حقيقة كرة القدم الصعبة!

منذ 2 أيام 19

لن تدرك حقيقة كرة القدم ما لم تتابع مباريات الدوري الإنجليزي التي تؤكد دائماً للجميع أن هذه اللعبة لا تعرف المنطق؛ بدليل النتائج التي نشاهدها للأندية التي تصرف مليارات الدولارات دون تحسن في مستوياتها وترتيبها.

قبل أيام واصل مانشستر سيتي سقوطه المدوّي في هذا الموسم الذي يعد أسوأ مواسم النادي منذ الاستحواذ عليه عام 2008، قبل أن يُنهي الفوز الثمين على ليستر سيتي كابوساً لا يطاق ضد مدربه غوارديولا.

يقول بيب في أحد أجمل تصريحاته هذا الموسم في معرض رده على أسباب الهزائم المتتالية للسيتي: «لا توجد أسباب تجاه ما يحدث لنادينا... هذه سُنّة الحياة»!

لا يكفي أن تنفق المليارات لتفوز بالمباريات أو بالألقاب، لأن هذه ليست معادلة كرة القدم الدائمة.

الحقيقة أن المعادلة لا تتجاوز رسم الاستراتيجيات والإدارة الجيدة للفريق والمدرب المناسب واللاعبين المميزين، والروح القتالية والشعور بالرغبة في بذل الجهد حتى آخر لحظة، والحظ الذي يكون مرادفاً للفريق المجهَّز لكل المنافسات، وأخيراً الصبر على النتائج... لكن كل ذلك أيضاً لا يكفي في كرة القدم... هذه هي الحقيقة التي أراها في السيتي الذي وفَّر كل شيء من أجل الفوز.

كانت اتهامات وغضب الإعلام والمشجعين من فريق مانشستر سيتي يذهبان إلى كل مكان، من المدرب إلى اللاعبين إلى هالاند إلى حد دفاع غوارديولا عن الهداف الصائم، حينما قال إن الفريق لن يفعل شيئاً من دونه.

مانشستر سيتي كان البطل لستة ألقاب للبريميرليغ خلال آخر سبعة مواسم، لكن هذه الإنجازات المتتالية والمتعاقبة لا تكفي في نظر من يريدون الفوز الدائم الذي لا يتوقف...!

أجزم بأنه لو فعل نادٍ في منطقتنا العربية شيئاً مماثلاً لما فعله السيتي فإنه سيتم نسف كل الإنجازات والبحث عن شماعة إخفاق لإثبات وجهة نظر «ضيّقي الأفق» الباحثين عن الفوز الدائم.

يصف الأسترالي أنج بوستيكوغلو، مدرب توتنهام، التدريب في «بريميرليغ» بأنه أصعب من تولّي رئاسة الوزراء، معتبراً أن المدربين يخوضون «انتخابات في نهاية كل أسبوع ويُصوّت لنا أو ضدنا».

يأتي هذا التصريح في ظل أن ناديه لم يحقق أي لقب منذ عام 2008 فيما يحتل حالياً المرتبة الـ11.

الأندية الستة الكبار في الدوري الإنجليزي معروفة، لكنّ ليفربول هو الوحيد الذي يسير بسلام في جدول الترتيب لأن «سُنّة الحياة» التي قال عنها غوارديولا لم تلتفت إليه بعد، فيما يعاني مانشستر يونايتد الأمرّين من نتائج سلبية وأداء كارثي وخسائر متتالية ليُنهي موسمه بأسوأ طريقة مع مدربه الجديد أموريم.

ما يجري في «بريميرليغ» بالتأكيد يمكن تعميمه على كل دوريات كرة القدم في العالم بما فيها الدوري السعودي، حيث مطالبات الإعلام برؤوس الإدارات والمدربين واللاعبين تزداد في كل عام، لكنهم ينسون أن البطل واحد، وأن الفوز الدائم ليس موجوداً في قاموس اللعبة.

أيضاً... من المهم جداً أن تدرك حجم فريقك ومعرفة تاريخه الطويل في الفوز بالألقاب لتصل إلى حقيقة بسيطة هي أنه يجب أن تكون مطالبك وفقاً لتاريخ ناديك في السجل البطولي، إذ لا يمكن أن تقوم بالتغيير الدائم كل عام فقط لأنه لم يحقق لقباً ما وهو ما اعتاده لسنوات.

لا يعني هذا أن نوقف النقد، لكن علينا أن نكون موضوعيين حينما نطالب إدارة نادٍ ما بالاستقالة لأن الفريق لم يفز باللقب، فيما الواقع يقول إن عدم الفوز ليس جديداً... هذه هي «سُنّة الحياة» التي قال عنها غوارديولا.