بقلم: يورونيوز مع أ ف ب ، رويترز • آخر تحديث: 08/02/2023 - 08:20
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلقي خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأمريكي في واشنطن - حقوق النشر Patrick Semansky/Copyright 2023 The AP. All rights reserved.
ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) خطاب حالة الاتحاد أمام مجلسيْ النواب والشيوخ في العاصمة واشنطن. وخطاب حالة الاتحاد هو تقليد سنوي يتحدث فيه الرؤساء الأمريكيون أمام الكونغرس ويستعرضون أهم القضايا الداخلية والخارجية للبلاد ويشرحون سياسة ومواقف الإدارة الأمريكية تجاه مختلف الشؤون والخلافات.
بايدن تطرق في خطابه الذي استمر أكثر من ساعة إلى قضايا عديدة، كان أهمها ما يلي:
أوكرانيا
تعهد بايدن بدعم بلاده لأوكرانيا "مهما استغرق الأمر" لمساعدتها على صد الغزو الروسي لأراضيها. وقال بايدن متوجها بحديثه الى سفيرة أوكرانيا لدى واشنطن، أوكسانا ماركاروفا، التي كانت حاضرة "سنقف الى جانبكم مهما استغرق الأمر. أمتنا تعمل من أجل مزيد من الحريات والكرامة والسلام (...) ليس فقط في أوروبا بل في كل مكان".
العلاقات مع الصين
بايدن قال إن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بترهيبها، لكنه أكد في الوقت نفسه أن واشنطن لا تسعى إلى نزاع مع بكين. وتابع "لا تسيئوا فهمنا: كما أظهرنا بوضوح الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، فسنعمل على حماية بلادنا وفعلنا ذلك"، في إشارة إلى إسقاط الجيش الأميركي لمنطاد صيني السبت قبالة سواحل ولاية كارولاينا الجنوبية.
من جهة أخرى، رد بايدن في خطابه أمام مجلسي النواب والشيوخ على الانتقادات الحادة للمعارضة الجمهورية التي تتهمه بأنه انتظر طويلا معتبرا ذلك مؤشر "ضعف" لإدارته في مواجهة بكين. وقال إن الولايات المتحدة اليوم "في أقوى موقع منذ عقود للمنافسة مع الصين أو أي طرف آخر في العالم".
وأكد أن "الفوز بالمنافسة مع الصين يجب أن يوحدنا جميعًا"، مؤكدا في الوقت نفسه تصميمه على "العمل مع الصين حيث يمكن أن يخدم ذلك المصالح الأميركية ويفيد العالم بأسره".
وقال "أوضحت (للرئيس الصيني) شي جينبينغ أننا نسعى إلى المنافسة وليس إلى صراع"، مشيرا مرات عدة إلى معركة تصنيع أشباه الموصلات حيث فقدت الولايات المتحدة مكانتها المهيمنة لصالح الصين.
الاقتصاد والمناخ
الرئيس الأميركي أكد أن الاقتصاد الأميركي في وضع أفضل "من أي بلد آخر على وجه الأرض" في تحقيق النمو على الرغم من التحديات التي فرضها وباء كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأميركي شركات النفط الكبرى باستغلال أزمة موارد الطاقة الأخيرة لتحقيق الأرباح، مطالبا بفرض بزيادة ضريبية كبيرة على عمليات إعادة شراء أسهم الشركات لتوجيهها للاستثمار أكثر في الإنتاج. كما دعا إلى فرض حد أدنى للضريبة على أصحاب المليارات. وقال إن "أي ملياردير يجب ألا يدفع ضريبة تقل عن تلك التي يدفعها مدرّس أو رجل إطفاء".
وحول المناخ قال بايدن إن "أزمة المناخ لا يهمها إن كنت في ولاية حمراء أو زرقاء". وأضاف أنها "تهديد وجودي ولدينا التزام ليس تجاه أنفسنا بل تجاه أطفالنا وأحفادنا لمواجهة هذه الأزمة".
وحشية الشرطة
أكد بايدن في خطابه أن الولايات المتحدة "لا تستطيع تجاهل" مشكلة وحشية الشرطة. وقال بايدن بحضور ذوي تايري نيكولز الشاب الأمريكي الأسود الذي توفي مطلع كانون الثاني/يناير بعد تعرضه للضرب من قبل الشرطة "علينا جميعًا في هذا المجلس أن نرتقي إلى مستوى المناسبة. لا يمكننا أن نغض النظر عن ذلك".
وأضاف "دعونا نجتمع وننهي مهمة إصلاح الشرطة". وقبل ذلك، رحب بايدن بوالدة نيكولز وزوجها وسط تصفيق النواب وقوف. وقال "ليس هناك كلمات لوصف الألم أو الحزن لفقدان طفل. لكن تصوروا فقدان ابن لكم بأيدي الشرطة".
الديمقراطية
الرئيس الأمريكي وصف الديمقراطية في بلاده بأنها "لا تُقهر" وتعهد بالعمل مع الحزب الجمهوري المعارض. وهذا هو أول خطاب له أمام جلسة مشتركة للكونغرس منذ أن سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في يناير كانون الثاني. وقال الديمقراطي بايدن "كثيرا ما قيل لنا إن الديمقراطيين والجمهوريين لا يستطيعون العمل معا. ولكن على مدى العامين الماضيين، أثبتنا خطأ المتشككين والمعارضين".
وأضاف "أقول لأصدقائي الجمهوريين أنه إذا كنا قد تمكنا من العمل معا في دور الانعقاد السابق للكونغرس، فلا يوجد سبب يمنعنا من العمل معا والتوصل إلى إجماع على أشياء مهمة في دور الانعقاد الحالي أيضا".
وأكد بايدن أن الديمقراطية الأمريكية لا تزال على حالها على الرغم من مواجهة أكبر تهديد لها منذ الحرب الأهلية. وأضاف "اليوم، وعلى الرغم من التحديات، تظل ديمقراطيتنا عصية على القهر والانكسار".
سقف الديْن
اتهم بايدن المعارضة الجمهورية بالسعي إلى "أخذ الاقتصاد رهينة" في مواجهة تهديدات برلمانيين بعدم التصويت لصالح رفع سقف الدين.
ومن الاختبارات المهمة لهذا التحدي بين الحزبين، ضغطُ البيت الأبيض لرفع سقف الديون البالغ 31.4 تريليون دولار والذي يجب رفعه في الأشهر المقبلة لتجنب التخلف عن السداد. وقال البيت الأبيض إن بايدن لن يتفاوض بشأن هذه الضرورة، إذ يريد الجمهوريون خفض الإنفاق مقابل دعمهم.