نادال، لقب لا يجهله أي عاشق للرياضة على مستوى العالم، ربما يعرفه حتى ذلك الذي لم يشاهد أي مباراة لكرة المضرب طوال حياته.
وأن تقول نادال فذلك كافٍ، لا حاجة إلى قول "رافاييل نادال"، فاللقب يسبق صاحبه، وإنجازاته تضعه في مصاف العظماء من أحاديي الاسم.
لكن هل تعلم أنه حتى 17 عامًا مضت، "نادال" كان يشير بوضوح ودون شك إلى شخص آخر؟
كل شيء تغيّر عندما فجر المراهق رافا مفاجأة مدوية في صيف 2005 وحصد لقب رولان جاروس، يومها تسلق المدرجات وصولًا إلى عائلته، وأحد من عانقوه كان أشهر نادال عرفته تلك العائلة.. حتى تلك اللحظة!
ميجيل آنخل نادال، أو ميكيل آنجل بالكتالونية التي يتحدثها أبناء جزيرة مايوركا، هو ضيفنا على FilGoal.com، وهو ثاني أشهر نادال عرفه العالم، إذ يسبقه فقط ابن شقيقه: رافاييل نادال.
المدافع الدولي الإسباني السابق بدأ مسيرته وأنهاها في ريال مايوركا، وبين الفترتين حقق قدرًا هائلًا من الألقاب والنجاحات في صفوف برشلونة، وخلال كل ذلك، ظهر في نهائيات كأس العالم 3 مرات.
يبدأ نادال حديثه بنظرة عامة على الرياضة وتطورها: "أعتقد أن التكنولوجيا غيّرت الكثير في كرة القدم، الآن من السهل أن تمتلك كل بيانات اللاعبين وتعرف وضعهم البدني مما يساعد على الوقاية من الإصابات".
"كما يركض اللاعبون الآن بسرعات أكبر ولمسافات أطول مما كان عليه الأمر في حقبتنا".
يمتلك نادال 62 مباراة دولية بين 1991 و2002، وقد سجّل ظهوره الأول في كأس العالم عام 1994 بالثامنة والعشرين من عمره.
يتذكر نادال بطولة الأحلام: "خوض المونديال هو شعور جميل بالنسبة لأي لاعب، خصوصًا في أول مرة، إنها مسؤولية كبيرة، وهدف يسعى لتحقيقه كل لاعب في مسيرته، إنها مناسبة يرغب الكل في عيشها، تشعرك بالرضا، هي ذكرى لا يمكن محوها من ذاكرتك".
وقعت إسبانيا في المجموعة الثالثة رفقة ألمانيا وبوليفيا وكوريا الجنوبية، وقد قرر المدرب خابيير كليمنتي الاعتماد على سانتياجو كانييزاريس في حراسة المرمى وترك القائد أندوني زوبيزاريتا على مقاعد البدلاء، مما جعل من نادال قائدًا لمنتخب بلاده في أول ظهور له بالمونديال بمسيرته.
لكن ذلك الحلم دام 25 دقيقة فقط!
مخالفة قبل مرور نصف ساعة تركت إسبانيا بـ 10 لاعبين، وأجبرت نادال على مغادرة أرضية ملعب كوتون بول في ولاية تيكساس الأمريكية.
يتذكر نادال ما حدث ضاحكًا: "لم تكن أفضل طريقة لبدء كأس عالم، لكن وقتها تم استحداث قانون جديد، كانت مخالفة دون التحام قوي ولكني كنت آخر مدافع".
"بداية مماثلة تسبب الإحباط، لا تعرف إن كانت لحظتك الأخيرة في كأس العالم أم لا، لكني عدت للمشاركة بعدها في مباراتين".
تعادلت إسبانيا يومها بهدفين لكل طرف رغم تقدمها 2-0 حتى الدقيقة 85، ثم تعادلت مع ألمانيا 1-1، وعبرت إلى الدور الثاني بانتصار على بوليفيا 3-1. وفي خروج المغلوب اكتسح الإسبان الساعات السويسرية، ثم ودعوا على يد إيطاليا في مباراة اشتهرت بدماء لويس إنريكي.
وعلى ذكر كليمنتي، فهو المدرب نفسه الذي قاد أتليتك بلباو للسيطرة على كرة القدم الإسبانية في النصف الأول من الثمانينيات، واشتهر بعداوته الهائلة مع دييجو أرماندو مارادونا التي أدت في النهاية إلى فوضى ما بعد نهائي كأس ملك إسبانيا 1984.
