التقارير التي تُنشر في "إسرائيل" عن الشمال، يرد فيها أن "هدوءاً قاتلاً ومشؤوماً ومخيفاً يسود المنطقة التي باتت مهجورة"، بعد ستة أشهر من المواجهات مع حزب الله اللبناني.
منذ إعلان "حزب الله" انخراطه في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، من خلال فتحه جبهة "مساندة ودعم" على الحدود اللبنانية، باتت بلدة كريات شمونة شبه مهجورة، حيث المحلات التجارية مغلقة والطرقات الفارغة وإشارات المرور معطلة.
يقول كارلي بيريتس صاحب أحد المطاعم: "افتتحنا هذا المطعم قبل بضعة أشهر فقط من بدء الحرب. استثمرنا فيه كل ما لدينا تقريبًا. والآن يمكنك أن ترى الغبار يغطي الأرض والمعدات. لا نعرف ما ينتظرنا في المستقبل".
وبعد إجلاء حوالي 60 ألف إسرائيلي من الشمال، يستمر السجال، بل ويتأجج، بخصوص العودة إلى المنطقة التي تُعتبر في مرمى حزب الله، وهو ما يعارضه العدديد من المسؤولين، طالما لا توجد ضمانات أمنية.
وتقول القناة 12 الإسرائيلية إن الحكومة لا تملك رؤية حتى الآن لمرحلة ما بعد الحرب، مشيرة إلى أن موعد عودة الإسرائيليين إلى الشمال غير معروف.
في هذا السياق، قال رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شتيرن: "لو اهتمت الدولة بتحصين الشمال كما يجب، كان يمكن التفكير بالعودة، لكن طالما التهديدات موجودة فإنّنا لن نعيد السكان، فكيف يمكن إدارة المدارس ورياض الأطفال، حيث يوجد تهديد صواريخ وإطلاق نار دون إنذار؟".
ويقول عيران فيغدروفيتش، أحد سكان البلدة الذين رفضوا أوامر الإخلاء: "لا أحد يخاف من الصواريخ. هناك ملاجئ وطائرات إف 15 ومروحيات أباتشي في السماء، لا أحد يخاف من الصواريخ. ما نخافه منه هو أن تفتح المدارس غداً ويتسلل إليها الإرهابيون".
واليوم الثلاثاء أعلن حزب الله، استهداف جنود وتدمير دبابة من نوع "ميركافا" شمال إسرائيل، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وقال الحزب في بيان إن مقاتليه "شنوا صباح الثلاثاء هجومًا ناريًا على تموضعٍ لجنود إسرائيليين ودبابة ميركافا في ثكنة دوفيف".
كما ذكر الحزب أن عناصره استهدفوا "ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف المدفعية".
وتصاعدت حدة التوتر خلال الأيام الماضية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، عقب استشهاد 3 مسعفين متطوعين من الهيئة الصحية الإسلامية اللبنانية جراء قصف إسرائيلي لمركز إسعاف في بلدة العديسة جنوب لبنان، مطلع إبريل/ نيسان الجاري.