أمام نحو 2 مليون شخص، ألقى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خطابًا باللغة العربية متوجهًا إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني. جاء الخطاب خلال مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي اغتيل في قصف إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفر عن مقتل أحد قادة فيلق القدس.
تطرق خامنئي في خطبته إلى الهجوم الإيراني الذي نفذته طهران قبل أيام ردًا على اغتيال نصر الله، والذي استهدف قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفورشان في بيروت في 27 سبتمبر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في يوليو، مشددًا على ضرورة تعزيز الجهود لمواجهة التحديات المشتركة.
وفي خطبته، وصف خامنئي الهجوم الإيراني بـ "خطوة مشروعة". وأكد أن الجيش الإسرائيلي "لن يحقق النصر أبدًا" على حماس وحزب الله، مشيراً إلى أن بعض السياسات الإسرائيلية تعتمد على "زرع الفتن والفرقة بين المسلمين".
وأشار خامنئي إلى أن إسرائيل "تعجز عن توجيه ضربة مؤثرة لفصائل المقاومة"، مما دفعها إلى اعتماد سياسة الاغتيالات والتدمير.
واعتبر أن نصر الله كان "رمز المقاومة والمدافع الشجاع عن المظلومين"، مؤكداً إلى أنه دافع عن غزة كجزء من واجبه الديني، وأن دعم حزب الله لفلسطين يعد "خدمة مصيرية للمنطقة".
وتطرق خامنئي إلى مفهوم "طوفان الأقصى"، واعتبره "تحركاً مشروعاً وطبيعياً من قبل الشعب الفلسطيني"، معبراً عن دعم القوات المسلحة الإيرانية لقطاع غزة.
وأكد أن المقاومة في غزة حسب ما وصفها "أذهلت العالم"، وأن جهاد الفلسطينيين واللبنانيين "أعاد إسرائيل سبعين عاماً إلى الوراء".
دعا خامنئي إلى تعزيز الروابط بين دول المقاومة في المنطقة، مشيرًا إلى أهمية التعاون من أفغانستان إلى اليمن، ومن إيران إلى غزة ولبنان. كما أوضح إلى أن الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة تعود جزئياً إلى تدخلات خارجية، واعتبر أن دول المنطقة لديها القدرة على تحقيق الأمن والسلام، وأن المقاومة ستستمر في جهودها لتحقيق أهدافها.
تأتي هذه الخطبة في إطار توتر متزايد في المنطقة، حيثُ ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة تنسق مع إسرائيل للرد على الأنشطة الإيرانية، مع تأكيد مسؤولين في البيت الأبيض على أملهم في أن يحدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من الهجوم المحتمل على إيران.