لكن من جانبه، يرى نادال مدربه السابق بصورة مختلفة: "كليمنتي شخص رائع، لاعبوه كانوا مستعدين دائمًا للموت من أجله، نحتفظ بذكريات جميلة معه. هذا المدرب لعب دورًا مهمًا في مسيرتي، وصداقتنا باتت أقوى مع مرور السنوات، نمتلك جميعًا عاطفة كبيرة تجاهه".
وربما اعتقد نادال أن أسوأ ذكرى دولية ستكون الخروج مطرودًا بعد 25 دقيقة فقط من مشاركته في كأس العالم، كان عليه الانتظار عامين إضافيين ليكتشف أن هناك ذكرى أسوأ.
في يورو 1996 واجهت إسبانيا نظيرتها إنجلترا صاحبة الأرض في ملعب ويمبلي بالدور ربع النهائي.
القائد الإنجليزي آلان شيرار كان منتشيًا بـ 4 أهداف سجلها خلال 3 مباريات بالدور الأول، لكنه اصطدم برقابة حديدية من نادال طوال 120 دقيقة، لم يسمح له بالتنفس، وأجبر المباراة على الوصول لركلات الترجيح.
أهدر فيرناندو هييرو الركلة الأولى، ثم تصدى ديفيد سيمان لركلة إسبانيا الرابعة من تسديد نادال، ليرسل إنجلترا إلى المربع الذهبي، ويترك مدافع برشلونة في نظرات شاردة نحو عُشب الملعب.
"في كرة القدم عليك أن تتحمل المسؤولية، وما حدث يومها جزء من كرة القدم، شعرنا بالرضا لأننا قدّمنا كل ما لدينا، خصوصًا أن المباراة كانت صعبة وأمام صاحب الأرض".
"جاءت ركلات الترجيح وللأسف أهدرت أنا وهييرو وهذا تسبب في خروجنا، لكن يمكن أن تصيب أو تخطئ. في ركلات الجزاء أحد الفريقين سيخطئ حتمًا في النهاية وفي تلك الحالة كان نحن".
"الرياضيون يجب أن يتقبلوا كل تلك الأمور سواء كانت إيجابية أو سلبية، شعرنا بالإحباط فقط لأننا لعبنا مباراة كبيرة أمامهم".
هنا عانى نادال خلال حديثه معنا من مشكلة في اتصال الإنترنت تسببت في انقطاع صوته وصورته بشكل جزئي، وعندما نبّناه، أجابنا مازحًا: "في كرة القدم يمكن أن أهدر ركلات جزاء، لكن ما يحدث مع اتصال الإنترنت ليس لي دخل فيه".
واصلنا جولتنا في ماضي نادال ووصلنا معه لمونديال 1998، حيث شارك في أول مباراة أمام نيجيريا وثالث مباراة أمام بلغاريا.
خسرت إسبانيا في مباراة أيقونية أمام نيجيريا العنيدة، ولم تسعفها 4 نقاط حصدتها لاحقًا للعبور من دور المجموعات.
يتأسف نادال على ذلك المستوى وقتها: "كنا نمتلك تقريبًا نفس المجموعة من اللاعبين التي لعبت كأس العالم 1994، تمتعنا بالخبرة، لكن بدايتنا السيئة عاقبتنا كثيرًا".
"المباراة الأولى مهمة، مهمة للغاية، ليست حاسمة، لكنها مهمة. إسبانيا فازت بالمونديال ذات مرة رغم خسارتها أول مباراة، لكن ذلك لم يحدث معنا، بدأنا في 1998 اكتساب النسق متأخرًا، وعندما وصلنا للمستوى المناسب كنا قد ودّعنا البطولة بالفعل. ذلك كان مؤسفًا لأن منتخبنا وقتها كان جاهزًا للذهاب بعيدًا".
دخل بعدها نادال الفصل الأخير في مسيرته الكروية، رحل عن برشلونة بعد أن خرج من حسابات لويس فان خال، واختار العودة إلى الوطن لختام مسيرته: مايوركا.
ورغم بلوغه 36 عامًا في 2002، قرر خوسيه أنطونيو كاماتشو المدير الفني لـ إسبانيا ضمه لقائمة نهائيات كأس العالم والاعتماد عليه أساسيًا في عمق الدفاع بجوار المخضرم الآخر هييرو قائد لاروخا.
لكن بينما كان لاعبو إسبانيا في معسكرهم استعدادًا لخوض النهائيات، سمعوا صراخ كانييزاريس الحارس الأساسي الذي تعرض لأغرب إصابة على الإطلاق بقطع في أحد أوتار القدم بسبب سقوط زجاجة مياه ما بعد الحلاقة.
