♦ الملخص:
طالب ثانوية عامة يختلف مع أبيه في طريقة الوصول للعيش الطيب؛ فأبوه يرى أن ذلك لا بد له من التفوق، وهو يرى أنه لا يلزم لذلك التفوق، ويسأل: هل عدم طاعة الوالدين في تلك الحالة تعد عقوقًا؟
♦ التفاصيل:
أنا طالب في الثانوية العامة، أبي يريد لي الخير، وأنا أعلم ذلك، ولديه وجهة نظره في أمرين؛ الأول: الوصول إلى العيش الطيب، الذي نصل إليه بالتعليم والشهادة الجامعية، والثاني: طريقة تعامله معي كي أدرس وأجتهد لأحصل على الدرجات العليا في التعليم، ولكني لدي وجهة نظر أخرى؛ حيث إني لا أريد أن أحصل درجة عليا، بل أريد أن أقتصر على درجة أنجح بها، لكي أدخل أي جامعة أنجح فيها، حتى أعمل أي عمل أحصل فيه على لقمة طيبة فقط، أما أبي، فلا يريد لي ذلك، نعم، هو يريد ذلك، ولكن غير مقتنع بطريقتي في الوصول إلى العيش الطيب، بل يريدني أن أتفوق لعلي أجد وظيفة كريمة، وهذا ما أريده أيضًا، ولكن لدي قناعة بأنه لا يلزم التفوق، وسؤالي هو:
١- هل يلزمني أن أجتهد وأتفوق، كون أبي يريد مني ذلك، علمًا بأن التفوق أمر شاق؟ وهل آثم إذا تركت الاجتهاد في الدراسة؟ وهل اتجاهي في الاقتصار على النجاح يعتبر عقوقًا لوالدي؟ فلقد قرأت أن ما ليس له فائدة تعود على الوالدين، فإن تركه لا يعتبر عقوقًا.
٢- بمَ تنصحونني أن أفعل؟ مع العلم أني أكره الدراسة ولا أريد أن أتفوق، بل أريد فقط أن أنجح، مع العلم أني أدرس العلوم الطبيعية؛ مثل: الفيزياء والكيمياء، وعلوم لغات؛ مثل: العربي والإنجليزي، وغيره، أفيدونا، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالجواب أن الابن غير ملزم بطاعة والديه في شؤونه الخاصة، ما دام ملتزمًا بشرع الله، ولا يعتبر ذلك عقوقًا، لكن عليه محاولة التفاهم مع والده بالحسنى، وألا يرفع صوته عليه أو يجادله بفظاظة، وليقدِّر حرص والده على مصلحته الدنيوية، ويحاول تحقيقها قدر استطاعته، ما دام ليس في ذلك ضرر عليه.
حفظك الله، ووفقك لبر والدك، وأعانك على طلب العلم بنية طيبة.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.