قال النائب كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن المناقشات بمنتدى الأقصر، المنعقد اليوم كفاعلية تمهيدية لـcop27، تتصدى لسبل مواجهة قضية دولية غاية في الخطورة وهي ظاهرة تغير المناخ، والتي تمثل تحدياً استثنائياً متعدد الأبعاد والتداعيات السلبية، مشددا أن المواجهة السريعة لتلك الظاهرة العالمية أصبحت ضرورة إلزامية تفرضها تداعياتها بالغة السوء على أرجاء عالمنا بأسره، خاصة على الدول النامية، التي تعاني من التبعات الأشد وطأة لهذه الظاهرة، لما تشهده تلك الدول من تقلبات مناخية كبرى، خاصة تلك المتعلقة بندرة المياه والجفاف وتهديد الأمن الغذائي، وغيرها، مما يهدد بتفاقم معدلات الفقر والإضرار بالنمو الاقتصادي والتنمية في الدول النامية، وهو ما يفرض علينا جميعاً التزام أخلاقي بتسليط الضوء على العدالة المناخية وتعزيزها.
وقال إن تحقيق التنمية المستدامة وفقا للأجندة الأممية 2030، لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن التطلعات الدولية لتعزيز العمل المناخي والتحول للاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات الضارة وما يصاحبه ذلك من التحول للاعتماد على الطاقة النظيفة، مشددا أن المجتمع الدولي عليه بذل جهود حثيثة والتحلي بإرادة جادة وصادقة لمجابهة تلك الظاهرة عبر الحد من الانبعاثات باعتباره هدفاً عالمياً من أجل انقاذ العالم من أخطار تلك الظاهرة الخطيرة.
ولفت رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، خلال كلمته بمنتدى الأقصر، إلى أن مواجهة الظاهرة تتطلب تغيير بنية ومكونات الطاقة باتجاه الطاقة الخضراء وإحلال مصادر الطاقة النظيفة، وهو ما ينبغي أن تنصب عليه الجهود العالمية، من أجل المساهمة في حفض الانبعاثات الضارة بيئياً، كما يجب على الدول المتقدمة تقديم يد العون إلى الدول النامية في هذا الشأن، وأن يكون هناك التزاماً عالمياً جاداً من منطلق عالمية ظاهرة تغيـر المناخ وآثارها السلبية بالغة السوء على الدول والمجتمعات، داعيا المجتمع الدولي والدول المتقدمة تحديداً إلى التحلي بالمسئولية الملقاة عليهم، قائلا؛" فنحن خلال هذه المواجهة لا نتحمل مسئولية أجيالنا فقط وإنما نرفع عن كاهل الأجيال القادمة هذا الخطر المخيـف والمهدد لسلامة عالمنا ومجتمعاتنا".
وأضاف أن الدولة المصرية صاغت خطة عمل كمقاربة شاملة في إطار مواجهتها، للتكيف مع التغيرات المناخية كأولوية رئيسية، باعتبارها تحدياً وجودياً يجابه الإنسانية جمعاء، وقد تم إجراء مراجعة تشريعية وتنفيذيـة خاصـة بالبيئة، ووضع السياسات الكفيلة بمجابهة التغيرات المناخية، عبر رؤية وطنية شاملة استهدفت وضع قضية التحول إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة في مقدمة الأولويات المصرية، كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وتحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ، والتوسع في إنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، معتبرا أن ذلك يعكس نهجاً مصرياً رائداً في تعزيز العمل المناخي المستدام.
وشدد أن مصر حرصت على الانخراط الايجابي والبناء في كافة المشاورات والاتفاقيات الدولية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، كما تسعى الرئاسة المصرية لقمة المناخ إلى تحويل التعهدات العالمية في مواجهة تلك الظاهرة إلى واقع فعلي وملموس انقاذاً لكوكب الأرض من ذلك الخطر المحدق.