حادث منزلي يتذكره نادال جيدًا: "كنا متواجدين في فندق من أجل معسكر الإعداد، وحدثت الإصابة، فقدنا لاعبًا أساسيًا، هذا شيء لا يمكنك السيطرة عليه، كانت عقبة مفاجئة ولكن بعد ذلك تعمل على إيجاد حلول بالطبع".
"ليس النوع المعتاد من الإصابات في عالم كرة القدم، لكن تلك الحوادث المنزلية واردة. كنا في المعسكر وهو تعرض لتلك الانتكاسة بإصابة بقطعة زجاج".
"أعتقد أن أكثر من خسر كان هو لأن فرصة المشاركة في كأس العالم تسنح كل 4 سنوات، ومع الغياب عن كأس العالم يكون اللاعب هو الأكثر إحباطًا بين الجميع".
أيهما أكثر راحة: اللعب في قلب الدفاع بجوار لاعب مخضرم مثل هييرو؟ أم بجوار شاب صغير يركض كثيرًا ويغطي مزيدًا من المساحات؟
"مثل أي عمل، العمر لا يهم، الأهم أن تكون مستعدًا، وهييرو كان مستعدًا للغاية لخوض هذا المونديال. لو لعبت بجوار شاب صاحب مستوى مميز فهذا مثالي، ولو كان مخضرمًا ومستواه مميز أيضًا، فذلك جيد. على سبيل المثال ليفاندوفسكي لاعب متقدم في العمر، لكنك تريده دائمًا في فريقك".
كنا بصدد الحديث عن مباراة كوريا الجنوبية المشؤومة في ربع النهائي عندما ودعت إسبانيا بركلات الجزاء.
يتذكرها كل الإسبان بـ "سرقة القرن" ويلصقون التهمة بالحكم المصري جمال الغندور رغم أن الأخطاء المؤثرة في تلك المباراة كانت من فعل مساعديه.
فهل عندما هاتفناك يا سيد نادال للمرة الأولى وأخبرناك أننا منصة إعلامية مصرية تريد إجراء حوار معك، تذكرت مباشرةً الغندور؟
جاءت إجابة نادال متلعثمة، وكأنه يحاول السيطرة على كلماته: "حسنًا… في الحقيقة… لدينا ذكرى… لسوء الحظ…".
"بما إنك ذكرت يورو 1996 مثلًا عندما أهدرت ركلة ترجيح، ذلك ظل عالقًا في الذاكرة، وكذلك في مونديال 2002 ما علق في ذاكرتنا هو الحكم".
"لكن إهدار ركلة جزاء شيء، والأخطاء التحكيمية العديدة هي شيء آخر".
"نفكر كثيرًا في الغندور، لأن ما حدث يومها كان أكثر إثارة للغضب من إهدار ركلة جزاء، مع كثرة الأخطاء التحكيمية في مباراة واحدها يذهب تفكيرك في اتجاه أنها لم تكن مجرد أخطاء، وإنما…".
كان نادال على وشك قول شيء يمكن تخمينه، لكنه قطع الجملة، واستدرك: "حسنًا، من الأفضل عدم العودة لمشاهدة لقطات هذه المباراة لكي لا نضع أيادينا على رؤوسنا".
"لم أشاهد المباراة كاملةً قط، شاهدت اللقطات التحكيمية فقط. عملنا بجد في هذا المونديال، إنه مجهود سنوات طويلة، وقد كان آخر كأس عالم للعديد من اللاعبين، كان مونديالي الثالث وفرصتي الأخيرة".
"لم نخرج يومها لأسباب كروية، بل بسبب أخطاء تحكيمية عديدة جعلت من الغضب والإحباط أكبر بكثير".
بعيدًا عن الغندور، تحوّلت المباراة إلى ركلات الجزاء الترجيحية، وسدد بنجاح هييرو وروبين باراخا وتشافي هيرنانديز، لكن الركلة الرابعة أهدرها خواكين سانشيز الذي بلغ 20 عامًا وقتها.
هل عدم تقدُم المخضرم نادال للتسديد كان بسبب ما حدث في إنجلترا قبلها بـ 6 سنوات؟
يرد نادال بحزم: "لا، هذا كان بسبب كوريا واليابان. لو طلبوا مني تسديد ركلة ترجيح، سأسددها دون مشكلة".
"لكن القلق وقتها يكون حول القدرة على التسديد بنجاح، وفي تلك الحالة كان هناك لاعبون أكثر اختصاصًا مثل خواكين".
"لكني أؤكد لك أننا لم نحتج لخوض ركلات الجزاء يومها للفوز بتلك المباراة، وصلنا لركلات الجزاء بسبب ما حدث خلال اللقاء".
