز الأوسكار، "يمكن أن يساهم في إثارة نقاش صحي وضروري" حول مسألة المثلية الجنسية التي يتناولها، وتتباين المواقف منها في المجتمع المغربي.
ويتمحور هذا الفيلم، وهو ثاني عمل روائي طويل للتوزاني، حول قصة حليم ومينة اللذين يعيشان حياة زوجية متينة ومن دون مشاكل بقيت خلالها المثلية الجنسية للزوج سراً عميقاً.
واختير الفيلم الذي رشحه المغرب للأوسكار، الأسبوع الفائت، بين الأفلام الخمسة عشر التي تأهلت للمرحلة ما قبل النهائية في السباق إلى جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
وقالت التوزاني: "إنه لشرف كبير لي أن أمثّل المغرب وأحمل علمه في هذه المرحلة" من السباق إلى الأوسكار.
واعتبرت أن اختيار فيلمها لتمثيل المغرب "يشكّل تقدماً، والرمزية (التي ينطوي عليها اختياره) جميلة وقوية". ورأت أن ترشيحه "يترجم رغبة في الانفتاح والحوار".
خطوة جريئة وجدل واسع
خلق عرض فيلم "أزرق القفطان" للمخرجة المغربية مريم التوزاني، زوجة المخرج والممثل للتيار الثقافي الغربي بالمغرب نبيل عيوش، جدلا واسعا بسبب ما تضمنه لقطات إباحية تجمع بين رجلين.
ورأى عدد من رواد منصات التواصل في المغرب أن الفيلم المرشح لجائزة الأوسكار يكشف الستار عن موضوع يعتبر من المحرمات في مجتمع محافظ ينص قانونه الجنائي على أن "من ارتكب فعلاً من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه" يُعاقب "بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات".
وانتقد عبد اللطيف في منشور على موقع فيسبوك أحداث الفيلم، مشيرا إلى أنه بعيد كل البعد عن الصورة التي نجح المنتخب المغربي لكرة القدم في تقديمها للعالم خلال مشاركته في كأس العالم 2022، حول الأخلاق والآداب الإسلامية والأسس الأسرية المترابطة.
فيما سخر زهير من الفيلم الذي يحاول الترويج للمثلية في البلاد، قائلا إن "دعم المثلية ومجتمع الميم أصبح أمرا عاديا في المغرب".
من جانبه، قال محمد طالب في منشور على فيسبوك إن فيلم "أزرق القفطان" يحاول كسر الثقافة التي يفتخر المغاربة بالانتماء إليها، مشيرا إلى أنه يحتوي رسائل مغلوطة عن المجتمع المغربي المحافظ بطبعه من خلال عامل تقليدي بسيط يكشف عن ميول جنسية لرجل آخر.
وأعرب عصام عن رفضه للفيلم الذي تهدف جرأته إلى جعل المثلية في المغرب نمطا عاديا وحرا للحياة.
تدور قصة الفيلم في مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط حيث يملك حليم (الذي يؤدي دوره الممثل الفلسطيني صالح بكري) وزوجته مينة (تجسّد شخصيتها الممثلة البلجيكية لبنى أزبال) محلا لخياطة القفاطين التقليدية. ويحدث تحوّل كبير في حياة الزوجين عندما يشغّلان الشاب يوسف، وهو متدرّب موهوب أبدى رغبة كبيرة في أن يتعلّم فن التطريز والخياطة.
فالتقارب بين يوسف (يؤدي دوره الممثل المغربي أيوب میسيوي) و"المعلّم" حليم يؤدي إلى تجربة حب جديدة وجماعية مع مينة.
وإذ لاحظت مريم التوزاني، التي فازت بجائزة النقاد العالميين عن فيلمها في مهرجان كان، أن "ثمة ميلاً باستمرار إلى تصنيف قصص الحب"، قالت "كانت لدي رغبة عميقة في أن أروي هذه القصص من دون إصدار أحكام".
وشددت المخرجة على ضرورة "أن تتغير العقليات"، إذ إن تغييراً كهذا "يجعل القوانين تتطور". وأضافت "أعتقد أننا لا نستطيع إدانة الحب".
ومع أن القانون المغربي يُعاقب على المثلية الجنسية، تتعامل السلطات معها بشدة أقل نسبياً من دول أخرى في المنطقة، ولا تحصل ملاحقات منهجية للمثليين.
يذكر أن "أزرق القفطان" هو ثاني فيلم مغربي يتأهل للمرحلة ما قبل النهائية من السباق إلى أوسكار أفضل فيلم أجنبي بعد "عمر قتلني" للمخرج الفرنسي المغربي رشدي. ومن المقرر الإعلان عن القائمة النهائية للأفلام الخمسة المرشحة لهذه الفئة من جوائز الأوسكار في 24 كانون الثاني/يناير المقبل.