قالت الدكتورة عقيلة دبيشي خبيرة الشئون الدولية ومدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية إنه وعلى مدار أكثر من 255 يومًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تحقق قوات الاحتلال الإسرائيلية، أي انتصار يذكر، غير أنها قتلت نحو 37 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، بواقع أكثر من 3 آلاف مجزرة، ودمرت المستشفيات وجرفت شوارع القطاع، ولكن الحقيقة أن تداعيات هذه الحرب الشعواء كانت فادحة على اقتصاد تل أبيب، وخسائر مالية فاضحة تصل إلى حد الانهيار الاقتصادي، بالرغم من الدعم المالي والعسكري المقدم لحكومة بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت أنه لا تقف الخسائر التي لحقت بإسرائيل على الاقتصاد فقط، فهناك آلاف من الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا في المعارك، ليس هذا فحسب بل هناك انهيار نفسي واكتئاب كبير يصيب الجنود المشاركين في الحرب، بالإضافة إلى نزوح الآلاف من الإسرائيليين هروبًا من المستوطنات المجاورة لقطاع غزة.
وتابعت أنه شهد الاقتصاد الإسرائيلي انهيار وشلل شبه تام وخسائر فادحة بقطاع البناء والعقارات، وبالصناعات والزراعة والسياحة الداخلية، وذلك مع استمرار الارتفاع في كلفة الحرب وتداعياتها على الموازنة العامة لإسرائيل، التي تعاني عجزًا بقيمة 6.6% من الناتج المحلي، بحسب ما أفاد تقرير بنك إسرائيل.
ولفتت أنه تعطل الاقتصاد الإسرائيلي وتكبد خسائر فادحة، حيث أظهرت معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب منذ 7 أكتوبر الماضي حتى نهاية مارس 2024، بلغت أكثر من 270 مليار شيكل (73 مليار دولار)، كما يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات الحاجة إلى تجنيد الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف من جنود الاحتياط، إلى جانب إجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في مستوطنات "غلاف غزة"، والنقب الغربي، والحدود اللبنانية، وتعطيل العمل بالمدارس والجامعات، والمرافق الاقتصادية، بما في ذلك السياحة والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه.
وأكدت أنه فقد نتنياهو الكثير من رصيده السياسي داخل إسرائيل وخارجها وبدأ الدعم الذي كان قويَّا في بداية الحرب في التلاشي بسبب عدم تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب وهي تحرير الرهائن والقضاء على حماس، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، بالإضافة إلى العنف المفرط الذي يواجه به المدنيين العزل في غزة.