في ظل التغيرات المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير يؤدي إلى وفاة الآلاف من الأشخاص في بعض المدن، يحذر خبراء من أن أغلبية دول الكوكب غير مستعدة للمزيد من موجات الطقس المشابهة.
وبالفعل، عكفت السلطات في عدة مدن عالمية على اتخاذ إجراءات تؤهلها لاستقبال درجات الحرارة شديدة الارتفاع، إلا أنها ليست كافية حتى الآن.
ففي مدينة شيكاغو الأمريكية، أدت موجة من الطقس شديد الحرارة في صيف عام 1995 إلى وفاة أكثر من 700 شخص، أغلبهم من كبار السن بالمناطق الفقيرة التي تفتقر إلى أنظمة تبريد الهواء.
ومنذ تلك الحادثة، طورت المدينة نظاماً للاستعداد لموجات الحر يتضمن إنذارات مبكرة ويصل إلى المناطق الأكثر فقراً.
كما حذت مدن أمريكية أخرى مثل لوس أنجليس وفينيكس وميامي حذو شيكاغو بتعيين مسؤولين مختصين لإدارة الأزمات الناتجة عن درجات الحرارة شديدة الارتفاع.
وبعد موجة حارة ممتدة أدت إلى وفاة 15 ألف شخص في فرنسا صيف عام 2003، انتهجت السلطات نظاماً خاصاً يتضمن إعلانات عامة تحث السكان على الترطيب في فترات محددة.
وفي مدينة أحمد آباد الهندية، أدى وفاة أكثر من 1300 شخص جراء وصول درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية عام 2010 إلى اتباع خطة عمل خاصة بالحرارة لتحسين الوعي لدى السكان المحليين وموظفي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة طلاء الأسطح باللون الأبيض لتعكس أشعة الشمس الحارقة.
لكن جميع تلك الإجراءات لا تضمن الوقاية من موجات الحر الشديدة، طبقاً لإريك كليننبرغ، أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة نيويورك، الذي كتب كتابًا عن موجة الحر في شيكاغو عام 1995.
وقال كليننبرغ: "لا أعرف مدينة واحدة مستعدة حقًا للسيناريو الأسوأ الذي يخشاه بعض علماء المناخ".
ويقول إنكيو هان، عالم الصحة البيئية في جامعة تمبل في فيلادلفيا الأمريكية، إن الطبقات الأكثر فقرًا بالمدن هي الأكثر عرضة للتأثر بموجات الطقس الحار، حيث لا تزال المدن تكافح للحصول على تمويلات لمراكز تبريد وتكييف الهواء في الأحياء الفقيرة، كما طالب بحلول بسيطة ومستدامة مثل تشجير الشوارع.
وأضاف هان: "من الجدير بالملاحظة أن الأحياء ذات الدخل المنخفض والمجتمعات الملونة في فيلادلفيا غالباً ما تفتقر إلى أشجار الشوارع والمساحات الخضراء".
وقال نوبورو ناكامورا، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة شيكاغو والمتخصص في الظواهر الجوية الشديدة، إن انعدام المساواة يشكل تحدياً كبيرًا في مواجهة موجات الطقس شديد الحرارة.