حملة ترامب تكشف عن اختراق أمني وتوجه أصابع الاتهام لإيران

منذ 3 أشهر 47

في تطور لافت، أعلنت حملة الرئيس السابق دونالد ترامب يوم السبت عن تعرضها لاختراق أمني كبير أدى إلى تسريب وثائق داخلية حساسة. وفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، يُشتبه في أن الاختراق كان من تدبير قراصنة إيرانيين، مما يثير تساؤلات حول التأثير المحتمل على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

في منشور على منصة "تروث سوشيال"، كشف الرئيس السابق دونالد ترامب أن مايكروسوفت أكدت تعرض أحد مواقع حملته لاختراق من قبل الحكومة الإيرانية، حيث تم الوصول إلى معلومات عامة فقط. واعتبر ترامب هذا الهجوم "غير مقبول"، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"ضعف الإدارة الأمريكية الحالية في التصدي لهذه التهديدات".

وأشار تقرير مايكروسوفت إلى أن القراصنة الإيرانيين قاموا خلال الأشهر الأخيرة بتنفيذ "عمليات تأثير عبر الإنترنت"، موجهين جهودهم نحو التأثير على سير الانتخابات بدلاً من التأثير المباشر على الناخبين.

تفاصيل الوثائق المسربة

تلقت صحيفة "بوليتيكو" رسائل بريد إلكتروني من حساب مجهول يستخدم خدمة "AOL" تحتوي على وثائق داخلية للحملة تتعلق باستراتيجياتها الانتخابية. من بين الوثائق كان هناك ملف بحثي يتكون من 271 صفحة حول سيناتور أوهايو جاي دي فانس، المرشح المحتمل لمنصب نائب الرئيس، والذي تضمن معلومات حساسة مثل انتقادات فانس السابقة لترامب باعتبارها "نقاط ضعف محتملة".

إيران تنفي الاختراق

نفى الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أي تورط لطهران في اختراق حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكداً أن الحكومة الإيرانية ليس لديها نية للتدخل في الانتخابات الأمريكية. وصف بيان البعثة الإيرانية تقرير"بوليتيكو" الذي قال أن إيران لها دور في الاختراق بأنه "غير دقيق"، مشدداً على أن إيران لا تخطط لشن هجمات إلكترونية ضد الانتخابات الأمريكية.

كما أضاف البيان أن إيران نفسها ضحية لهجمات إلكترونية على بنيتها التحتية، وأن قدراتها السيبرانية تقتصر على الدفاع وليس الهجوم. ورفضت البعثة الإيرانية الربط بين إيران وأي حوادث متعلقة بالانتخابات أو إطلاق النار، مشيرة إلى أن الاتهامات ضدها تعد جزءاً من حملات نفسية تهدف إلى زعزعة استقرار الحملات الانتخابية.

السياق الأوسع

تأتي هذه الأحداث في خضم تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أشارت صحفية "بوليتيكو" عن تقارير أمريكية بوجود مخططات إيرانية للانتقام من الرئيس السابق دونالد ترامب على خلفية اغتياله القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في عام 2020. يعيد اختراق حملة ترامب إلى الأذهان حادثة اختراق الحزب الديمقراطي في عام 2016، الذي أدى إلى تسريب رسائل بريد إلكتروني محرجة نُشرت على "ويكيليكس" وأثرت بشكل كبير على حملة هيلاري كلينتون.

في عام 2017، أجرت وزارة العدل تحقيقًا في التدخل الروسي بالانتخابات، حيث خلص المحقق الخاص روبرت مولر إلى عدم وجود أدلة كافية لتوجيه تهم جنائية ضد ترامب أو حملته. ومع ذلك، وصف مولر حملة ترامب بأنها شجعت الاختراق واستفادت من المواد المسربة. هذا الاختراق الجديد يثير المخاوف من وجود محاولات أوسع للتأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة، مما يضيف ضغوطًا إضافية على الحملة ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في الولايات المتحدة.