حادثة غريبة واجهها صاحب مطعم عربي في بروكلين بنيويورك حين تعرض لهجوم عنيف بتهمة الكراهية ومعاداة السامية. وكان ذنبه الوحيد أن قائمة الطعام المخصصة لأطباق السمك في مطعمه كان عنوانها "من البحر إلى النهر".
تلك القائمة لم تكن وليدة الساعة بل يعود تاريخ كتابتها إلى سنوات مضت، لكن يبدو أن حرب غزة أخرجت مارد السياسة من قمقمه فوجد الرجل نفسه في دائرة الاستهداف.
فشعار "من النهر إلى البحر" جلب له المتاعب وأثار غضب بعض مرتادي المطعم لأن الكثيرين من اليهود يرون فيه دعوة لمحو إسرائيل من الوجود.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي نشرت الخبر، قالت إن عبد العناني كان يظن أن اختيار "من النهر إلى البحر" فكرة جيدة ولم يكن يتخيل يوما أنه سيجد نفسه في موقف كهذا.
ويقول هذا العربي من أصل مصري إنه كان دائما يعتقد أن "هذا الشعار هو دعوة للحرية والمساواة لجميع من يسكن قطعة معينة من الأرض".
قبل أسبوعين تقول الصحيفة، أي بعد أيام قليلة من افتتاح فرع جديد في سلسلة مطاعم آيات الفلسطينية، تلقى العناني صدمة حياته حين اتهمته صحيفتا "الديلي ميل" و"نيويورك بوست" بأنه معاد لليهود.
فالأولى عنونت خبر فتح الفرع الجديد من المطعم كالتالي: "افتتاح مطعم فلسطيني في نيويورك يثير الغضب بسبب قائمة طعام تحمل شعار " من البحر إلى النهر".
أما صحيفة "نيويورك بوست" فذهبت أبعد من ذلك حين قالت، إن المطعم يعرض أطباقا تدعو صراحة "للإبادة" وفق ما نقلته "هآرتس".
بعدها توالت التهديدات بالقتل وبتفجير المطعم إضافة إلى سيل من الرسائل المفعمة بعبارات الكراهية على حساب المسكين على منصة انستغرام لدرجة، أن شرطة نيويورك أرسلت عناصر لها لحراسة المكان.
لكن من بين من أغضبهم الهجوم على العناني، بعض من زبائنه اليهود الأوفياء للمكان. فنشروا رسائل دعم وتعاطف معه.
وأمام هذه اللفتة الطيبة قرر صاحب المطعم أن يرد الجميل بأحسن منه. فقد قرر تنظيم عشاء في 26 يناير/كانون الثاني المقبل والمصادف ليوم السبت المقدس لدى اليهود المقبل، وقال إن الدعوة مفتوحة لكل من يشاء المجيئ إلى تناول طعام العشاء هذا.
ويقول العناني في منشور على انستغرام وفيسبوك: إن الهدف ليس في اقتسام الخبز بل في تكسير الحواجز ومحاورة الآخر والتواصل عل المستوى الإنساني. هي فرصة لمشاركة تجاربنا والاحتفال بإنسانيتنا".
فهل يكون عشاء السبت فرصة لإصلاح ما أفسدته دعوات الكراهية؟ الجواب يوم 26 يناير/كانون الثاني المقبل.