"بعد ذلك، يجب أن تتقبل أن يهدر أحد زملائك عندما يسدد ركلة جزاء. من المحزن رؤية وجوه اللاعبين الذين انتهى حلمهم".
—------
خلال مسيرته الطويلة، تزامل نادال مع العديد من العمالقة: روماريو، صامويل إيتو، ريفالدو، راؤول جونزاليس، لويس إنريكي، رونالد كومان، مايكل لاودروب، خريستو ستويتشكوف، بيب جوارديولا، لويس فيجو، جايزكا مندييتا، والعديد والعديد.
لكن دون شك، فهو يمتلك فكرة واضحة عن أفضل لاعب جاوره خلال تلك السنوات، ولذلك عندما سألناه إن كان رونالدو الظاهرة هو الأفضل، أجاب دون تردد: "هذا حقيقي".
تزامل نادال مع رونالدو لمدة موسم وحيد: 1996\1997، عام مليء بالأهداف الخارقة لكن أجملها وأبرزها ذلك الذي سجله رونالدو في شباك كومبوستيلا بعد أن راوغ نصف الفريق.
نستمتع كثيرًا بمشاهدة هذا الهدف الآن، لكن نادال شاهده من أرض الملعب:
"عندما كان يتسلم رونالدو الكرة، فأي تصرف عبقري يمكن أن يصدر منه
وفي الكثير من الأوقات كان يسجل، أعتقد أن رونالدو في زمننا الحالي كان ليصير دون شك أحد أفضل لاعبي العالم".
"عندما تكون محظوظًا بمزاملة لاعبين بهذه الجودة فكل ما يتركونه في داخلك هو عشقهم، ويجعلونك ترى في المباريات لقطات لا يقدر غيرهم على فعلها، ورونالدو كان لاعبًا مميزًا وشابًا وقتها وكما قلت، فقد كان ظاهرة، كما كان شخصًا مذهلًا بجانب كونه لاعبًا غير عادي".
هل رافاييل نادال هو أعظم رياضي إسباني على الإطلاق؟
"يجب أن نحترم كذلك العديد من الرياضيين الإسبان الناجحين، رافا أحدهم بالتأكيد، وقد يكون أفضل رياضي إسباني. أعتقد أنه تخطى حاجز الجنسية، نتحدث الآن عن رياضيي العالم عمومًا، وفي هذه الحالة فهو على القمة".
في تلك اللحظة باركنا لـ ميكيل آنجل، لم يكن هناك داعٍ لتوضيح سبب المباركة، فهو فهم على الفور، والسبب بالطبع أن المقابلة أُجريت بعد يومين من ولادة نجل رافاييل نادال.
لكن بالحديث عن رافاييل نادال، هل حقيقي أنك درّبته على التنس ذات مرة في طفولته؟
انفجر نادال "العم" ضاحكًا: "حسنًا، شاركت في تدريبين له. سبق أن مارست رياضة التنس في طفولتي وانتهى بي المطاف معه مرتين".
وواصل مازحًا: "من الأفضل أنني لم أكن مدربه، لو كنت مدربه لما حقق تلك المسيرة".
في الواقع، ميكيل آنجل نادال لم يمارس فقط رياضة التنس في طفولته، بل تفوق فيها وكان أحد أبرز ناشئي إسبانيا في مرحلته العمرية، لكنه خلافًا لابن شقيقه، قرر التوجه لكرة القدم بشكل كامل.
بل يعترف نادال: "في طفولتي ربما كنت لاعب تنس أفضل، ولكني كرست نفسي لكرة القدم والأمور سارت بشكل جيد، أشعر بالرضا عن مسيرتي".
"التنس يمكن أن أعيشه في المنزل أو بين الجمهور وله نوع مختلف من الشغف، دعني أخبرك أنني يعجبني التنس أكثر من كرة القدم، لكن في الممارسة واللعب فكرة القدم تعطيك الكثير من الأدرينالين، حتى الإحباطات فإنك تشاركها مع زملائك، كرة القدم تمتلك سحرًا خاصًا بها".
هل خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا 1994 برباعية نظيفة أمام ميلان هي الأسوأ في مسيرتك؟
"لا".
وما هي الهزيمة الأسوأ إذًا؟
"كانت مباراة مع المنتخب، خسرناها وكلّفت مدربنا وظيفته، أعتقد أنها كانت أمام قبرص، كليمنتي تقدّم بعدها باستقالته".
