بعجينة بطعم الرمان، محشوة بزبدة "الفستق الحلبي"، يعمل الفلسطيني أحمد حسن على صناعة الحلقوم التركي في مصنع بمدينة رام الله، وذلك منذ 12 عاماً بعد تعلم تلك الصنعة في مدن تركية عدة.
ومع أن "راحة الحلقوم" منتشرة في المدن الفلسطينية منذ عشرات السنوات بعد اكتساب طريقة صناعتها من الأتراك خلال الحكم العثماني، إلا أن تلك الصناعة تطورت ولم تعد تقتصر على صنف واحد.
بالنشاء والسكر والحامض كان الحلقوم العادي (الراحة) ينتج وينتشر في مدن الخليل ونابلس والقدس، لكن وصول حلقوم بأطعمة وبأصناف مختلفة إلى فلسطين مع زيادة حركة التجارة والسياحة إلى تركيا، أسهم في تعرف الفلسطينيين على تلك الحلوى بأشكالها المختلفة.
وأصبحت بعض المصانع الفلسطينية تنتج عشرات الأصناف من الحلقوم المحشو بشتى أنواع الفواكه المجففة والمكسرات.
ولا تتفاوت أنواع الحشوات فقط، لكن عجينتها تختلف أطعمتها لتبدأ بالرمان والبرتقال والليمون والزنجبيل ولا تنتهي بالقهوة.
ولنحو ساعتين يطبخ النشا مع السكر والحامض على نار هادئة قبل أن يضاف إليها أحد أطعمة الفواكه وصبغته، ثم يبرد.
وبعد أن تبرد العجينة، يصنع منها "رولات" قبل حشوها حسب الرغبة، أو تقطع وتغلف قبل توزيعها.
ومع أن أحمد حسن يعمل في صناعة الحلقوم منذ اثني عشر عاماً، إلا أنه اضطر قبل خمس سنوات إلى زيارة قونيا وإسطنبول وغازي عنتاب في تركيا لاكتساب خبرة صناعة "حلقوم الرول".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول حسن لـ"اندبندنت عربية" إن صناعة عجينة "حلقوم الرول" تحتاج إلى "مهارة خاصة، لا يعرفها كثيرون"، معتبراً إياها "سر الصنعة"، لكنه أشار إلى أن طريقة صناعة العجينة "هي الصعبة، إلا أن حشوة الحلقوم عادية بحيث تستطيع عملها في ثلاثة أيام".
ويحظى الحلقوم المعجون بالرمان والمحشو "بزبدة الفستق الحلبي" بالرواج بين الفلسطينيين وحتى ورق الورد الجوري يستخدم في حشو الحلقوم.
وتعد أسعار الحلقوم المحلي الصنع أغلى من الذي يباع في تركيا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، وإنتاجه بالأيدي العاملة بعيداً من الآلات.
لكن أحمد أوضح أن الحلقوم التركي "مغلف بطريقة أجمل من المحلي الفلسطيني على رغم أن الطعم نفسه، وربما يتفوق الفلسطيني عليه".
ويعمل أحمد في مصنع يتولى فيه الإشراف على عشرين عاملاً معظمهم من السيدات.
وينتج المصنع الذي يعمل فيه أحمد نحو عشرين طناً من الحلقوم من مختلف الأصناف في فصل الشتاء الذي يزداد الطلب فيه على تلك الحلوى.
ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من رول الحلقوم إلى نحو 20 دولاراً، في حين لا يتجاوز سعر الأرخص منه ثلاثة دولارات.
ومع أن المصنع لا يتجاوز عمره 12 سنة، إلا أن صناعة الحلقوم في فلسطين تعود إلى مئتي عام.
وفي محيط الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل يقع مشغل صغير لصناعة راحة الحلقوم لعائلة سدر، التي تتوارث هذه الصنعة منذ عام 1820، كما تنتشر مشاغل الحلقوم في مدينة نابلس منذ عشرات السنوات.