"شعرنا بإحباط كبير لأننا لعبنا مباراة بشعة، هذا يجعلك تدرك المسؤولية الواقعة على عاتق اللاعبين".
بدا نادال حزينًا أثناء حديثه عن تلك المباراة التي خسرتها إسبانيا 2-3 في أرض قبرص بالجولة الأولى من تصفيات يورو 2000 وكانت نهاية حقبة كليمنتي مع إسبانيا.
عودة نادال لـ مايوركا في فترة ثانية كانت ناجحة للغاية، فقد فاز الفريق بكأس ملك إسبانيا 2003، اللقب الوحيد طوال تاريخه في تلك البطولة.
هل هو إنجاز أكثر قيمة من فوزك مع برشلونة بدوري أبطال أوروبا 1992؟
"إنه اللقب الأكثر أهمية في تاريخ مايوركا، كنت قد فزت بالكأس مرتين ولكن ليس مع مايوركا. كل الألقاب لها أهميتها وذكرياتها، لكن أعتقد أن هذا الكأس بالنسبة لـ مايوركا هو بنفس قيمة تتويج برشلونة بدوري أبطال أوروبا".
فاز نادال بالدوري الإسباني 5 مرات في مسيرته، أولها في سيناريو جنوني موسم 1991\1992 عندما سقط ريال مدريد بشكل مفاجئ في الجولة الأخيرة على أرض تينيريفي.
المعجزة تكررت في الموسم التالي بسيناريو كربوني، فخسر ريال مدريد مجددًا بالجولة الأخيرة على أرض تينيريفي وآل اللقب لرفاق نادال وكتيبة يوهان كرويف.
يتذكر نادال التتويج في 1993 تحديدًا: "كان حلمًا غير واقعي، لأنه حدث في العام السابق. ثم تسببت القُرعة في مواجهة تينيريفي وريال مدريد بآخر جولة للعام التالي كذلك".
"آخر مباراة في الدوري، ونفس الظروف تتكرر، حيث تلعب لأجل لقب الدوري الإسباني. لقد كان عمل عام كامل".
أي دوري كان الأكثر صعوبة: 1992 أم 1993، أم حتى 1994 الذي كان جنونيًا أيضًا لكن مع ديبورتيفو لاكورونيا كمنافس؟
"كل الألقاب لديها صعوبتها. عندما تفوز بالدوري قبل 5 جولات على نهاية المسابقة تشعر بالسعادة، لكنك تفتقد لبعض المشاعر، وكرة القدم هي شغف ومشاعر وهذا ما نعطيه للجمهور".
"الدوريات الثلاثة التي فزنا بها في آخر جولة كان بها كل ما يحتاجه المشجع واللاعب رغم المعاناة التي يعيشها، لكن السعادة في النهاية تكون عظيمة".
"لو طلبوا مني الاختيار بين الفوز بالدوري قبل 5 جولات أو في الجولة الأخيرة، فإني سأختار الأخيرة رغم المعاناة الكبيرة بسبب السعادة الهائلة".
يمتلك نادال ذكريات قوية مع كليمنتي في منتخب إسبانيا، لكنه أيضًا تدرب مع كرويف وكان عنصرًا أساسيًا في فريق الأحلام بفترة التسعينيات، فهل واجه صعوبة في التأقلم على أفكار الهولندي؟
"نعم في البداية، اللاعبون الذين يأتون من بيئة كروية مختلفة يواجهون فترة من التأقلم، لأنك تلعب في مراكز مختلفة في الملعب".
"تتأقلم على فلسفة لعب لا يمتلكها أحد غير برشلونة، وجزء كبير منها كان أسلوب كرويف، هذا صعب، ولكن في الحياة يجب أن تتعلم".
في النهاية وعلى سبيل الدعابة، قررنا تذكير نادال بلقطة لم تكن في صالحه، مراوغة تعرض لها بواسطة خوسيه لويس كامينيرو نجم أتليتكو مدريد تسببت في هدف حسم لقب الدوري 1996 عمليًا للروخيبلانكوس.
لاحقًا استعمل المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار -المعروف بتشجيعه لأتليتكو- تلك المراوغة ووضعه في فيلمه السينمائي الشهير Carne Trémula.
يختتم نادال حديثه معنا بالإجابة ضاحكًا: "لم أشاهد الفيلم، لكني أتذكر المراوغة، ومن الطبيعي أن يستخدمها ألمودوفار لأنه مشجع لـ أتليتكو، لأنها كانت مراوغة حاسمة وانتهت على هدف، لا بأس، اللاعبون يتعرضون لمثل هذه اللقطات، وقد سارت بشكل جيد يومها مع كامينيرو".